حوارات وهمية… كتبها الأديب بركات الساير العنزي

بركات الساير العنزي
حوارات وهمية
هو،،وهي
... دخل البيت وكعادتها وجدها منهمكة في الفيسبوك. لم تنتبه لدخوله، لقد شغفها الفيسبوك. فتركت زوجها وبيتها وأولادها. أصبحت من المدمنين على وسائل التواصل، حتى شخصيتها ضاعت وأصبحت ذات شخصية وهمية، تتكلم عن المعجبين بها، وعن متابعينها، تعيش في قوقعة من الوهم. أراد أن يكلمها ولكنها لم تنتبه فهي مشغولة. فهي مديرة في عدة كروبات. وتظن نفسها أنها في مركز مرموق،
عمل فنجانين من القهوة. ووضع أمامها كوب القهوة، وجلس يرتشف كوبه، وقال لها،، هل يمكن أن أكلمك؟  لم تسمع كلامه ولم تنتبه، هز كتفيها بقوة، وبصوت مرتفع، نادى عليها، انتبهت من سكرتها، وقالت.. ياسلام قهوة سلمت يداك. أنت هنا لم أحس بك، لاتؤاخذني، كنت مندمجة في المنشورات، ولم انتبه لحضورك.
قال لها ماذا تستفيدين من هذا الفيس؟
قالت أنشر منشوراتي وقصائدي. وأتابع منشورات الٱخرين،
قال لها.. وهل تحسبين ماتنشرين شعرا؟
قالت نعم، لو تعرف الإعجابات والتعليقات التي تأتيني لدهشت ولكتك لا تحس بما أكتب،
قال لها.. ماذا تفيدك هذه التعليقات والإعجابات، إنها كلام في الهواء. تجعلك تعيشين في الوهم.اشعارك ليست لها قيمة.هي كلمات في فراغ. تخدرك كلمات هؤلاء المعجبين الخرفان.
لو يصحو عقلك وتعرفين أن أي عمل ليس منه فائدة هو خسارة من العمر.
قالت..أكتب في حبك كثيرا.ولكنك لاتقرأ ماأكتب لك.قال لها..هذا غير صحيح.تكتبين لحبيب وهمي في خيالك.لو اهتممت بي وببيتك وأولادك لكان هذا هو الحب الحقيقي.لو كنت تستفيدين مالا أو صنعة،أو شهرة لقلنا أنك استفدت.ولكنك تعيش في إدمان مخدر.
قالت إني أتسلى وأقضي وقت فراغي،
قال لها.. أنت توهمين نفسك أنك تتسلين.ولكنك تهملين عملك في البيت وتهملين اولادك.وتهملين زوجك.انت تعيشين في خيال ووهم وخرافة  ،المعجبون لن يفيدوك في شيء عندما تغيبين لن يذكرك أحد.

.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا