المسار.... عطر محمد لطفي

 المسار

أعد ترتيب أوراقك سيدي فموعد موتك لا يعرفه سوى من خلقك، ما قولك فيما ورد عنك من تصرفات هل أنت متأكد انك سترحل بسلام من هذا العالم دون أن يقول أحدهم وهو حزين بسببك حسبي الله ونعم الوكيل في ليلة وقلبه موقن بأن الله يسمعه وسيستجيب .

لا تعرف من سيقولها ممكن من أحد قريب منك لم تعطه حقه أو أحد لا تعرفه والتقاك مصادفة فظلمته ، خلقك الله رجل له مال وأعمال ومشاريع ثم بارك لك فيها فنمت وزادت لكن طمعك زاد معها وشغفك لم يهدأ بل ازددت غطرسة وهنجعية، عشت بسعادة وتفكيرك بأن كل هذه الأموال لا تزول أنساك أن تدفع ثمن الرجل المسكين الذي جاء ليعمل عندك بأجر زهيد ولم تعطه أجره مثلما اتفقت معه وتركته دون أن ترى ما حل به ، بالنسبة لك الأمر بسيط لكنه جلل.

لا تسمى رجلا بل قمامة من قمامات المجتمع يا هذا، تسرق عرق الجبين وترحل دون ضمير ألا تعلم أنك أوصلت نفسك بنفسك إلى الظلام وأن كل أموالك غرقت في بحر النجاسة بهذا الفعل، كم من عامل او موظف فعلت له هكذا؟ 

هل تعلم ربما يكون رجل محترم جعلت منه الحياة عامل بسيط فأتاك يبحث عن عمل بشرف ونزاهة وفضلهما على أن يذهب ليسرقك او يفعل شيئا آخر يوصله للمال بطرق غير شرعية وعمل بجهد كبير ليل نهار وماذا كافأته بأجر زهيد ولم يسلم من فضاضة لسانك الذي يشبه لسان الحية التي تلدغ دون رحمة أو غريب سافر من بلده ليبحث عن قوت يومه من عمل لا يكاد يشبع أبناءه الذين تركهم وراءه ينتظرونه فعاملته أسوأ معاملة.

من قال لك أن المال يجعل منك ملك لا رحمة لديه ومن أعطاك حق أذية الخلق وقد خلقهم الله أحرارا، ما قولك حينما تقابل الحق العادل بأي وجه ستبرر له فعلتك، اوتظن أن توسلاتك له حينها ستخرجك من مأزقك يا عديم الضمير. 

تذهب إلى المطعم تدفع الكثير من الأموال مقابل أن يراك أصدقاؤك في أفضل صورة وبأنك لست بالبخيل وتشارك في الجمعيات الخيرية لترسم صورة الرجل النبيل، لكن محاولة لا جدوى منها، فعملك كالزبدة حينما تسطع عليها شمس الحقيقة تذاب ببساطة وكأنها لم تكن. 

حاول أن تصحح مسارك قبل فوات الأوان ولا تظلم نفسك بجهلك وتكبرك وعنادك وقلة إيمانك . 

بقلم الأديبة عطر محمد لطفي