مابين حجاب الشرف وحجاب العقل... صخر العزة

 ما بين حِجاب الشرف وحِجاب العقل !!!

الإنسان عندما يمتلك أشياء نفيسة يضعها في أماكن لا تصل إليها عيون الناس ، ولا تصلُ لها أيُّ يدٍ عابثة ، ولتبقى مُحافظةً على لمعانها وبريقها ، وكذلك يبقى الإنسان حريصاً على أن يبقى طعامه مُغطى قبل موعد بدء تناوله الطعام ، وكذلك الحال في مياه الشُرب يجب أن يبقى خزان المياه مُغطى بإحكام وكل ذلك من أجل أن لا يقع الذباب أو الحشرات على الطعام أو أن تتلوث المياه ، فإذا كان حرصنا واهتمامنا على هذه الأمور بهذه الأهمية ، ولكن هناك ما هو أعظم وأغلى وأنفس من ذلك ، وقد يقدم الإنسان حياته ثمناً لذلك ، ألا وهو المرأة ، فهي الشرف والطُهر ، ولذلك كرَّمها الله عزَّ وجلْ ورفع من شأنها في كُلِّ الديانات السماوية وحتى الدنيوية ، وأمرها بالحجاب حفاظاً على طهارتها وشرفها لكي تكون بعيدة عن بعض الجراثيم البشرية التي تحاول الوصول إليها لتنهش في عرضها ، كما هو الحال في الغرب الذي يعتبر  المرأة سلعة يتداولها . 

إنَّ الذي دفعني للكتابة عن المرأة وعن ألحجاب تحديداً هو الهجمة الشعواء على ألحجاب ، وللأسف ليس من الغرب فقط وهؤلاء قد لا نلومهم ، لأنهم مِلة الكفر ويعادون كل ما هو إسلامي وشعوبهم مُغررٌ بها من قِبل حكامهم  ، ولكن أن يتنطح مُسلم للهجوم على ألحجاب ، ومهاجمة المتحجبات ، وخاصة من بعض إعلاميي وفناني مصر ، فهذا المُستغرب أن يكون ذلك من مصر التي فيها الأزهر الشريف وخرَّجت نُخبة العلماء ، وعلى رأسهم الشيخ محمد متولي شعراوي والشيخ علي طنطاوي ، ولكن أعود وأقول أنَّ هؤلاء هم فئة قليلة لا تُمثل مصر ، فمصر هي دولة الأحرار والشرفاء .

وقد استهجن أحد الإعلاميين المصريين المشهورين الذي له مواقف كثير تعارض للأسف كل ما هو يتعلق بالإسلام كاستهجانه لدعوة قطر للداعية ذاكر نايك ومستغرباً لدخول العديد من الأجانب للإسلام بفترة وجيزة ، وهذا الإعلامي الجهبذ قبل أيام إستغرب واعترض على إحدى المدارس في مصر كيف أن جميع طالباتها متحجبات ويرتدين الزي الشرعي وبموافقة ذويهن ، ويقول مستغرباً : هل هذه عندنا ، وهل هذه المدرسة تابعة لوزارة التربية والتعليم ؟! وقال : أن هذا اللباس ليس من ثقافة مصر ، ولكن أقول له نعم أن هذا اللباس هو من ثقافة مصر وهو من ثقافة أبناء مصر الشرفاء الأطهار ، واقول له إن نسبة النساء المتحجبات في مصر تزيد عن ( 52% ) فليذهب إلى الصعيد فقط ليرى نساء الصعيد ماذا يلبسن ، وليس هذا مقتصر على الصعيد بل في معظم مصر ، ولكن هو يرى البيئة التي حوله فيرى أن مصر كلها كما هو محيطه الموبوء ، ويخرج علينا  أيضاً كذلك أحد نجوم الفن المشهورين الذي يقول: أن النقاب والحجاب خطرٌ على المجتمع ، وأن الحجاب ليس له علاقة بالدين ، وينعت النساء المحجبات بأنهن مُعاقات ذهنياً وفكرياً ، وأود أن أقول لهؤلاء الذين أشكُّ بأنهم مسلمون : هل العُري وأفلام المجون التي تعرض من قبلكم ليس خطراً على جيل الشباب ؟ وهل تعتقد أن من تلبس الحجاب هو تطرُّف ,والتي تتعرى هي حُرية شخصية .

بداية يجب التعريف بمعنى ألحجاب : فهو الستر والحشمة ويعني حجب الشيء عن الظهور أمام الآخرين     

 

لكل ذلك سأورد تلخيصاً موجزاً عن تاريخ ألحجاب منذ بدء التاريخ وحتى قبل الديانات ، ولنثبت لهؤلاء الذين لديهم نقص في التفكير أو يوجد حجاب حاجز على عقولهم يمنعهم من تمحيص الأمور ومعرفة الصحيح من الخطأ ، ولنبين لهم أن ألحجاب قد فُرض من الله عزّ وجل في كل الديانات السماوية :

أولاً : ألحجاب في حضارة سومر والآشوريين : كانت المرأة إذا خرجت من بيتها يجب أن تضع طبقة على شعرها ، ويتم تصنيف الطبقة التي تنتمي لها من شكل حجابها، وكان الحجاب هنا له وظيفة للتعرف على الطبقة الإجتماعية التي تنتمي إليها المرأة، حيث ترتدي الملكة التاج على رأسها، والوصيفات حجاب فقط بدون زينة الشعر، أما النسوة الأحرار فكُنَّ يرتدين العباءات التي تظهر الوجه فقط ، وقد فرض ألإحتلال الآشوري والذي فرض على المناطق التابعة له من بلاد ما بين النهرين إلى الهلال الخصيب، على النساء البقاء في البيت أسيرات، لا يسمح لهن بالخروج من غير ارتداء الحجاب، فهنا كان الحجاب إلزاميًا على كافة النساء الأحرار في آشور، واستمر هذا إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد

ثانياً : ألحجاب في حضارة بابليون والفراعنة : أما عن الحجاب في حضارة البابليين فقد قامت النساء بالتخلص من الحكم الآشوري، بعد انهيار الدولة الآشورية وانتهاء حكمها، وعاد ارتداء الحجاب إلى سابق عهده.

وعن الحضارة المصرية القديمة حيث ذكر مؤلف هيرودوت، المؤرخ والرحالة اليوناني، في زيارة إلى مصر في القرن الخامس قبل الميلاد، أنه شعر بالغرابة والاندهاش من الحياة العصرية التي تعيش بها المرأة المصرية، تحررها والاختلاط بينها وبين الرجال.

وأثناء احتلال الهكسوس لمصر والخوف منهم، هو ما دفع النساء المصريات لإرتداء الحجاب خوفًا من اعتداء الجنود الهكسوس عليهن، وعندما قام رمسيس الثالث بالإنتصار عليهم وطردهم من مصر أصدر قرارًا برفع المرأة لنقابها بلا خوف أو فزع، وتمشي حرة في بلادها.

وتظهر البرديات التي تم العثور عليها في العصور الفرعونية القديمة في مصر أن لباس المرأة دومًا يتكون من قطعتين، إحداهما على شكل قميص داخلي رقيق والأخرى على هيئة غلالة فضفاضة يربط رباطها فوق منطقة الصدر ثم تنزل تلك الغلالة على إحدى اليدين وتبدو الأخرى ظاهرة، لم يكن هناك حجابًا بمعناه الحالي ولكن قطعتان مزخرفتان بالحلي تنزل من التيجان التي ترتديها النساء

ثالثاً : ألحجاب في حضارة آسيا واليونان : أما عن أصل الحجاب في الحضارة الآسيوية فأنه لم يكن للمرأة الصينية أي حقوق لها من قبل، ولم يكن للمرأة الهندوسية أيضًا أي رأي في حياتها، حيث ذكر التاريخ عن حجاب المرأة الهندوسية طوال السنوات قبل القرن الرابع قبل الميلاد  ، ولكن مع تدهور الحضارة عند الإغريق لم يختلف وضع الحجاب بالنسبة للمرأة بل ظل الحجاب فرضاً على المرأة الإغريقية في ارتدائه ولكن فقط النساء الأحرار، ورفع فقط عن الإماء والبغايا. فهذا النوع من الحجاب كان يعني قديمًا بأن المرأة المحجبة هي ملكية خاصة وليست حرة، لا يجوز لأحد الإقتراب منها أو الإعتداء عليها.

كان من عادة نساء اليونانيين القدماء أن يحجبن وجوههن بطرف مآزرهن أو بحجاب خاص، وكانت الفينيقيات يتحجبن بحجاب أحمر، ويروى أن "بنيلوب" امرأة الملك "عوليس" ملك جزيرة إيثاكا كانت تظهر متحجبة.

وفي أسبرطة كانت الفتيات متى تزوجن إحتجبن عن الأعين بأغطية للرأس، ولكنهن متى خرجن إلى الأسواق أوجب عليهن إلإحتجاب ، سواء كن عازبات أو متزوجات، وقد دلت النقوش على أن النساء كن يغطين رؤوسهن، ويكشفن وجوههن فقط.

رابعاً: ألحجاب في الحضارة الرومانية : حصلت المرأة بها على كامل حريتها في ارتداء ألحجاب أم لا ، وعندما بدأت الديانة المسيحية في الظهور، كانت المرأة تقوم بتغطية شعر رأسها أثناء أداء الصلاة وكانت لا تتكلم عند دخول الكنيسة، وكانت فقط تقوم بسؤال زوجها عن الأشياء التي تريدها ، وكانت نساء الرومان مغاليات في ألحجاب لدرجة أن كثيرات منهن كن لا يخرجن من بيوتهن إلا برداء طويل يلامس الكعبين، وفوق ذلك عباءة وغطاء للرأس.

خامساً : ألحجاب في الشريعة اليهودية : يحتل أمر اللباس - خاصة لباس المرأة - جانبًا كبيرًا من التفكير الديني اليهودي، فقد قال علماء اليهود: قال الله منذ اليوم الذي بُني فيه المعبد: الحشمة هي أمر مناسب ، وجاءت الشريعة اليهوديّة بأوامر ونواهٍ في أمر الملابس؛ ومن ذلك أنه يحظر على المرأة إرتداء ثياب الرجال، كما يحظر على الرجل إرتداء ثياب النساء؛ لأن كل من يفعل ذلك يصبح مكروهًا ، وكانت اليهوديات يغطين رؤوسهن، وفي أحيان وجوههن، فلا يظهرن أبدًا في الأماكن العامة دون خمار.. وقيل إن ألحجاب العبري القديم كان في بعض الأحيان كبيرًا إلى درجة أنه كان يغطي كامل البدن، واعتبرت المرأة الكاشفة رأسها عند بعضهم أنها تهين حشمتها.. وإذا خرجت بدون غطاء رأس تغرّم لهذه الجريمة , وقد تأكد موضوع الحجاب في أكثر نصٍ من نصوص التوراة ، وقد ورد في سفر التكوين ، إصحاح 24 آية 64 ـ 65: ورفعت برقعة عينيها فرأت الحق فنزلت عن الجمل، وقالت للعبد : من هذا الرجل الماشي في الحقل للقائنا؟ فقال العبد: هو سيدي، فأخذت البرقع وتغطت . وفي الإصحاح ( 47/3 ) في مقام تهديد المرأة بارتكابها المعاصي: ( إكشفي نقابك، شمري الذيل، إكشفي الساق، أعبري الأنهار، تنكشف عورتك وتري معاريك ) وواضح المراد من النص هو التهديد بالفضيحة والعار، إن كشفت المرأة عن عوراتها  

سادساً : ألحجاب في الشريعة المسيحية : في الديانة المسيحية أيضًا ما دل على ألحجاب؛ فنحن نرى السيدة مريم العذراء دائمًا في الصور ذات حجاب أبيض ناعم، وكذلك الحال بالنسبة للراهبات؛ فهن يرتدين ألحجاب والعبايات الواسعة الفضفاضة؛ سواء داخل الكنائس او حتى خارجها، وقد منع المسيحيون قديمًا المرأة من أن تخرج عارية الرأس، وإذا خالفت القانون وذهبت الى الكنيسة عارية الرأس تعاقب بقص شعرها؛ حسبما جاء في رسالة القديس بولس إلى أهل كورنثوس، وهو يرى أن النقاب شرف للمرأة ، وقد ورد ألحجاب في المسيحية وقد تأكد وجوبه من عدة أدلة وشواهد ونصوص تحث على ألحجاب وعدم التبرج ووجوب التزام الحشمة والتفرغ لإدارة البيت والأسرة، من ذلك رسالة «بولس» يقول فيها عن النساء، وأمّا كلّ امرأة تصلّي أو تتنبّأ ورأسها غير مغطّى فتشين رأسها لأنّها والمحلوقة شيء واحد بعينه. إذ المرأة إن كانت لا تتغطّى: فليُقص شعرُها. وفي (1كورنث 11: 30) أحكموا بأنفسكم: هل يليق بالمرأة أن تصلّي إلى الله وهي غير مغطّاة؟ ! (1تيمو 2: 9) النّساء يزيِن ذواتهن بلباس الحشمة لا بضفائر أو ذهب أو لآلئ أو ملابس كثيرة الثّمن . جاء في رسالة بطرس الأولى      ( 3 : 1) ( كَذَلِكَ، أَيَّتُهَا النساء، إخْضَعْنَ لأَزْوَاجِكُنَّ. حَتَّى وَإِنْ كَانَ الزَّوْجُ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بِالْكَلِمَةِ، تَجْذِبُهُ زَوْجَتُهُ إِلَى الإِيمَانِ، بِتَصَرُّفِهَا اللاَّئِقِ دُونَ كَلاَمٍ، 2وَذَلِكَ حِينَ يُلاَحِظُ سُلُوكَهَا الطَّاهِرَ وَوَقَارَهَا 3 وَعَلَى الْمَرْأَةِ أَلاَّ تَعْتَمِدَ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ لإِظْهَارِ جَمَالِهَا، بِضَفْرِ الشَّعْرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلُبْسِ الثِّيَابِ الْفَاخِرَةِ. وَإِنَّمَا لِتَعْتَمِدِ الزِّينَةَ الدَّاخِلِيَّةَ، لِيَكُونَ قَلْبُهَا مُتَزَيِّناً بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ وَالْهُدُوءِ. هَذِهِ هِيَ الزِّينَةُ الَّتِي لاَ تَفْنَى، وَهِيَ غَالِيَةُ الثَّمَنِ فِي نَظَرِ اللهِ! 5وَبِهَا كَانَتْ تَتَزَيَّنُ النِّسَاءُ التَّقِيَّاتُ قَدِيماً، فَكَانَتِ الْوَاحِدَةُ مِنْهُنَّ تَتَّكِلُ عَلَى اللهِ وَتَخْضَعُ لِزَوْجِهَا. ) ولهذا نرى الراهبات المسيحيات محجبات، وهذا راجع إلى أن الفضيلة ملمح من ملامح الأديان السماوية الصحيحة قبل تحريف بعضها

سابعاً : ألحجاب في الجاهلية :  كانت النساء العرب يرتدين حجابًا وهو"البرقع" ويعني في التفاسير قناع الوجه للنساء ، فها هوعنترة بن شداد العبسي يقول في حبيبته:

                    وكشفت برقعها فأشرق وجهها             حتى كأن الليل صبحًا مسفرًا 

وقد كان عندهم في الجاهلية عادة وأد البنات خوفاً من العار حين تكبر وذلك حسب تصورهم ، فلما أتى الإسلام ، إنتهت كل هذه العادات بهدي الله لهم ، وتكريم ورفع شأن المرأة

ثامناً : ألحجاب في الدين الإسلامي : وبعد كل ذلك جاء الإسلام معليًا من شأن المرأة ومانحًا لها كل الحقوق، وفي نفس الوقت محافظًا عليها ساترًا لها، فكان ألحجاب فى الإسلام هو اللباس الذي يغطي جسد المرأة مع كشف الوجه والكفّين والقدمين؛ وهو اللباس الذي تظهر به المرأة أمام الرجال الذين لا يحرم عليها أن تتزوج منهم ، كإبن العم وإبن الخال ومن لا تربطها بهم قرابة، ولهذا ألحجاب له صفات خاصة كأن لا يكون شفافًا، وأن يكون فضفاضًا، وألا يكون مشابها للبس الرجال ، وقد وردت آيات كريمة تحض على ألحجاب وهو فريضة على كُلِّ إمرأة ، قال تعالى في سورة النور – الآية 31 : { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } وكذلك ورد في سورة الأحزاب – الآية 59 : {  يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا }وفي هاتين الآيتين ، أمر واضح من الله جلِّ جلاله يأمر الله فيه بإخفاء كل ما في الجسد من زينة، بالإضافة إلى حفظ الفروج، كذلك أمر النساء أن يقمن بارتداء الخمار، والخمار في معجم اللغة العربية يأتي بمعنى غطاء للعقل، وبما أن العقل محله في الرأس، فإن الأمر الآتي في الآية الكريمة يشير إلى تغطية شعر الرأس ، وعلى ضرورة الستر للنساء، وكان ذلك من خلال ارتداء اللباس الشرعي، والتعفف من ارتكاب المعاصي .

ولهذا نقول لكلِّ من تجرأ على نفي فريضة من فرائض الله التي فرضها في كل الديانات السماوية فإن ألحجاب طاعة لله عز وجل، بالإضافة إلى أنه اتباع لتعاليم الإسلام وهو حماية للمرأة المسلمة  التي حثنا عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو كذلك ستر وعفة للمرأة المسلمة ، وطهارة لجميع قلوب المسلمات ، وهو حماية للمرأة المسلمة ، ويشير إلى عظمة الدين الإسلامي ، وأقول لهذا الذي يسمى فنان ونعت ألمحجبات بأنهن معاقات فكرياً وذهنيا ، عليك أن تعرف دينك جيداً وتعرف تاريخ الصحابة وكيف كانت نساؤهم بفضل عظمة الإسلام ، وكيف أعزَّ الإسلام المرأة وكرمها، وحدد لها دورها في الحياة؟ ما حقوقها؟ وما واجباتها؟ ثم كيف تأثرت هي بهذا التكريم، فمارست دورها العظيم، وخلفت لنا تاريخًا مجيدًا حافلًا بسيرتها العطرة كأم وزوجة وابنة، وكمؤمنة مجاهدة صابرة، وكعالمة فقيهة محدثة، وكعابدة خاشعة قانتة، حتى بان للجميع ما الذي كان يخفيه ألحجاب، وماذا كان يدور خلف الخدور؟ إنها الثمرات المباركة التي جنتها الأمة من وراء ألحجاب، إنه الشرف العزيز الذي صانه ألحجاب... وإن هؤلاء هن خريجات مدرسة ألحجاب، قبل أن تعرف الدنيا مدرسة، وقبل أن يطرق معها حقوق المرأة وتكريمها

وختاماً ومما سبق فقد تبين أن ألحجاب كان سائداً حتى ما قبل الإسلام ومن ثم إتبعث ذلك الشرائع السماوية إلى أن أتى الإسلام ، الذي وضع ضوابط في كل أمور الحياة ومنها إهتمامه وتكريمه للمرأة للحفاظ عليها وعلى شرفها وطهارتها ، وذلك لأن المرأة من الشهوات التي جُبِل الرجل على حبها واشتهائها لحكمة إلهية وهي استدامة الجنس البشري والحفاظ عليه من الانقراض. فكان لابد من غريزة لا يستطيع الرجل مقاومتها حتى يعاشر المرأة ويأتي بنسل منها. ولقد جعل الله تعالى شهوة النساء من أشد الشهوات وأكثرها فتنة للرجال، يقول الله تعالى في سورة آل عمران – الآية 14 : { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ } 

 


صخر محمد حسين العزة

عمان – الأردن 

28 / 11 / 2022

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي