سلام عليك يا أمي..احمد حمدي

 سلامٌ عليكِ يا أمِّىِ

عادوا جميعا فى المساء وعلى وجوههم مراسم الأحزان ومن عيونهم قد تساقطت الدموع الساخنه والتى تستمد لهيبها من لهيب القلوب الحزينه على فرقة  أمهم العزيزه

استلقوا جميعا على أسرتهم ونظر كلاً منهم إلى السماء واذا بهم يسترجعون ذكريات الماضى ويتذكرون تلك السنوات التى قضوها مع والدتهم قبل مفارقتها للحياه وإذا بكل منهم يعاود البكاء المرير مره أخرى

وظل كل منهم على هذا الحال حتى زارهم نور الفجر الذى جاء يذكرهم بموعدهم مع والدتهم

استيقظ الاخ الأكبرمن نومه ثم خرج من المنزل غاب بضع دقائق ثم عاد الى المنزل وبيده قطعه من الرخام مكتوب عليها اسم والدته ومحفور عليها نص الآيه الكريمه

بسم الله الرحمن الرحيم   "سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين"    صدق الله العظيم

ثم أوقظ الأخ الأكبر باقى اخوته واتجهوا جميعاً إلى قبر أمهم العزيزه

وفى طريقهم إلى هناك قام كلاً منهما بشراء  إكليلاً من الزهور ليضعه فوق قبر أمه

وصلوا إلى مكان القبر الذى دفن فيه جسد والدتهم الطاهر

وتقدم الأخ الأكبر ليضع اللوحه الرخاميه فوق قبر أمه

ثم تراجع خطوات إلى الوراء ليقف بجوار إخوته وقالوا معاً فى صوت واحد

سلام عليك يا أمى

تقدموا واحدا تلو الآخر ثم وضع كل منهم إكليل الزهور فوق قبر والدته

ثم تقدموا جميعاً إلى قبر والدتهم ووضعوا أيديهم فوق بعضها

ثم تعاهدوا أن يصبحوا جميعا يداً واحده فى دنياهم

حتى يصل كل منهم إلى ما كانت تبغى أمه أن تراه عليه

وفجأهْ !  أحسوا بان الظلام كاد أن يدخل عليهم وأن وقت رحيلهم عن العالم الآخر قد حان

وقبل أن ينصرفوا التفت كل منهم إلى الوراء

وإذا بطيف والدتهم وهى ترتدى رداءاً أبيض

وتبتسم إليهم ابتسامه جميله

وتلوح لهم بيدها الطاهره

مودعة إياهم من العالم الاخر

ومتمنية لهم حياةً سعيدهْ


بقلم الكاتب والاديب 

احمد حمدى شمعه 

مصر بنى سويف سمسطا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا