وفاء دمشق…. بقلم الاديب احمد ابو حميدة

وفاء دمشق
*
بيته مفتوح في قرية السموعي التابعة لمدينة صفد ،وكل من يأتي إلى تلك القرية  ينزل في بيته معززا مكرما ،خيركتير،حتى أصبحت له علاقات حميمة بتجار الشام حيث لم يكن هناك لاحدود ولا جنود كلها بلاد الشام .
وجأت لحظة من أقسى لحظات العمر ترك البيت والحلال والمال فقد هجم بني صهيون ،وتحركت العائلات نحو الشمال إلى سوريا هربا من مجازر  الاعداء، .
لم يتحمل ماالم به من هجرة الى المنافي والمبيت في المساجد وقلة المال وضيق العيش في مثل هذه الكربة
منهك  القوى،وجهه الى الحائط ،يشرب قليلا من الماء ويعود إلى ماكان عليه ،لايحب أن يرى أحدا من البشر ، لان التشىرد مذلة ،وفي دمشق أعداد غفيرة تسكن السليمانية ،واهل الخير لم يقصروا من تقديم ما يملكون من طعام وزاد .
يحمل هذا الرجل الدمشقي كل يوم أصناف متعددة من الطعام ليقدمة الى اللاجئين ،نخوة العربي الشامي ،يمر بهم جميعا ويسأل عن حالهم ،
الا ان هذا الرجل كأنه فاقد الوعي وجهه إلى الحائط ومغطى بكوفية بالية عليها آثار الطريق الطويل،حاول الكلام معه لم يجبه،طلب من زوجته إن كان زوجها مريضا لعلاجه ،او به عله ،خافت أن تعلمه الحقيقية ،بانه لايتكلم مع احد ولا يأكل إلا أنه يشرب قليلا من الماء ويعود إلى ماكان، وجهه إلى الحائط.
أصبح لديه فضول اكثر  عن هذه الحالة ،جلس بجانبه ليواسيه ،حركه استدار إليه قليلا إنما وجهه لم يزل غير واضح المعالم بسب غطاء الرأس،حرك به نخوة الرجال ،انني ضيفك وجئت لأطمئن عليك ونصلي معا صلاة العصر اذا احببت ،هنا تحرك مافي داخله لهذا الرجل ،واطمئن لحديثه، وهو الذي كان يجبر الخواطر ،ويكرم ضيوفه،استراح في جلسته ونزع عن وجهه غطاء الراس المبلل عرقا ،حياك الله ياأخي ،انني تعب واشعرفي دوار دائم ،والدنيا مظلمة في وجهي ،لااحب رؤية أحد ارجوك لاتؤاخذني،
نظر إليه بعمق وعانقه عناقا طويلا،ابو صالح، قال نعم أنا هو، وحضرتك والله نسيت لاتؤاخذني ،انت شايف حالنا ،له ياابو صالح ،انا من تجار دمشق كنت ازوركم في بيتكم في السموعي  ،ابن نعم ،وابن حلال تكرم الضيف ، فكيف انساك ياأبو صالح وانت في هذه المحنه،لدي طابقين في الصالحية سوف تسكنها انت واهلك ومن معك بلا أي قرش،فضلكم سابق ياأهل فلسطين .
*
احمد ابو حميدة
المانيا/غوسلار
Ahmad Abo Hamidh
Tilsiter Str.
Goslar
NiederSachsen
Deutschland
dd.22/08/2019

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا