عودة في الغربة.. قصة للاديب عصام حمي

عَودَةٌ ...في الغُربَة

قِصَّةُ حُبٍّ عارِمَة جَمَعَتْ ما بينَ طارق وعَفاف ..
أحَبَّ فيها جُنونُها وطَيشُها أحياناً ..وخِفَّةُ دَمِّها ...وهِيَ أحَبَّت فيهِ الرَّزانَةُ وَقُوَّةُ الشَّخصيَّةِ ...كانا يَعرِفانِ بَعضَهُما الَبعض مِنذُ الطُّفولة فقَد كانا مِن نَفسِ الحَيّ...وكانا قَد قَرَّرا الزَّواج ..كَنتيجَةٍ حَتميَّةٍ لهذا الحُبِّ الجارِفِ ..إلّا أنَّها فَصَلَت بَينهُما وَعَمِلَت على إبعادِهِما قَسراً ...وغابَت حَتَّى الأخبارُ بَينهُما مِنذُ ثمانِ سَنوات ...إنَّها الحَربُ الضَّروس التي قامَت في .. بَلَدِهم ...الحَربُ التِّي دَمَّرَت البَشَرَ والحَجَرَ والشَجَر ...لَمُ تُبقِ شيء ..
هِيَ وأهلَها لَجؤوا إلى لُبنانَ ..
وَهُو لَجَأ إلى البَلَدِ المُجاوِر الآخَر إلى تُركية ...لَهُ عَمٌ هُناك ..
كَوِجهَةِ الكَثيرينَ إلى أوروبا ..قَرَّرَ اللجوءَ إليها ..
لَكِنَّ كانَت الذِّكريات لا تَزال تَراوُدُهُ ولَمْ تَسْتَطِع فَتاةٌ أخرى لَفَتَ انتِباهِه
وفي إحدى الحَدائِق العامَّةِ في ألمانيا جَلَسَ على إحدى المقاعِد ..يَتَذَكَّر حَبيبَته ..عفاف ..وأغْمَضَ عيناهُ
عَلَّهُ يَراها وَلَو في أحلامِ اليَقَظَة ..
ثُمَّ فَتَحَ عَيْنَيْهِ ...لِيَسمَعَ صَوتاً يُنادي :
طارِق ...طارِق ...لَمْ تُصَدِّق أُذُناهُ
هذا الصَّوت ..هُوَ يُشبِهُ صَوتَها ...إلتَفَتَ إلى ناحِيَتِهِ لِيَجِدَ حَبيبتَهُ ...عفاف
طارِق :  عَفاف ..حَبيبتي ...أنتِ هُنا في ألمانيا ...مَتَّى ...وكيف ؟
عفاف ( بعد أن إنهَمَرَت عيناها بِدُموعِ الفَرَح ) : نَعَم بِنفسِ الطَّريقة التي ..جِئتَ إلى هُنا ..عَن طريقِ البَحر ..كِدنا نَغرَق ..كِدنا نَموت ...
طارِق : بُعدَ الشَّرِّ..كُنتُ مُتُّ بَعدَك ..
أصلاً ..كُنتُ كالمَيِّت بِغيابِك ..
عفاف : عُدنا يا حبيبي ..وعادَ حُبَّنا كما ..كانَ ...
و سَكَتَ الحَبيبانِ .. لِيتَكَلَّم الجَسدان ...في  عِناقٍ طويل ..وعَودة بَعد فُراق

   بقلم : عِصام حَمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا