الوحدة والاحتواء... حسين نصر الدين

 الوِحدة ُ والاحتواءُ : شعر : حسين نصر الدين :  تمَ النشرُ .

شعرتُ بألمٍ ووجعٍ إِثْرَ فِرَاقِهَا .. كبلبلٍ صاحَ صارخاً لفقدِ إلْفِه ..

عاشَ وحيدأً فريدأً لفقدانها  .. بسطَ جناحيْهِ بيْن أغصانِ يُتْمِهِ ..

سارَ بحُزنِه وبدموعِ عيْنيْه ِ  .. سيراً حثيثا ً في نواصي حُزنِه ..

يجرُ أذيالَ حُلْمِه الضائع ِ  .. عبثاً يُلملمُ ما تبقى من حلْمِه ..

علَّهُ يُضيئَ ريش جناحيْه شعراً .. أقدارٌ تحكمُه ، وتزيدُ من همِّه ِ ..

تيبَّسَ منقارُه وهو يصدحُ ألماً  .. وهلْ يئسَ منقارُه من ألامِهِ .؟ ..

يُريحُ قلبَه على غصنٍ مائلٍ  .. منكسر ٍ من ريح ٍ تزيدُ من وهنِه ..

تنحصِرُ رحلتهُ بالأملِ في لقائِها  .. تختالُ رُوحُهُ وتنصَهِرُ في ظِلِّهِ ..

طريقٌ طويلٌ مُعتم ٌ ينتظرُ ضوءاً .. يتركُ خلفَه أشلاء ً مُلقاةً من نشيدِه ..

ألقَتْهُ الوحدةُ والغربةُ في اليَّمِ عُنْوَة ً .. يبزغُ نورُ شمسٍ فَجأَة ً في أفقِه ..

ويلقى إلفَهُ التائِهَ فرحاً ، باختيارِه  .. ملأتْ فرحتُه الأفقَ مُبددة ً ألَمِه ..

رجاها : ألا تتركيني قالها برقته  .. صدحاً .. حُداء ً رقيقاً : بعيْنِه ..

لا تدعيني أواجه الصمتَ وحدي  .. ويَغْمسُ وردَه بدمِه .. وبأِحْلَامِهِ ..

ستأتي البلابل ُ سريعا ً لِحُدائِهِ  .. ويُعْجبُ الكونُ بصدحِه وغِنائِه ..

فكمْ يأملُ البلبلُ في صمتِ صبرِهِ .؟ .. وكم يَسْعدُ شَوْقاً بلقائِه لإلفِه ..

وهل للهوى ألمُ أشدُّ من غيَابِهِ .؟ .. أمْ للهوى وجعٌ أقسى من فقدانِه .؟..

*******


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي