عندما تنبت في الانفس تلك البيوت..عبد الكريم الصوفي

 ( عندما تنبتُ في الأنفُسِ تِلكَ البُيوت  )


قالَت لَه  ...  يا فارِسي  ...  إنٌِي أراكَ مُغرَماً 


ويُسعِدُ  روحَكَ النِفاقَُ  حينَما جُسٌِما


فأنا لا أرى إلٌَا  الضَلالَ في الدِيار  ... تَراكَمَ


فَلا الرِجالُ كالرِجال  ...  فَدَورُهُم كَم قُزٌِمَ


والنِسوَةُ في حَيٌِنا  ...  مَحضُ ثَرثَرَةٍ  ...  يُجِدنَهُ التَكَلٌُمَ


أمٌَا البَناتُ عِندَنا ... فَبَعضُ رِمشٍ إلى الغِوايَةِ أُسلِمَ   


أوشَكَ من فِتنَةٍ  أغوَته أن يَخضَعَ  ... مُستَسلِما


أضغاثُ أحلام  هِيَ ...  قَد جاوَزَت في وَهمِها الأنجُمَ


تَقاعَسَ الجَمعُ عن رِفعَةٍ والأُمٌَةُ  صَرحَها  مُهَدٌَما


 دَعنا إذاً نُغادِرُ  زَيفَهُم  ... فالراشِدُ  فيهِمُ  كَم يُشبِهُ الصَنَمَ


نَمضي إلى الغابَةِ  ...  فَقَد  يَكونُ  أهلها  بِروحِنا أرحَمَ


قَد مَلَلنا ضَجَّةَ الطُرُقات


جُلوسَنا عَلى تِلكُمُ الشُرُفات


ثَرثَراتُُ .... لا شيءَ إلٌَا  الثَرثَرات


وتافِهُ السَهَراتِ وتلكُمُ الحَفَلات


لِنُغادِر  إذاً  عالَماً  من كاذِبِ المُجامَلات 


أجابَها   ...  يا حَبيبَةَ الضَمير


كَم كُنتُ في الزِحامِ أسير


وأنا كالأسير ...يا لَلمَصير  ... !!!


هَيَّا  إذاً لِنَنطَلِق  لِلغاب ... نُجاوِرُ الضِباعَ والذِئاب


نَبني  لَنا في قَلبِهِ  صَرحَنا … يا لَهُ  صَرحنا ذاكَ  المُهاب


لَيسَ فيهِ تُراب  ...  تَعانَقَ والغابَةِ  ...  مرحى لَهُ التِرحاب


ظِلالُ أغصانٍ تَدَلَّت بَينَها الأعناب


والماءُ كَم  يَغدُقُ في الجِوار


جَداولُُ مياهها كالسَلسَبيل  ...  تَصُبٌُ في تِلكُمُ الأنهار 


بَلابِلُُ  تَغريدها   ...  يُنهِضُ في قَلبِنا ضَوءَ النَهار


 تَعزِفُ نَشيدَها لِلوُجود ...  لَحناً  ... يَرمزُ لَلخُلود


لا حاقِدٍ بَينَنا ولا حَسود  ...  والظالِمُ لا يَسود 


ولا  نِزاعُُ على  النُقودِ  والفلوس


أو عاهِرٍ مَدسوس  ...يُشَوِّهُ في النفوسِ  ... 


حُلُمُُ   ...   يُراوِدُ   روحَنا  ...  في كُلٌِ لَيلَةٍ  يَعود


ولَم تَزَل تُحيطُنا تِلكَ القُرود


بقلمي


المحامي  عبد الكريم الصوفي


اللاذقية    …...     سورية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا