مأدبة…. قصة للأدبية مريم العلي

مأدبة -

جوع عتيق يفترس أمعائها ..وظمأ شديد يحرق جوفها .. ذهبت شمالا.. جنوبا.. غربا.. شرقا... جلست على موائد عديدة  لكنها لم تشبع ولم ترتو

تريد طعاما من نوع آخر وشرابا مختلفا

-آه...ما أجمل هذه لأرض ! لا بد أن أجد فيها ما يملأ جوفي .

طبيعة خضراء... لتحترق ... ماء عذب رقراق لا بد من تلوثه ... بيوت  شامخة يجب أن تهدم  .. رجال أسود  يحرسون المدينة من كل طامع بها ..يخيفونها إلى حد الرعب القاتل ستعمل على قهرهم بقتلها النساء العزيزات  والأطفال الأبرياء .

 حكام هذه المدينة يتصارعون فيما بينهم ..كل منهم يريد أن ينفرد بالسلطة  مما جعلها تحلم بمأدبة لا مثيل لها .

 صديقتها الوحيدة والتي تشبهها كثيرا سارعت تمهد لها الطريق للوصول إلى أهدافها .

أحرقت الأرض .. لوثت المياه ...هدمت المنازل ..قتلت الأطفال والشيوخ والنساء وأخذت تعد لها العدة اللازمة للمائدة التي تريدها.

أما هي... فعليها أن تفكر... كيف تقيم مأدبتها ؟؟؟

ومن ستدعو إليها غير صديقتها الحميمة .

 ادعت أنها حمامة سلام وأقامت مأدبة خاصة تمهيدا للمأدبة التي تحلم بها ... أتحفتها بكل ما تملك من الحقد والكراهية ورشت عليها بهارات من المجاملات التي ستحقق لها أهدافها

ثم وزعت القبلات هنا وهناك على وجنات من أتخمتهم مائدتها ووعدتهم

بزيارتها القادمة أنها ستقدم لهم هدايا لا مثيل لها

جالت في المدينة تتفرج على معالمها شعرت أن غولا كبيرا قد تحرك بداخلها وعليها  إشباعه قبل أن يفترسها . ثم غادرت

ترى كيف ستكون  هداياها؟؟؟

وهل ستشبع الغول الجائع والمتعطش الذي يسكن داخلها ؟

عينت المكان .. حيث التجمع الأكبر للحوم الطرية التي تشتهيها وألقت

بألعابها الذكية

مزقت جسد الأطفال إلى قطع  وشوتها بنيران الحقد والكره ثم أقامت مأدبة  لا مثيل لها دعت إليها صديقتها  وحلفائها.. و.جلست تتلذذ بمضغ لحومهم الطرية ... وتشرب كأسا من دمائهم الطاهرة   ثملت ورقصت طربا على أنغام  لؤمها .. ثم وعدت ضيوفها بموائد أكبر وأشهى.

مريم محمود العلي
من مجموعتي القصصية (ظمأ.. فارغ) الصادرة عن دار القدس بدمشق

تعليقات

  1. ما اعذب البوح .. ما ارق المشاعر .. و هى تنساب كجدول رقراق بين رياض غناء .. ترقص على اغصان اشجارها الوارفة الظلال عصافير القلب تشدو باجمل الالحان .. سلم البوح يا غاليتي .. فكيف له ان لا يفك شيفرة حروفك .. وجميعها تسري في شرايينه مسرى الدم.. طبت و طاب البوح

    ردحذف
  2. ما اعذب البوح .. ما ارق المشاعر .. و هى تنساب كجدول رقراق بين رياض غناء .. ترقص على اغصان اشجارها الوارفة الظلال عصافير القلب تشدو باجمل الالحان .. سلم البوح يا غاليتي .. فكيف له ان لا يفك شيفرة حروفك .. وجميعها تسري في شرايينه مسرى الدم.. طبت و طاب البوح

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا