صاحب الحظ التعيس… كتبها الاديب عبد المجيد الجاسم

صاحب الحظ التعيس
خطر في ذهن عبد العزيز حلول كثيرة منها أن يشتري كرت يانصيب عله يوفي الديون التي اثقلت كاهله من جراء حفر بئر ارتوازياً في أرضه حيث استدان مبالغ طائلة
لحفرالبئر وتجهيزه وشراء معداته من محرك وقمصان معدنية... وكثيرا ما طرق باب بيته الطيني الذين استدان منهم طالبي إيفاء ديونهم ولم يستطع سداد ما عليه وكان يتعرض لانتقادات زوجته على سوء التصرف الذي آل إليه وغالبا ما يفكر كيف يسدد هذه الديون المتراكمة
والطرق الأكثر اختصاراً لإيفاء هذه الديون ....
لكنه غالباً ماتصطدم أفكاره  .
بطرق مسدوده وهو الصادق مرهف الإحساس دون جميع إخوته فقرر شراء بطاقة يانصيب وهي الطريقة السريعة الغير مكلفة لإيفاء ديونه المتراكمة .
وما أن شاهد احد الصبيان الذين يبيعون بطاقات اليانصيب حتى ابتاع بطاقة
ووضعها في جيب / جزدانه / محفظته .. وصار يفكر ويفكر وهو ماشيا وهو شارد وهو واقف أن يربح الجائزة الكبرى وهي الجائزة الوحيدة التي تسدد جميع ديونه ... وصار يهلوس بذلك مع نفسه دون أن يخبر الآخرين ومر أسبوعاً على شراءه بطاقة اليانصيب وبينما وهو جالس في مكتب بيع سيارات لأحد اخوتة النصابين
وحركة الناس بين بائع وشاري ونصاب وجاء احد الصبية الذين يبيعون اليانصيب فناداهم ممن في مكتب بيع السيارات
لشراء بطاقات ومعرفة إذا ما كانت بطاقاتهم رابحه فلم يأخذ عبد العزيز باله من الصبي وكان قد نسي
أن عنده بطاقة في تلك اللحظة بل كان مشغولاً في جدال حاد مع أحد الدائنين لكيفية إيفاء الدين .
غادر الصبي المكتب وانتبه عبد العزيز أن معه بطاقة عاش معها أكثر من ستة أيام أحلام سعيدة بأنه سيربح الجائزة الكبرى وانه سوف يوفي ديونه وانه سوف يبقى شيء من المال لتدبير أموره الأخرى فصاح على الصبي أن يرجع فرجع الصبي راكضا فقال له أعطني النتائج وكان من في المكتب بيع السيارات مشغول في نقاشات شتى فاخرج عبد العزيز بطاقته من محفظته وما كادت عيناه تلمح رقم الجائزة الكبرى في النتائج حتى صار يقارن بينها وبين بطاقته فكانت على ما يبدو له أن الأرقام جميعها متطابقة فشعر أن مقلتاه قد اسروربت وشعر بدوخة ثم سقط مغشياً عليه من الفرحة الشديدة ولم يستيقظ إلا بعد أن صبوا فوق رأسه تنكهً من  ماء بارد وأبلغوه انه لم يربح الجائزة الكبرى وأن هناك رقم مختلف وأن له جائزة ترضية نصف مليون .... فحمله أخاه إلى مركز بريخان لبيع اليانصيب في مركز مدينة الحسكة.
 وهو يشد حزامه كي يستلم نصف مليون يسدد بها قسطاً من ديونه فأخرج البطاقة ويداه ترتجفان وناولها للبائع ..... فقال له البائع // بلها وأشرب ميتها // وما كاد يسمع ذلك حتى سقط مغشياً عليه مرةً أخرى ؟
وما استيقظ حتى وجد نفسه مبللاً بالمياه
جره أخوه ليطمئنه ويهدأ من روعه فقال له هذا لايعرف نذهب للبريد وهناك لايغشون ونريهم البطاقة فالبطاقة أكيد رابحة ترضية لأن الخلاف رقم واحد فقاد أخاه مترنحاً الى دائرة البريد التي لاتبعد كثيراً عن مركز بريخان وهناك أيقن عبد العزيز أن العدل والحق سيكون هنا لاشك في ذلك فناول البطاقة للمكتب المختص بالصرف بالبريد فقال له الموظف // فرصة أخرى أنشأالله // وما كاد ينطقها حتى نظر في وجه أخاه الذي يطمئنه بالربح حتى غاب عن الوعي مرة ثالثه ولم يصحى إلافي اليوم التالي وهو في العناية المشدده وبقي أكثر من سنة وهو مريض نفسياً من جراء كرت اليانصيب سرد هذه القصة صاحبها
السيد عبد العزيز لجاره عندما قص  عليه أنه لم يربح سيارة فيرنا بسبب اختلاف رقم واحد فقال له عبد العزيز أدعو الله أن لايصيبك ماأصابني من جراء كرت اليانصيب ؟

1. بقلم عبد المجيد الجاسم// ابو حيدر//

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا