فزعت وهوت… قصة للاديب داؤد الحاتمي

فُزعت وهوت لحضن الموت“

في صباحٍ مفعم بالصقيع،كانت أطراف أصابعها محمرة كشموع مشتعلة في محراب زاهد ،باست جبين أمها ثم ودعتها ملوحة بكفها ،وأقبلت تجر خُطاها المثقلة بالخيبات من مسافات قصوى ،تحمل حقيبة صبرها مُهترئة الأطراف،وطواء معدتها الصغيرة،لتسير في شارعٍ مُكتض بالنفايات صوب مدرستها الحبيبة،اِقْتَرَبت من المدرسة أكثر  فوجدتها وقد سُوت  بالأرض ،أنهمرت دموعها حسرة عن مستقبلها الذي طاح ثم  تلفتت يميناً ويساراً ولمحت أحد سكان ذلك الحي ،وأخبرها أن مدرستها قُصفت ليلة البارحة ،وأردف قائلاً: لا تبكي يا صغيرتي فعجلة العلم لم تُكبح بعد ،ولا  يزال مدرسك مصطحبا طلابه ليعلمهم تحت تلك الشجرة مشيراً بأصبعه إلى المكان .
توجهت الطفلة صوبهم والدمع يُجرح مآقيها والنشيج يسابق الأنفاس ،ولما اقتربت ، سمعت صُراخ زميلاتها،وأسرعت حافية القدمين ،لتصل وترى دماغ أستاذها قد بعثر من أثر طلقة لأحد قناصين تلك المنطقة ،فصرخت حتى عاد صوتها من خواء معدتها  وسقطت أرضاً لترافق جنازة أستاذها.

#داؤد_الحاتمي

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا