صرخة الأعماق..عثمان الأقرع

 صَرْخَةُ الأعْمَاقْ

...................

وَفِي داخِلي وداخِلُكُمْ إنسانٌ آخر 

ضميرٌ يصرخ وَيَئِنُ أين الإنصافْ

صرخةُ ضميرِ إنسانٍ مظلومٍ مكبوتٍ

تملأ الكون، والسامعينَ في إجحَافْ

مَحْكَمَةُ الدُنيا لاعدلٌ فيها أبدا

فالظالمُ مظلومٌ،والمظاليمُ ضِعاف

لا نصرخُ الألمَ من مرض ولا من أوجاع

صرخةٌ تدوي الأرجاء ما من ردٍ يُضافْ

يا ابن آدمَ أنت أخي في الإنسانية 

لماذا ترى كل إخوتك نعاج وخِراف

أنزل الله رحمته فكنا إخوة متحابين

وأنت يا آدمي تسلب الرحمة،تشوهُ الأوصَافْ

من خيرِ الأمم نحن،كُلنا من بعضنا البعضْ

ولكن كنا خيرها والآن لا نحتسبُ ولا نَخَافْ

ألم تسمع صرخة أخيك الذي سلبتهُ ظُلماً

من صراخه شُلَّتْ حَركتهُ وتعطلتِ النِطَافْ

صرخةُ الظلمِ التي زُرعت فينا وبيننا هي 

أشدُ مِنْ كلِّ صراخٍ تَصْرِفُ الرحمةَ والألطافْ

ذاكَ صرخَ من خيانةِ حبيبٍ فآلَمَتْهْ

وذاك صرخ من صديقٍ جزارٍ سيافْ

وهذا من يصرخ صرخة ذي القربى 

غُبْناً مَكْراً مِنْ أقرب الناسِ اللطافْ

والقلم يصرخ من فكرٍ يغذيه حزناً

فيخط صراخاً تُسْكِتُهُ ملايينٌ عِجَافْ

يا صرختي التي تدوي في عمقي 

تكاد النهاية والظالمون زيادةً وأضعافْ 

إلى من أشكي ضعفي وقلة حيلتي 

أين تدوي يا صرختي كل الآبار جفافْ

ملائكة على اليمين وعلى الشمال أقلامهم

كاتبين كل لفظٍ وكل فعل على الأكتافْ 

فأي بشرٍ نحن وأي الأدوارِ نُمَثِّل فيها،ألا

بفناءِ الكونِ تنتهي المسلسلاتُ السِخافْ

يا سماءَ الرحْمَةِ أهطلي مِنَ الرَحَمَاتِ علينا

يا أرضَ الظلمِ بعثري الرحماتَ،أسقمي الشِغَافْ

لكم ما تدَّعون في دنيا الغرور الزائلة الفانية 

لنا وقفة بين يديِّ المَلِكُ ذُو العَدْلِ والإنصافْ

..............

عثمان الأقرع ...سوريا