النصر والخذلان… كتبها الأديب يحيى محمد سمونة

مشاريع نهضوية / 20 /

النصر و الخذلان، التقدم و التأخر، المد و الجزر و غير ذلك مما له علاقة بطبائع الأشياء و تأثيراتها على حياة الإنسان، هذه كلها أشياء كونية ذات حركة، تلعب دورا حاسما في حياة الإنسان حالة إنشائه لعلاقاته، ولا أظن - الإنسان - يسلم من تأثيرات سلبية لحركة الأشياء ما لم يكن على دراية و إلمام بسننها و قوانينها و آلية و كيفية التعامل معها.
النصر - مثلا - : هو حركة تمضي في الوجود بقدر و مقدار و تقدير، و بقدرة العليم العلام.
و يفصح عن حقيقة النصر خط بياني متعرج يشير صعودا نحو حياة كريمة للإنسان؛ و ما عدا ذلك فكل مكسب على الأرض لا يعد انتصارا ما لم يحقق للإنسان حياة عز و كرامة، بل كم من مكسب على الأرض كان سببا في خذلان صاحبه!
و كم من أياد ارتفعت مشيرة إلى انتصار و تفوق، فيما لا يزال أصحابها في أسوأ حالاتهم!

بهذا المثل يتبين لنا الفارق بين مفكر "مؤدلج" و آخر "حر" . فالنصر عند المفكر "المؤدلج" يعني انتصارا لفكرة أو رأي أو موقف شخصي! بينما النصر عند المفكر "الحر" يعني تحقيقا لعزة أمة و عودة لكرامة مسلوبة، فالنصر هو ارتفاع الظلم عن أمة أو امرئ مقهور و مظلوم.

و تبعا لهذا النهج نقول في مسائل الحرب و السلام و غيرها من المسائل التي تتحول معها حياة الإنسان إلى جحيم لا يطاق باعتباره - المرء - لا يحسن التعامل معها، و باعتباره يسمع فيها كلام مفكر لا يفقه سنن و قوانين حركة الأشياء و يريد أن يطرح رأيه فيها فيسقط و يسقط معه من استمع له 
إن الحرب إذ تقع انتصارا لرأي أو فكرة أو موقف سياسي فهي إذن حرب باطلة بيقين، و لكن الحرب إذ تقع و يراد بها تحقيق عزة و كرامة أمة فيا حبذا الحرب تلك و أبطالها هم الشهداء

- و كتب: يحيى محمد سمونة -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا