لحظة ميلاد... عبير جلال

 لحظة ميلاد،،،،

أسدل الليل ستائره وأطل القمر مكتمل يشق صدر السماء،وكأنه يرسل رسائل طمأنينة لي،،،

وقفت أمام مرأتي أنظر لنفسي،كم تغيرت ملامحي وزاد  وزني،

أتحسس بطني الذي يحمل بداخله جنيني منذ تسعة أشهر،

فإذا بدقات خفيفة يرسلها جنيني وكأنه يقول تصبحين على خير ياأمي،،،

شعور  رائع تذكرته عندما أعلمني طبيبي بأني حامل،كدت أطير من الفرحة،،،

كنت أتلمس بطني بين الحين والأخر لأراقب نمو أملي بداخلي،

نعم أملي الذي حلمت به وقد تحقق بين الألم  المحتمل كل يوم ،والتمني برؤيته عند لحظة ميلاده،

غمرت الأجواء رائحة الياسمين ملأت بها صدري وذهبت للنوم،،،

ساورني القلق بعض الشيء فقد أقتربت لحظة ميلاد وليدي،،،

أغمضت عيوني وذهبت في نوم عميق،،

أفقت فجأة على ألم شديد ينبعت من خلف ظهري،ألم شديد وگأنه ضربات سياط،لم أعد أتحمل،،

ها هو جنيني  يرسل إشارات مؤلمة

دقات متلاحقة وكأنها موجات من ضربات موجعة،،،

لم أعد أتحمل الألم إنهمرت دموعي من البكاء،إستيقظ زوجي على صوت بكائي،،،

سألني،،ماذا بك حبيبتي،،

أجبت أظن أنها لحظة ميلاد طفلي،،

إرتبك زوجي بعض الشيء،

وحاول أن يطمئنني،،،

ببطيء أبدلت ملابس وركبت السيارة ليقود زوجي لنصل للمستشفى،،زاد الألم وفاق الحد أشعر بأن ظهري ينفصل عني،أشعر وكأني بطني سوف تنفجر ،إرتعدت فرائصي من شدة الألم،زادت حدة بكائي،،إنهرت وبدأت تنطلق مني بعض الصرخات الدالة على مدى الألم الذي لم أعد أتحمله،

جاء الطبيب لكشف وقرر دخولي لغرفة العمليات،،

بكاء وصرخات ودموع ودعوات ورجاء،،مشاعر مختلطة ،،كل هذا أمر به في لحظة،

جاء طبيب التخدير ،إبتسم وقال لاتقلقي كلها نصف ساعة ويحضر مولودك بالسلامة،،

تحت تأثير البنج غبت عن الوعي لاأعلم كم من الوقت غبت،،

ولكني أفقت من تأثير البنج،أحاول أن أرى امامي وجدت زوجي نائم على كرسي في حالة إعياء شديد،

حاولت التحرك لم أستطع من الألم في بطني، لقد أوصلت يدي بخراطيم المحاليل،،،

ترامى لسمعي صوت بكاء غاية في الرقة،هنا فاق زوجي من النوم،فقبلني على جبيني

وقال حمد الله على السلامة.

لقد رزقنا الله بمولد غاية في الجمال،

بكيت بكاء حار من شدة الفرحة،إختلطت دموع الألم مع دموع الفرحة فكانت مشاعر مختلطة،،،

طلبت من زوجي أن يضع وليدي على صدري لكي أرى ملامحه جيدا،،

هنا فاض قلبي بحب جارف فحاولت أن أحتضنه،نظرت في وجه الجميل

ونظر لي وكانت يقول أحبك ياأمي،،

إنها لحظات من جمال المشاعر التي لاتنسى،

وليدي لاتبك أبدا فأنت في حضي الذي سوف يحميك من الحياة كما حمام رحمي،سوف اجعل ترى الحياة بجمالها بعيوني،سوف أطعمك حلوهاوأتذوق أنا مرها بعيدا عنك،،،

سيكون حضني ملجأك تجري تختبيء فيه من الحياة

إنها من أجمل لحظات حياتي التى لاتنسى أبدا

لحظة ميلاد أملي الذي كنت أحلم به،،

لحظة ميلاد قرة عيني،،،،

بقلم عبير جلال

مصر،،الإسكندرية

١٧/٩/٢٠٢٢

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي