صباح القتل… كتبها الاديب مصطفى الحاج حسين
صباح القتل ... قصة : مصطفى الحاج حسين . يغلق الباب خلفه ، يدلف إلى الشّارع المعتم ، تصفعهُ حبّات المطر ، تخترقُ صدره سهام الرّياح ، يزرّ سترتهِ ، لا وقتَ لديهِ ليحضر المظلّة ، تتضاعفُ نقمته على امرأته ِ، يسارعُ الخطا محاولاً الاحتماءَ بالشّرفاتِ ، الشّارعُ طويلٌ ، وعليهِ أن يسرعَ ، يهرولَ ، يغوصَ في المستنقعاتِ ... لا يعبأ بالوحّل . - (( لن أسامحك يا "فاطمة " ... لا تهتمينَ بإيقاظي رغم وجود المنبّه )) . لهاثهُ وانفعاله يحدّانِ من قسوةِ البردِ ، لكنّ المطرَ الشّرسَ منهمكٌ بإغراقهِ : - (( سيذبحني الجّوع .. ولم تحضّر لي الزّوادة )) . تتغلغل حبّات المطر إلى يباسِ عمرهِ ، تنسابُ كأفعى تلدغهُ بوحشيّةٍ : - (( مطمئنة ... تعودينَ إلى نومكِ ، حيثُ لاأضايقكِ برغبتي الّتي تتذمّرينَ منها )) . يجتازُ الأبنية ، لهاثهُ يشتدّ ، بضراوةٍ يدقّ قلبه ، يباغتهُ...