سارقو الحرف… مقال للاديب اركان القيسي

مقال بعنوان

.....سارقو الحرف ....
هم أشد من وباء كورونا و أخطر من فلاونزا الطيور و أوقح ممن انسلخت الإنسانية من وجدانه .....
فمن سرق حرفا كمن سرق بيتا
ومن سرق كلمة كمن سرق حيا
ومن سرق صفحة كمن سرق متجرا
ومن سرق جهد غيره كمن سرق بلدا
فما بالك بمن يسرق مؤلفا أوبحثا أوكتابا أو أطروحة أو منشورا لم يتعب به ولم يبذل جهدا ولم يسهر ليلا ولم يبحث عنه في متون الكتب و المصادر ، غير أنه بارع في كيفية  استخدام التقنية والتي وظفها لمآربه الشيطانية ، فبضغط زر يدخل على سيده ومرجعه ومعلمه الساكت گوگل في غياهب الليل المظلم ويمسك بيده الخبيثة المقص بدل القلم  ويبدأ عملية الترقيع والقص والأخذ من هذا ومن ذاك ويبخسهم في بضاعتهم ويغبن حقهم ظلما و زورا ، وفي أيام قلائل ينزل ليهلهل بمنجزه العلمي ، ولو قارنته بمدة الأوائل لأحتاج شهورا وربما لسنوات لله دري !!!ما أعظم الذنب ولكنهم لا يفقهون ، وران على قلوبهم المرض من الحسد والغيرة  ....
وكل هذا الفعل  يندرج تحت الخيانة العلمية وعدم التأدب مع القلم ....
والسؤال الذي يطرح نفسه ، ما الداعي وما السبب الذي أجبرك على هذا العمل الشنيع؟ !!!
أ ليقال عنك أستاذ ودكتور ومؤلف و أديب و كاتب ؟!
ربما يتحقق لك ذلك ، وربما تمر سرقاتك على الناس ، وغدا تموت و الدنيا دار فناء ستنتهي المسميات بموتك...  فهل حضرت جوابا حينما تقف أمام الله ويسألك عما سرقت ؟ فهناك ستجتمع الخصوم...
هل سألت نفسك ؟ لربما هناك بعض من الناس يعرفون بخديعتك ويعرفون وزنك ولربما من باب المجاملة يغضون الطرف عنك
أو ربما أنت توهم نفسك بأن الناس لا يعرفون الحقيقة
ولماذا لا تجلس منفردا في زاوية من زوايا غرفتك وتقتنع  بأن هذا الشأن والموهبة ليس الثوب الحقيقي لمقاسك أيها المريض ...
و إلى متى تبقى تعيش على موائد أهل الحق بالنسخ و اللصق وتغيير في بعض الألفاظ والكلمات وتتبع تحريفا هنا وتحريفا هناك ....هل تقبل أن يفعل غيرك معك هذا الفعل ؟! فإن لم تقبله لنفسك فلا تقبله لغيرك رحمك الله ...
ولو رجعنا للماضي القريب ، لم نجد هذه الظاهرة في مجتمعنا ولو وجدت تكاد أن تكون بنسبة ضئيلة ، مع الأسف فلقد ضاعت الأمانة في حاضرنا وهذا الجرم لم يكن موجودا بهذه الجرءة قبل زمن الشبكة العنكبوتية ، ولهذا كان في تلك الفترة لا تجهد  هذه المشكلة بهذه الاحترافية الشيطانية ، بل كان ذلك زمن الجهابذة من المنتجين والمؤلفين و المثقفين والكتاب ، عكس حالنا اليوم فمن لم يعرف مخارج الحروف ، ومن لا يعرف بدول البلطيق تجده يتلعثم لسانه بحقب التاريخ عبثا ، والمصيبة أصبح منظرا للفكر بأعين عوام الناس مستغلا فطرتهم ، و إلى الله المشتكى من كورونا العصر . ولا يختلف اثنان أن من ينتهج هذا المنهج فهو معاق ذهنيا و يعاني من نقص في كينونته الشخصية، يريد أن يركب الإبداع بجهد غيره زورا وبهتانا .

أركان القيسي العراق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا