الحطاب والحصان….. قصة للكاتب محرز عبد المجيد مبروك

الحطاب و الحصان..
في احد الأيام الممطرة، قصد الحطاب الغابة بغية العمل و توفير لقمة عيش أسرته التي تتكون من زوجته و ابنتاه و ولد رضيع... هكذا كانت حياته على مدار السنة، وكانت وسيلة نقله حصانه الأبيض الذي تربطه علاقة وفاء وطاعة...
وصل الحطاب إلى مقصده وترك حصانه يقتات العشب غير بعيد عنه... انهال المسكين على أغصان الشجر بفاسه... اخذ منه التعب، فراح إلى سلة الطعام وقارورة الشاي التي لا  تفارقه، إلا في شهر الصيام لتأخذ موعد عطلة..
اكل وشرب وتناول كأس الشاي مع سيجارة قد صنعها لحينها...
وغير بعيد قد سمع صهيل حصانه... كأن شيء ما قد حصل...
اتجه نحوه ليستجلي أمره... وما إن وصل حتى ذعر بمشهد حصانه الذي وقعت ساقيه الاماميتين في فوهة من ذلك المكان... لا احد يجوب الغاب لمساعدته... استنجد بربه على خلاص حصانه، فراح بفاسه يحفر ويتوسع في رقعة التراب... لكن المفاجأة كانت أكبر من ذلك... ففاسه يرتطم بشيء صلب... راح ينبث آكثر فأكثر... انه صندوق كبير الحجم.. قد علقت ساق الحصان به.... وكان خوفه شديد على حصانه خشية كسر او جرح...
الحمد لله لقد وقع خلاص الحصان،... لكن الحطاب تمادى في معرفة محتوى الصندوق... لم يتمالك نفسه بما وجد... يارب انه ذهب... ذهب...
بقى الحطاب حتى الغروب...فجمع كل محتوى الصنوق الذي وضعه مع الحطب لتأمين ما جاد به ربه...

بقلمي محرز عبد المجيد مبروك
٣١/٠١/٢٠٢٠

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا