آفاق نقدية…. مقالة للكاتب عبد الكريم احمد الزيدي

آفاق نقدية

ردًا على منشور يحاكي النقد الأدبي المعاصر.
..............................................

لا نختلف في وجهة نظر الكاتب فيما وصف وأجاد واتمم الرأي بمثل هذا التفصيل ، ولكن في النقد الأدبي ارى ان كثيرا من النقاد لا ينفكوا متأزمين للبناء والنظم وقواعد تحليله عروضيا بعيدا كل البعد عن ابعاد النص ومحتواه .

بمعنى ان النص الشعري بناء في مخيلة الكاتب ينتقل الى الآخرين مسيرة طويلة من الاجتهاد والبحث والتصوير والوصف ويخالط هذا نزيفا من الحس يغامر به الكاتب لانه منقول من هواجس ومعاناة وكبد في إيصال هذا الشعور النفسي الى سواه.

وهنا اؤكد ان للنقد الأدبي اصولا ومعايير يقاس على اساسها توصيف وتحليل النص الشعري او الأدبي عمومًا ، لابد للناقد ان يلتزم بها عنوانًا الى ما يذهب اليه من تحليل ، فالقراءة عند الناقد ليست كما يراها الآخرين وحتى الكاتب نفسه في لحظة ولادة جمله الشعرية وانتقاء مخارج ابداعه، والنقد مسؤلية كبيرة يتوخى من يتصدى لها الخوض في متاهاة اللفظ والصياغة ليقبل على قياس الكتابة في حقول منها:

- أسلوب الكاتب واستهلاله لبيت النص.

- ترتيب النص وانتقالاته وفرص الربط بين احداثه وموازنة شروطه.

-الإشارة والتشبيه واختيار المفردة المناسبة لمحاكاة الحدث وتوصيفه.

- سلامة الحرف وانتقاءه ودرجة تأثيره في وصف الحدث وتشبيهه.

- مهارة الكاتب وحنكته في استنباط أسلوبه في التأثير واختياره المفردة وصياغتها.

- الحس الذي يوزعه الكاتب بين معاني الحدث ليشد به المتلقي ويخطف إبصاره ليرقى بما اصاب الى حيث مقصده.

- التخليص اللغوي من تشديد المفردة ومحاكاتها والتغريد بها الى وسط السهل الممتنع.

- التنقل بالأحداث في توصيف وحركة البناء بما يخدم اجتذاب المتلقي وعدم تشتيت ذهنه بين المد والجزر في جمل الشعر المنتقاة.

- الخلاصة الى بيت الشعر او ما نسميه ( بيت القصيد) الذي باختياره الصحيح يعوض في النص معاني الأحداث وترتيبها وحركة تنقلها.

-التعرض للنص بأسلوب الإيجاز والتقصير في تكرار الوصف والتشبيه وانتقاء اللفظ بما يغني القصيد باقل حدث ممكن .

-استغلال رقعة النص بلا ضرورة للحشو والتكرار وتمرير محاكاة الذات لتعبر الى المتلقي سليمة سلسة وبسيطة.

-اعتماد الاستعارة في الوصف والتشبيه لتقريب المعنى والمحتوى وتجميل التوصيف الشعري وتزويقه بفن الرسم والتلوين.

- اعتماد المقام للوزن الشعري بما يلائم الحدث ومقصوده، وانتقاء الموسيقى الشعرية لعزف النص على ذائقة فنية طربية.

- التواصل اللفظي والانتقائي للجمل الشعرية بين استهلال النص ومتنه وخاتمته بلا تقطع او انفصام.

- اختيار صيغة المبالغة والتكبير لمضمون قراءة الكاتب لنصه ليدع للمتلقي مساحة الخيال والاجتهاد.

- انتقاء حرفية ختم النص بما يفيد خلاصة الحدث وترتيبه وراحة المتلقي وسكينته وقناعته وقبوله.

أتمنى ان اكون قد أجزت بما يسمح المجال لهذا المدخل في النقد الأدبي وأصوله.
كل التحايا والتقدير.
..............................................
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق/ بغداد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا