اللقاء الاخير... حسين حطاب

 تابع ...... الجزء الرابع 

.................. اللقاء الأخير_4_

_ كلانا لا ينكر ما تفوهت به شفتاك الجافتان واللحظة تحدثيني عن الحب والعواطف وما شابه ذلك ، وقد نسيت في غمرة حديثك أنك جئت لتوديعي والأسباب واهية والدوافع من صنع خيالك ،. فأين قداسة الحب في محرابي ؟ وميثاق الوعد في الصلوات و الدعاء ؟ أين طهارة الروح النقية في عناقي ولهفة اللقاء وأنس الليالي ؟ هل إعتزلت الحب وصرت راهبة تتلو الترانيم يوم المهلكات ؟ أم رسى قلبك في ميناء جديد ؟ 

_ كانت يداك ساخنتين ملتهبتين واليوم صارت باردتين وبعينيك الكثير من الخفايا والأسرار . فأين ذاك الوعد بالحياة الجديدة المكتنزة بالحب والهناء السكينة و الطمأنينة ؟ ألا أستحقها اليوم  ؟ أيرضيك رمي كنزنا الموثوق في قمامة القردة والخنازير لترفسه بأرجلها وتشتته بأنوفها .

_ ولما لم يترك لها مجالا للكلام والدفاع هزت رأسها وسكتت مطولا تاركة الصمت يلدغ وجدانه ينهش ما تبقى فيه من قوة ، كما تبدلت ملامح وجهها الملحف بلحاف الغدر والخيانة 

_ وعند انحدار الشمس نحو المغيب مودعة بأشعتها الأخيرة مجلس العشاق ، وقفت منتصبة وتراجعت بعض الخطوات إلى الوراء ، ثم استدارت ملوحة له تاركة المكان مقفرا خاليا من المشاعر إلا من الخيبة والتعاسة عائدة ولا تعلم أنها ستحيا في كهف مظلم .

_ بقي وحيدا يهزأ من كهولته وفقره بين ظلمة حالكة ونواح الأمواج هائما بين سعادة الماضي وتعاسة الحاضر بين نور الهناء وظل الشقاء ، ولم يصحو من هذه السكرة إلا بعد ليل قاتم وفجر قادم  لا يعرف إن كان الجسد العليل يتحمل ضربات الجلاد ، وأنشد يقول: 

_و إني لأرثي نكبتي على ثقتي

وأخيط في الظلام لباس الصبر

وإني لأرجو الصبر والأيام ظنكة

أن ينجلي الجزع من سحب الهجر 

فهل يمكن للروح النسيان والتعافي 

وسريري المهجور مشتاق لعطر السمراء

إنتهى .......بقلمي / حسين حطاب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا