نشر السلام والتعايش السلمي… مقلة للاديب عز الدين أبو صفية

نشر السلام والتعايش السلمي ...
أصبح العالم اليوم بحاجة ماسة لنشر السلام  في ظل انهيار قيم المحبة والأمان  وانتشار الحروب والقهر والظلم والكراهية التي ساهمت ولا زالت تساهم في تمزيق شعوب الدولة الواحدة  و شعوب الدول المختلفة ؛  وهذا ما يُلزم كل الشعوب و حكومات دولهم بالعمل على نشر المحبة والسلام ،  وبالتالي نشر مفهوم السلام ونشر ثقافة التعايش السلمي بدأً من عمر الطفولة و الاستمرار بهذا النهج دون توقف .
ومن هنا لا يمكن إنكار دور المؤسسات الحكومية و المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني والمدارس وكذلك الأسرة  ودور الفن والأدب  بمختلف أصنافها في بناء الأوطان و نشر التوعية وثقافة السلام والمحبة ومحاربة الكراهية.
1) دور الفن والأدب في بناء الأوطان ونشر السلام  :
لم يعد الفن بمختلف أنواعه إن كان أفلاماً سينمائية أو مسلسلات درامة تلفزيونية أو مسرحية أو مقطوعات موسيقية أو غنائية تهدف للتسلية والترويح فقط ؛ ولكن كونها اللغة الراقية التي تخترق قلوب المشاهدين و المستمعين وتؤثر فيها بشكل قوي ، لذا تُعتبر أدوارها من أهم الأدوار لنشر المحبة ومفهوم السلام، خاصة إذا ما تناولت تلك الفنون الحديث بالغناء أو بالتمثيل والتعبير موضوع السلام، فعندها ملايين من الناس سيستمعون و يشاهدون تلك العروض التي حتماً سيتفاعلون معها وترسيخ إيمانهم بالسلام والمحبة ومن ثم العمل على تطبيقها في مجتمعاتهم المختلفة الثقافات، لاسيما وأن ثورة التطور الصناعي والتكنولوجي ووسائل التواصل الإجتماعي جعلت من الكون وكأنه قرية صغيرة يسهل على الجميع الإبحار في كل بحور المعرفة و الثقافات المختلفة وبالتالي التفاعل معها،  والاستفادة منها في بناء الأوطان وتطور شعوبها.
2) وكما الفن، فإن للأدب بمختلف صنوفه إن كانت الرواية أو القصة والشعر والمقالات الأدبية وغيرها هي ذات دور مهم في نقل ثقافات الغير ومزجها بالثقافات  المحلية وبالتالي تتأثر بها، في ظل سهولة وصول كل ما يُكتب في الأدب لجميع الشعوب لانتشار الترجمات  التي من خلالها يسهل نشر مفهوم المحبة والسلام والتي تساهم بشكل فعال في تنمية مدارك ومعرفة الشعوب بها ويساهم بل يسهل عليهم بناء مجتمعاتهم ودولهم ضمن ذاك المفهوم ومن هنا لم يعد صعباً على الشعوب المختلفة تبادل الثقافات المتعددة والتفاعل معها، وهذا بحد ذاته مع الفن يساهم بشكل فاعل في بناء الدولة ونشر ثقافتها وتحديد موقعها من الثقافات الأخرى وبالتالي التفاعل معها مما يساهم بشكل كبير في التعايش السلمي بين شعوب المعمورة،  وبالتالي زوال الغموض والفجوات التي يسببها الجهل بثقافة الغير، وهنا يمكن للكراهية أن تتلاشى ويحل مكانها السلام والتعايش السلمي.
3) هذا ولم يقتصر الأمر على دور الفن والأدب  في نشر السلام والتعايش السلمي والمحبة وبناء الدولة فقط  بل أن هناك أدوار للمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني لا تقل أهمية عن دور الأدب والفن، فلكل منها دور تمارسه من خلال  برامج تقوم بإعدادها للتواصل مع الجمهور، بحيث تعمل تلك البرامج على عقد ندوات تثقيفية وتوعية لشرائح مختلفة من المجتمع بحيث يوكل إليها فيما بعد بالتواصل مع الجمهور ونشر مفاهيم المحبة والسلام ، وكذلك إعداد برامج زيارات للعديد من الدول للإطلاع عن قرب على تجاربهم في نشر السلام والاستفادة من خبرتهم في ذلك والإطلاع على ثقافة تلك الشعوب وتجارب حياتهم ونضالاتها لترسيخ مفهوم التعايش السلمي بين مختلف فئات الشعب الواحد . كما أن تلك المؤسسات حكومية كانت أو منظمات المجتمع المدني تقوم بطباعة نشرات تثقيفية طويلة أو مختصرة بشكل جذاب ومن ثم توزيعها على نطاق واسع من السكان توضح لهم نشاطها و أهدافها في مجال نشر ثقافة التعايش السلمي ونشر السلام والمحبة ونبذ الكراهية.

4) كما أنه لا يمكن إغفال دور الأسرة ودور المدارس في نشر مفهوم السلام ، وهم الفئة الأكثر أهمية في بناء المجتمعات ومن ثم الدول، لذا لا بد من ترسيخ المفهوم الإيجابي للتعايش السلمي وانعكاساته على كل أفراد الشعب وبناء الوطن ، فالأسرة متمثلة بالوالدين والأخوة الكبار لا بد من أن يقوموا بدورهم الرقابي على سلوك الأبناء والدور التوجيهي والتثقيفي لتشريبهم مفهوم السلام و التعايش السلمي ومن ثم ممارسه ؛  وكذلك للمدرسة دور لا يقل أهمية عن دور الأسرة وذلك من خلال تضمين المناهج الدراسية دروساً عن أهمية السلام وكيف أن الدين يوجهنا لنشر المحبة والسلام ونبذ العنف والإرهاب والظلم ، كما أن المدرسة تمارس دوراً تعليمياً فهي أيضاً تمارس دوراً تثقيفياً وارشادياً من خلال برامجها التعليمية والتثقيفية ونشاطاتها الأدبية والفنية بهدف نشر وترسيخ مفهوم السلام والمحبة والتعايش السلمي.

د. عز الدين حسين أبو صفية،،،

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا