قصة سنديانة الامل… للاديبة ذكريات علي برازي

قصه قصيرة 🌿🌿🌿

🌳سنديانة الأمل🌳🌳

سنديانة من بلاد الأحلام،،أحست بالعطش أرسلت جذورها تبحث عن ينبوع الفرح لترتوي ،،امتدت الجذور تبحث عنه أحست بقربه سارعت إليه  وصلت نزلت الجذور ظمأى لترتوي من ينبوع الفرح والمحبة،، لم تدرك حينها أنها اخطأت الينبوع ،استرسلت الجذور لتنقل الماء للجذع ليصل إلى الأغصان لتخضر أوراقها،، حين وصل المرار لقلبها أدركت أنها في عمق ينبوع أسود مليء بالشر والعتمة،، يجللها بالحزن الأبدي،،
لا يمكن التراجع ،،فقدامتلأت ألماً ومراراً وأعماق الينبوع الأسود أمسكت بالجذور تهوي بها إلى الأعماق الضحلة وتحبسها هناك،،،، غصت بدموعها سنديانة عاشقة كانت تبحث عن النور وأمل مستقبل مشرق،،، ولكن القدر تدخل حين سمح لينبوع العتمة الإمساك بها ،حيث خدعها ببريق مياهه  تداعب الضوء ورقراق مياه السطح العذبة،، ليخفي مرارة عتمته وسرمدية شره المتأصلة في النفوس المريضة المحبوسة من آلاف السنين في أعماقه نفوس معذبة حبسها ليقتات على آلامها وحزنها سنين  ، تعفنت حتى زادت المرارة والسواد وأصبح الماء في قاعه آسن ،وزاد الشر فيه حد العدم،، لم تكن سنديانه أول المخدوعين ولا حتى آخرهم،،،
شدت جذورها تحاول الخروج والخلاص،،  ولكن هيهات هيهات من يتعمشق به قعر البئر  لا يمكنه الخلاص،، في ظاهره ينبوع رقراق وفي قراره بئر آسن يبتكر صنوف العذاب ليزداد قتامة،،
حاولت ولكنها لم تستطع  إخراج جذورها فقد وهنت وضعفت ولم تستطع الفرار،،،
قررت أن لا يعلم بمرارة مافي جوفها أحد أصبحت تصنع منه حلاوة زينت أغصانها وأوراقها تزداد ظلالاوأصبحت شجرة كبيرة وارفة الظلال توفر الفي لكل العابرين وتؤمن لهم الراحة ،، وتشهد من خلالهم مشاهد الفرح والسرور والمحبة،، كم شهدت العهود والنذور على جنباتها ،،كانت تبتسم للكل وترفرف بأغصانها هواء المحبة وتلون ثمارها بألوان الفرح الزاهية،،
كل العابرين والجالسين بفيئها لم يحس ولو واحد منهم بألم مرارتها، وحشرجة  دمع حزنها في الأعماق ،فالعابرون لهم الظاهر ومايشاهدون على السطح القليل جدا،، من يسبر غور العمق ليكتشف الحقيقة ،، بل لا أحد يهمه البحث عن الحق والعدل،    وما يحمله الباطن من معاناة وألم،،،
بقيت سنديانه سنين تكافح وتشد الجذور لإخراج نفسها من بئر العدم وتعود ولو قليلاً إلى سابق عهدها،، تبوء دائماً بالفشل،، ولكن ذاك  الأمل
المتعمشق في قلب الذكريات يمنع عنها اليأس من المحاولة مراراً و تكراراً،،،،
سنون مضت ازدادت تعب و وهن،،نظرت بحزن أسفل ساقها رأت فسيلة تخرج منها تنظر إليها بفرح،، ابتسمت لهاو روتها من ندى أوراقها،، وخاطبتها ، يا أحلى ما خرج من رحم الألم،، ارتوي من ساقي وأياكِ أياكِ أن تمدي جذورك للعمق أنا أكُبِّرك لتذهبي بعيدا ً،  ففي العمق حزن وعتمة،،،
فري إلى النور و ابتعدي ما استطعتي عن هذا المكان،،،،امتلأت سنديانه نوراً وبهاءو امتدت اغصانها لأعالي السماء وزهت بألوانها النهار
وأصبح العابرون كثر،، وأصبح الذاكرون، يملؤون صفحات الأمس واليوم و الغد بآلاف القصص والأساطير عن سنديانة، أصبحوا يسقون فسيلتها مياه الفرح الرقراق،كبرت سنديانه صغيرة ،،خافت عليها من الظمأ ،، وحين أتى ذاك
البستاني الذي يمسح بحنو كفيه الشجر،، نظرت سنديانة إليه متوسلة ان يسمعها وينظر إلى أعماقها عله يعرف وجعها،، ويساعدها على الخلاص،، سمعها ونظر إليها بعيني قلبه فهم وجعها وألمها،، همس بين الأغصان كيف يمكنني أن أساعدك،،؟ قالت : بكل بساطة انقل فسيلتي هذه إلى أرض السعادة البعيدة ولا تغرسها إلا بجانب نهر المحبة والأمل،، اوعدني أن تفعل ،، ولكن لا تعد إليَّ أبداً مهما حدث، المهم أن تنقل فسيلة الأمل إلى أرض الأمان والفرح،،
عانقها البستاني وهمس في أعماقها إنه سيفعل
وسيرعى سنديانتها الصغيرة حتى تكبر وتصبح كأمها  تنشر بظلالها الفرح والسعادة ولتكون أيضاً مهجعا للعشاق والمحبين،،.. سأعود ثانية  حتى أجد أرض الفرح والأمان،،.
غادر و كل الأمل ينير قلب سنديانه  لكنها يجب أن تخبئ فسيلتها حتى لا ينظرها عمق البئر ويخطفها إلى الأعماق،،،
آتى من البعيد مهرولاً ينقل البشارة،، اقترب مسح بحنو كفيه على سنديانه وهمس في عمقها إنه وجد ضالتهم واليوم سيأخذ سنديانه الصغرى
إلى أرض السلام لتهنأ بحياة مشرقة وبهية وارفة الظلال والعطاء والحب،،كما كانت أمها معطاءة،، ابتسم مطمئناً.  حفر حول الفسيلة ثم أخذها بلطف بجذورها الصغيرة الناعمة البضة وضعها في سلة الأمنيات،، حيا سنديانه بوقار،لوح مودعا ً ،ابتسمت هاتفة الآن حان وقت راحتي، ابتعد البستاني  وهو يردد أغاني الفرح ،،راقبته سنديانه حتى غاب في الأفق،، تهاوت وألقت حملها على الأرض سالت دموعها الرقراقة ،تسرب القليل منه الى عمق البئر فأصابته الحلاوة،، جف البئر ولكن لا زالت العتمة تسكنه للآن،،،
تهاوت سنديانه وألقت بكل ما فيها من أغصان وأوراق على الأرض ،، اجتمع العابرون ،يرددون ياخسارة ،،من لنا بعد اليوم من ملاذ،، آتى الحطابون ياخذونها حطباً، تشاجروا من يأخذ الجذع،، اقترب الفنان وقال الجذع لي وسأقاتلكم عليه يكفيكم ما أخذتم  من حطب يدفئكم في ليالي شتاءكم القارص،،، صرخوا وأنت ما فاعل بالجذع،،؟   أخبرهم:سأنحت  تمثالاً ،،
ماذا ستنحت،؟
سأنحت تمثال امرأة جميلة قديسة تزين ميدان مدينتكم ،، وافق الجميع وعادوا فرحين،،.
ولكن العابرين أحسوا بالفراغ والغربة،، لا زالوا
يمرون في المكان حيث كانت سنديانة واقفة لسنين،، مكث أحدهم ليلة ،، أقسم أنه سمع صوتها يقول ففي الهجرة أمل والهجرة حياة،،
أشاع الخبر وأصبح هو نبي،،  يردد بشارة.
وهم أتباع يسعون للهجرة ولكن إلى أين،،
كبرت فسيلة في أرض الخير وأصبحت كأمها وارفة الظلال،، كثيرة الأغصان معطاءة تنشر الفرح والطراوة للعابرين،،
كانوا  يمرون في الميدان ويشاهدون تمثال جميل لإمرأة ليس لها مثيل في الجمال ،فيتذكرون سنديانه ويسترسلون في ذكراها،، أما ينبوع العتمة فلا احد يدري عنه فهو حبيس العدم والظلام،،جاءهم عابر جديد ببشارة، أنه في أرض
السلام أمل وسنديانه تشبه من كانت عندهم،، استبشروا خيراً عم الفرح قلوبهم،، ها هم العابرون يشدون الرحيل إليها ويرددون الهجرة
 أمل وفي الهجرة حياة،، ذهبوا اليها فتذكرتهم جميعاً وغمرتهم بعطاءها وفاءاً للسنديانه العظيمه،،
ولازال العابرين يؤوون اليها،،،
                                           (تمت)
بقلمي 🌹 ذكريات علي برازي 🌹

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا