ليلتي الأخيرة..رنا عبد القادر

 مساؤكم مسك ورياحين


قصه قصيره/ ليلتي الاخيره 


انا الطفلة والمراهقة والمرأة الكهلة  

انا فتاة العشرين 

كانت ايامي الاخيرة متعبة

بدأت بمراحل  الغيبوبة (الكوما) 

  استفيق  بجسد منهك ومتعب  لااستطيع الكلام  بما يؤلمني 

كل امالي بان يحالفني الحظ بقبول اوراقي  في احدى المشافي الصحية  

حتى اتمكن من إجراء عملية زراعة الكبد 

لاخر لحظه لم اكن اتوقع الموت 

كنت اخافه ومع ذلك  كلي ثقة برحمة الله  

  اكبر خوفي  هو فراق الاهل والعائلة الصغيرة والاحبة  

المجهول  

العتمة 

الخوف من الوحدة

  لااريد ان اكون وحيدة ابدا 

  برغم ذلك كنت على يقين بان رحمة الله اعظم من كل شي

يقينا بان مااختاره لي هوا الأفضل    

نظرت من النافذة 

النهار قليل الضوء 

ملبد بالغيوم 

السماء تهمر ماءها كانها فتحتْ المزن 

لانهاية لها   

اول ساعات الغروب

بدأت اعراض الاغماء بالظهور 

امي كانت قلقة علي  

..حبيبتي ارجوكِ دعينا نذهب للمشفى

ثم اكملت  لااريد  ان تفقدي الوعي  ونحن هنا 

نظرت اليها بعيون متعبة متوسلة 

قالت اقصد بالمنزل 

تطلعت في عيونها التي لااكتفي منهم  

اعدك قبل ان تتفاقم الحاله ساخبرك بلزوم الذهاب 

هاهي اختي الصغيرة تجالسني متحدثة  

اخي يتطلع برعب 

اما ابي فلقد اتصل بالطبيب المعالج ليخبره بالمستجدات   حين اخذوني اليه 

قام باعطاءهم  ورقة  

كتب فيها اذن الدخول للمشفى 

واضاف مؤكدا

يجب  الذهاب باكرا لإجراء الناظور

يريد التاكد بان الحاله لم تتفاقم للاسوء   

بهذه اللحظات كنت اتطلع لعيون والدتي التي كانت امني واماني 

  تشجعني تاخذ بيدي عند كل جرعة الم 

كنت استجدي الامان بعيون احبتي 

لانهم  ملاذي من الم وخوف ورعب 

هاهم احبتي اتوا لزيارتي  

منهم استمد القوة فلم يتبقى لي منها الا القليل  

دقائق مرت سريعا  الساعات تجلا معها ثقل افكاري 

وهم يتحدثون معي ويشجعوني باني قوية 

ستهزمي المرض كما فعلتِ سابقا

الا اني اخاف ان اطلعهم على ماكنت فيه

اني شبه واثقة  ومتاكدة 

انني راحلة كنت هذه المرة 

اتطلع بالوجوه وانا باسمة  

  فقدت الوعي بعد ذلك من التعب والاعياء 

  نوبات تعلن الوصول 

استفقت بعد ثلاث من ساعات 

على الم مبرح  

وقتها والدتي هجرت فراشها وافترشت جنبي 

امي امي  ااالم مبرح  اعطني المسكن ارجووك  

هاانا جنبك ياعمري 

هرعت راكضة لجلبه

زرقتني العلاج  

عيونها تتابعني بقلق  

عذرا يانبضي والوتين كيف لي ان اخفف من الامك  

ضميني اليك 

اشتقت لحضنك  

اريد النوم فيه 

كانت عيوني رغم عني تسكب مافيها من الدموع

   انني سافارقك صار الام واقعا لابد منه 

  امي اريد النوم على كتفك 

اريد ان ااستنشق عبيرك انه مسكن لاالامي 

تبسمتْ وقالتْ  هلمي الي عيوني انت

احتضنتني  بقوة

  امي لاترخي اذرعتك 

اريد البقاء بقربك لاتتركيني 

لن اتركك كوني واثقه الا بامر الله  

ماهي الا دقاق لااعلم ماذا اصابني  

اشتد المكان ظلمة  وملئتْ الغرفة 

لم يكن فيها غيرنا 

الا اني احس بذلك

امي اسرعي لم يعد لدي وقت 

وعدتك الا افقد الوعي في المنزل 

اسرعي  حسناا قالتها 

اسرعتْ راكضة 

هاهو ابي  

لاتخافي يافلذت كبدي نحن جاهزون 

ابي ياقرة عيني وسندي  

لم تعد قدماي تقوى على حملي 

اعذرني لااقوى على المسير  

ساحملك على قلبي 

اخذني إلى قلبه مسرعا

هاهو عناقي الاخير 

استنشقتُ عطرك الذي اشتاقه وانت معي  

ضمني برفق ياابي فما عاد جسدي يتحمل الما 

في كل مرة تقوم امي  باستجوابي  من انا ومن هذا او ذاك  

انا ابتسم انت امي

وذاك ابي  كنا قريبين من بعضنا جدا 

حيث انها تفهم مااريد بغير سؤال

كانت اقرب الي من نفسي 

كيف لا وهي توأمي 

تعلم بما يجول بخاطري وما اعانيه

. في تلك اللحظه اعادت سوؤالها 

الا انها هذ ه المرة  

سالتني الشهادة  

لم يعد اللسان قادرا على النطق 

مسكت قبضتها بكل ماتبقى لدي من قوة

اأكد لها باني اكرر ماتقول 

لم تكن تراني  فقد توسد راسي صدرها  

هاهي لحظاتي الاخيرة بين من كانوا اعز ناسي 

انه امر الله 

ليس باليد حيلة فراقكم امر واقسى من سكرات الموت القادم نحوي

ساكون ناطرة ليوم التلاق

  احبتي استودعكم الرحمن الذي لاتضيع ودائعه

سلام لقلوب احببتها اكثر من نفسي 

عذرا لكل الم سببته لكم 

انها ارادة الرحمن 

اساله ان يرزقكم اضعاف اجركم 

وداعا


بقلمي رنا عبد القادر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا