قراءة بحثية..حيدر الشماع

 قراءة بحثية


قطار الشعر ..من التفعيلية الى الخواطر فالسردية النثرية.


(ان الكلام معرض الشاعر،وله ان يتكلم فيما احب واثر من غير ان يحضر معنى)


ان النظام الصياغي لفكرة ما في أي نوع أدبي يتولد من خلال تحديدات مفرداتية ونحوية ومجازية توزيعية وفق نسق وسياق يحدد مستوياتها وملائمتها تبعا للجمهور المقصود وطبيعة الجنس الادبي،أن الاشكالية في بلاغة الصور المجازية تقابلها بعمق فلسفتين الاولى صور زخرفية لامسوغ لها يمكن عزلها عن الفكرة ،وأما ان تكون الصور بلاغية بيانية تكون مكملة وضرورية لايمكن تجنبها لايعطي مدلولا الابتصويره فهي قيمة معيارية تقنينية ذوقية لجمهور ،وهذا ماتعودنا ودرجنا على استعماله في العمود الشعري،وهو شكل القصيدة الخليلية في التمسك بالبحور الشعريةوالمحافظة على البيت ذي الشطرين ومراعاة شروط القافية والاوزان،شرف المعنى وصحته ،جزالة اللفظ واستقامته،المقاربة في التشبيه ،التحام اجزاء النظم والتئامها ،مناسبة المستعار للمستعار له ،مشاكلة اللفظ للمعنى وشدة اقتضاءه للقافية دون منافرة.

  في مرحلة اخرى تم التحول الى كسر قاعدة الشطرين الى الشعر الحر ووضع الشعر المتوازي مع المحافظة على الصور البلاغية والبيانية وتعدد القوافي ،ثم لبس لبوسا محدثا جنس الخاطرة ،وتقسم الى خاطرة شعرية او نثرية وفق الظرف المحتم لها وتعتبر الخاطرة فن تعبيري وليد لحظته اي لحظة حدوث مؤثر لوجود فكرة ولاتحتاج الى اعداد مسبق ولاتحتاج الى دلالات او ايحاءات وانما مباشرية لايصال معنى محدد لغاية معينة ،ولا يحكمها طول او قصر بسيطة بلغتها ومفهومها من سياق السعل الممتنع ،وهناك خواطر تتميز بوجود تماسك فكري قوي وانحصار للمعنى حيث تكون واضحة المعنى واضحة الاسلوب.

     ان طريقة الكاتب في تناوله واشتغالاته هي من تتحكم بقوة الخاطرة من خلال اختيارالكلمات المؤدية للغرض بحيث تكون دقيقة والاستعانة بعناصر بلاغية موضحة للمعنى وصور لتقريب الفكرة وتحقيق الوضوح بعيدة عن الجفاف تحوي هدف معين ومعنى واحد وتحوي في عمقها احداث متسلسلة وروح ديناميكية تجعل القارئ ينشد لها ويعيش اجواءها وهذا يحققه اسلوب التشويق وجذب الانتباه،تكون طريقتها في استخدام الضمائر المتكلم والغائب للتحدث عن المشاعر والاحاسيس،تحويل موقف معين الى مشهد يجعلنا نتصور الوصف الدقيق الذي تتمتع به صياغتها وجمالية التصوير،تتمتع بمداخل ممهدة فكرة المركز الرئيسي للمعنى المراد لها ونهاية مؤثرة تجعل المتلقي متفاعلا مع الحدث،وخلاصة الشعور المتدفق دون شعور القارئ لكي لاتتشابه مع القصة .

   الخاطرة مرتبة الافكار وتسير بخط سرد واحد لاتحيد الافكار وتتجنب التكرار السلبي للمفردات ولاتأخذ بالرموز والاحالات تعتمد التشبيهات والصور المجازية كالعين تبتسم والنجوم تنظر والقلوب تضحك .

قصيدة النثر وهذا النمط والسياق اخذ نسقا مغايرا لكل ماسلفنا ،فهو قصيدة نسقية تعتمد ألصورة والدلالة الايحائية وليس الصوتية الشفاهية الخطابية والانشائية،بل الصور الشعرية المركبة والجو النفسي في محور يكون ايقونة تاخذ التناقض والتقابل بين الذوات المتتداخلة في النفس الشاعرة يبعثها الباث في لحظة توهج للخيال فيطلق الخيال للمتخيل في التكامل والتخالف من الوجود الى العدم ولكنه يسير في نمط توالد دلالات ايحائية تتأهب للانبثاق في دورة تستعصي على الفناء منها يتشكل نسيج القصيدة في اتساعها وفجواتها في معاني مؤجلة؛

كأنني جيب هائل ،ضمته جيوب وجيوب،وفي كل جيب كنز يفضي الى كنز وسر عظيم الى سر أعظم كأنني اللؤلؤة في المحارة طبقة فوق طبقة وفي النهاية في المحور ذرة لاتكاد تبصر وفي تلك الذرة سر اللؤلؤة)

ميخائيل نعيمة

الالم

يحمل قطعة من الفراغ،تلك التي لايمكن تذكرها،او هل ثمة يوم لم يكن الالم فيه موجودا،الوجع لامستقبل له الانفسه

ايميلي دكسون


اقدامي التي تأن فوق الجليد،ازعجت شارع القرية الناعسة


القلب مايزال يشتاق أن يسعى

ولكن القدمين تسألان الى أين

روبرت فروست

انا احد    من انت

انا لااحد   من انت

ان لم ترد ان تكون لااحد

فدعنا نكون اثنان

ولانخبر احا كي لاينبذونا


الاديب حيدر الشماع بغداد العراق

6.1.2020

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا