قصتي معها…. كتبها الاديبة سلوى البحري

♥️💖 قصتي معها ❤️💖
أفقت صباحا مرهقة بعد ماراطون إصلاح فروض عادية وإعداد  فروض تأليفية  ومراجعة وأيام مراقبة  متعبة وليالي سهر  لإعداد الفروض ومتابعة أبنائي في البيت. أسهر مع مازن لآخر الليل وأستفيق مع سمر فجرا. اليوم هو أول يوم راحة في انتظار رحلة إصلاح الفروض التأليفية وقررت أن أبدأها غدا. ولأن الطقس عرف سري فقد فعلت الرياح بمنزلي فعل الشياطين. لم تترك ركنا فيه إلا ونفثت فيه غبارها. عاينت ذلك البارحة. ومع ذلك قررت أن أرتاح اليوم. لكن مع ساعات الصباح الأولى بدأت صور الفوضى تتراقص أمامي. فأدسّ رأسي تحت الوسادة و أرفض التفكير في حملة نظافة ستهدّ آخر عروش جسمي المنهك وقلبي المتعب وفكري الشارد. اختفت الفوضى وقفزت أوراق التلاميذ أمامي تراءت لي مستفزة تفتح فاها وتمد لسانها وتقهقه متسائلة في شماتة "ستنامين وتتركيني؟ ومن لي غيرك يصلحني؟" قرابة 288 ورقة امتحان بين إنشاء ولغة. ازدادت الفوضى تقرع رأسي. مددت يدي وسحبت الوسادة الثانية وألحقتها بالأخرى فوق رأسي وشرعت أضغط وأضغط.. في هذه الأثناء نسيت اليوم والشهر امتدت للراديو ففتحته تدافع صوت قرقعة وصياح تبينت منهما صوت عبير والغنوشي فسارعت بإغلاق المذياع. بدا لي أن فوضى رأسي وحياتي لا حل لهما. وأن يومي هذا  كئيب كئيب. أقبلت سمر تقبلني. تهنّئني بعيد ميلادي ضحكت في سري كيف يكون اليوم عيدي؟ والأسى يملأ قلبي والتعب يشلّ تفكيري.أخذت هاتفي وفتحته وجدت رسالة جميلة.. قصيدة حب من صديقتي حنان تهنئة أجمل من كل الهدايا طار قلبي لها فرحا. بدأت الابتسامة ترتاد شفاهي. كنت سابحة في خواطري حتى رنّ جرس الباب هببت من سريري لأنظر في الكاميرا. من يزورني صباحا ومنزلي على هذا الحال؟ ثم أنا لا أتوّقع زيارة من أحد. زوجي اليوم خارج الحدود. أبي توفّي. وأمي مريضة. وإخوتي تقريبا بحكم العمل توزعوا في تونس الجميلة  كلّ في مكان . وبحكم مسؤوليتي لم أعوّد نفسي على جلسات الصديقات والجارات. كنت كالآلة من العمل إلى البيت ومن البيت إلى العمل. تسليتي الوحيدة هي الأدب مطالعة وكتابة وهذه أيضا تتطلب سكينة وهدوءا. فمن يا ترى يزورني اليوم بالذات صباحا؟ لم ينتزعني من حيرتي سوى صوت ألفته يهاتفني ويطلب مني فتح الباب. فتحت الباب ولم أجد أحدا. أردت أن أطلبها وأخبرها أنني لم أجد أحدا ولكن قبل أن أفعل كانت السيارة تتوقف أمام المنزل. إنها صديقتي وأختي ونبض قلبي إنها هي ولا أحد غيرها حنان الشريف. اغتصبت سكوني ووحدتي وسحبتني من سوداويتي ودفعتني دفعا للخروج. أخذتني معها إلى إعدادية ابن منظور مكان عملي السابق. واستقبلني أصدقائي وغنوا لي احتفاء بعيد ميلادي. وأشركوني معهم في وجبة فطور صباحية أعدتها صديقاتي حنان وأمان وزينب وخديجة...
هل يمكن أن أصف لكم ماذا فعلت بي لمسة حنان؟ لقد حلقت بي في عوالم السعادة.هل تعرف حنان أنها بتلك الساعة التي أخذتني فيها من بيتي  نفضت عن نفسي غربتها وعن روحي وحشتها؟ . لقد غدوت بلمستها صبية تقفز نزقا وفرحا. هل تعرف حنان أنها بعثت في جسمي المتعب طاقة خلاقة؟ لقد فتحت الشبابيك وتركت الشمس تغمر الغرف وبسرعة لا يعرف سرّها غير من له صديقة مثل حنان تنقلت في منزلي الشاسع كالفراشة أرتب فوضاه. وأزيل أتربته. وكأني أزيل عن قلبي وحشته. حتى أوراق الإمتحانات امتدت لها يدي وصرت أرى بياض الورق فيها فيزيدني سكرا على سكري.
هذا ما فعلته بي حنان اليوم برسالتها التي فتحت عيني عليها وقرأتموها وبحركتها الإنسانية الراقية. صدقا أنت أعز من أختي. صدقا أعجز عن شكرك رحم الله والدك الذي أسماك حنان. باختصار من لا يعرف صداقتي وحنان لم يعرف بعد معنى الصداقة. مع آخر حرف في رسالتي لك حبيبتي سالت دموعي سلوى البحري صفاقس تونس 5 مارس 2020 . 💞💞💞💞

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا