شعر ووطن... بسام اليافعي

 شعر ووطن 


ما أجمل الشعر إلا فيك يا وطني 

عندي وأكره فيه الصمتَ والكذبا


إنْ جئتُ أنشدُ في أمجادكَ ابتدعت

في نشوة المجد عيني للرثا كُتُبا


وانثال فوق بساط الحرف واقعنا 

أدهى على العقل من تذكار ما نُصِبا


وراح يبسط رأي العين ما فعلتْ 

بنا السنينُ ويبكي الحاضر الجدبا


ونازعتني جراحي النازفات على

أيامنا وضياء الأغنيات خبا


وصار عزفي على الألحان حشرجةً

مكلومةً وزفيري يخنق الطربا


وبلّلَ الدمع نقشِي الحميريِّ غدا

فوق الحروف شعورا يَمْقتُ العربا


يرثي الضحايا بقلبٍ نازفٍ حَزَنٍ

.وزفرةٍ شاخ فيها صوت من شجبا


تسعٌ عجافٌ ونار الحرب تحرقنا

وسطوة الفقر تسقي عيشنا الكُرَبا


تسعٌ عجافٌ أدانتْ

زيفَ إخوتنا

والحاكمين وأهل الرأي والنخبا


تسعٌ عجافٌ وما جفتْ مواجعنا

ولا استكانت وما من موعدٍ قربا


في كل صدر ينام الحزن مكتحلا

بألف آهٍ ويصحو كلما اضطربا


والخوف يملأ بالاوهام أعيننا

حين استحال عليها النوم وانقلبا


نرقّع الحلم من آهاتنا ونرى

أيدي الطغاة على إشراقه حُجُبا


خلف الغيوم هناك الحلم قد سجنوا

عنه الضياء وقالوا الفجر قد نضبا


هم أخمدوا في عيون الشمس موقده

كيلا نرى الحقد في أفعالهم  سببا


هم أجهضوا حلمنا المنشود وامتهنوا

آمالنا   وتحدوا كل  من طلبا


وشتتوا في دياجي الليل عن عَمَد ٍ

نجومنا واستباحوا  البدر والشهبا


تمزق الجمع أتباعا كما رسموا

لنا الطريق وصرنا الذيل و الذنبا


لم يترك الموت عصفورا بنافذتي

أو تترك الحرب لي في عيشهم سببا


أمشى وأحمل روحي فوق أمتعتي

   أنى اتجهتُ وقد لا أبلغ الإربا


ما عدتُ أعرف ذاتي حين ترهقني

مرارة البحث عن إسمي الذي سُلبا


حسب الجهات تراني أرتدي يمني

بألف وجهٍ وأمشي فيه  مغتربا


فكيف أهرب من جرحي وأعبره

حتى أراكِ بلادي في الصدى ذهبا 


أو أقلع الفقر من وجهي وخيبته

قسرا وأغرس فيه البُنَّ والعنبا


أو أحبس الدمع في عينيّ أبدله

سيفا ليقتلهم إنْ ثار واقتربا


بسام اليافعي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي