قصة العم سعيد… كتبها الأديب جرجس لفلوف

قصة العم سعيد..
التقيت حارس الباب الصامت المتجهم الوجه العم سعيد الذي اذا نظرت إلى وجهه تعتقد أنه جاهز للاشتبا ك معك. يجيبك بايماءة من رأسه سلبا أو إيجابا.سالته إن كان عنده اولاد واين هم ورجوته اعطائي ما يمكن من خبرته علني استفيد منها وبعد إلحاح وإصرار قال: انت تفتح جروحا وتوقظ مواجعا مدفونة في أعماق القلب والذاكرة
كنت شابا قويا وبجانبي شابة مثلي نعمل في الحقول والمزارع نجاهد لتأمين حياة مستقرة ثم ننجب اولادا ونحن مطمئنون الى مستقبلهم إلا أن القدر أراد خلاف ما أردنا وانجبنا فتاة ماتت امها عند ولادتها وكان لا بد من الاعتناء بها وانا وحيد حملتها معي إلى أماكن عملي ولكنها رفضت الحياة ورحلت إلى حضن امها بعد أقل من عامين عشت بعدها أياما قاسية فقدت فيها الكثير من إنسانيتي إلى أن وصلت إلى هنا وبدأت العمل تحت رعاية هذه الأسرة الكريمة ملتزما الصمت والصبر 
علمتني الحياة كم هي الحرية جميلة وضرورية للإنسان وكم هو عبد لنزواته وغرائزه وحيوانيته التي تسلبه حريته وسعادته ومن لا يعرف نفسه جيدا ويعترف بخطئه إذا أخطأ يدفع الثمن غاليا
شكرته وترحمت على ابنته وامها وتمنيت عليه قبولي ابنا له قبلني مبتسما قبلته شاكرا
جرجس لفلوف سورية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا