دموع السلطان… كتبها الاديب صبري محمود النقيب

دموع السلطان.
...
المشهد الأول.
....
فى كل صباح تأتى الشمس لتتطلع على شرفة الاميرة .
وذاتي ليلي  أتت الشمس  ولن تجد الاميرة .
فصاحت طيور الاشجار  بصوتها البديع وكان لكل صوت  نداء لتلك الاميرة .
حتى تساقط زهور ها التى زرعتها منذ فترة .
ولكن هناك زهرة لن تسقط وهى زهرة البنفسج التى تحمل قبلة الاميرة .
فكان هناك شاب يسقى تلك الزهرة كل يوم دون أن تعلم الاميرة .
 ...
أتى المطر ومعه كل الرياح الغاضبة
وأخذ الثلج يسقط على النوافذ
وخيم ذجاج كل النوافذ  بالضباب .
وإذ بيد تمسح نافذة لتطل احد العيون بالنظر إلى مكتبة الاميرة
التى تقرأ فيها كل مساء رواية جديدة .
وهناك على المنضضة كتاب به صورة المشعوز غريب الأطوار.
فاهذا هو اسم الكتاب .
وألقى القبض على المتسلسل  إلى تلك النافذة من الحراس .
وهو يقول اتركونى انا لم أفعل شىء
انا لا ؤذى احد اتركونى اتركونى .
وصاح الحارس أيها السلطان
أيها السلطان
لقد وجدنا لص بالقصر .
..
أتى السلطان إلى عرشة وجلس وهو يقول  اتونى بهذا اللص هنا فى الحال .
وجأت الحراس باللص.
وسأل السلطان لماذا امسك بيا حراسك أيها السلطان .
قال السلطان وهو غاضب او تسأل انت .
وانت هنا فى قصرى .
قال الشاب انا لست لص  جلالتك انا ابن الجنينى الذى يقوم بمرعات حديقتكم بالقصر .
قال السلطان ولماذا تللصص بالنوافذ .
قال الشاب انا كنت أتطلع على المكتبة  .
لأننى أحب القراءة فى تلك الكتب الجميلة التى من أجلها اصنع اى شىء  .
فهاذه هو سبب مجئى إلى هنا .
...

حتى علم الجنينى بالقاء القبض على ابنه فذهب مسرعا إلى قاعة السلطان .
وهو يقول ابنى ابنى .
يا حضرة السلطان  لم يفعل شىء 
فاهو ياتى معى لكى يساعدنى .
فانت ترى كم انا كبرت بالعمر . 
قال السلطان .
 لماذا لم تخبرنا بأن ابنك ياتى معك .
قال الجنينى . انه لا يحب أن يعرف أحد.
قال السلطان . للشاب  لماذا أذن   تعمل مع والدك .
قال الشاب لأننى أحب تلك المكتبة
وفى كل ليلة ادخل المكتبة لانظفها وارتب الكتب 
نظير قرائتى لها  .
وانا مستمتع بهذا
هذا هو سبب المجئى مع والدى .
قال السلطان من اللان قد عيناك بتلك المكتبة لتديرها. 
قال الشاب متشكر جداا يا حضرة السلطان  كن مطمئن انا اعتنى بها
خرج الجنينى وابنه من القاعة .
وإذ بالوصيفة  تصرخ وهى تنادى
أيها السلطان أيها السلطان .
لقد اختفت الاميرة
قام السلطان مسرعا وهو يقول كيف اختفت الاميرة .
قالت الوصيفة كانت معها وهى تقرأ  فى كتاب  وقالت لى سوف ادخل الى المكتبة لااتى بكتاب جديد .
وانا ورائها  فأخذت تنظر إلى الكتب  حتى استقرط على كتاب وجلست تقرأ  .
وفجأة نظرت إليها وهى تقول  انقذينى  انقذينى  انقذينى  .
وكانت يداها تمتد نجوى 
وعندما أسرعت إليها  اختفت .
...
دموع السلطان .
...
المشهد الثانى .
وعندما قام  السلطان مهرولا
على صوت وصفية الاميرة  وهى تصرخ و تنادى على السلطان 
لقد اختفت الاميرة يامولاى .
اخذ ينظر يامين ويسار فى كل المكتبة  وهو يقول  كيف يحدث هذا 
وكل شىء طبيعى  لا ذجاج مكسور ولا يوجد اى مخرج من المكتبة غير بأبها.
قالت الوصيفة كانت تجلس هنا على هذا الكرسى وكانت تمسك هذا الكتاب الذى مازال على المنضضة يامولاى .
اخد السلطان الكتاب ووجد اسم الكتاب المشعوز غريب الأطوار. 
وقال من أين هذا الكتاب  ومن احضره إلى المكتبة .
صاح السلطان قائلا  ياحراس
اتونى بالوزير فى الحال .
جاء الوزير وهو يقول  يا سلطان البلاد  انا من احضر الكتاب .
عندما علمت الاميرة بمصابى فى ابنتى .
قال السلطان . وماذا حدث لابنتك يا وزير.
قال الوزير
كانت ابنتى ذات يوم تتمشى بجوار منزلنا فى الخارج
وكان معها صقرها المفضل لديها
فاهى كانت من وقت لآخر  تخرج بصحبة  صقرها  ثم تعود .
لكن فى ذاك اليوم  حدث شىء غريب  .
كانت ثلاث فتيات  ممسكين بنمر   
داخل قفص  وكانت الفتيات 
يلتفون حول القفص   وهم يضحكون  .
فاخرجت ابنتى إلى تلك الفتيات وهى تسأل لماذا  تضحكون  وتلتفون حول النمر  الذى بالقبض
وفى ذاك الوقت كنت بالشرفه أتطلع عليهم .
تركو الفتيات النمر  واسرعو بالهرب  .
فنزلت مسرعا وانا انادى على الحرس .
وعندما خرجت لأرى ابنتى  لا أجدها ولا أجد النمر ولا اى شىء
لكن مكان القفص  رأيت  ثلاث دوائر  على شكل مثلث 
وضوء ينير من بين الثلاث دوائر
وضعت يدى  لا تفقد مصدر الضوء
كانت الحراس تلتف حولى وهى تقول لم نجد شىء يا حضرة الوزير .
فالتفت نحوهم ثم عدت بالنظر إلى الدوائر والضوء 
فاختفت الدوائر واختفى الضوء
فأخذت انبش فى التراب حتى أمسكت يدى كتاب أخرجته  لأرى ما فيه.
واخذت أقلب الصفحات 
فاكان كتاب عادى ولكن ما لفت نظرى هو اسم الكتاب
ومن ذلك اليوم لم أرى ابنتى حتى الآن.
قال السلطان
كل ما اسال عنه كيف وصل الكتاب إلى هنا    .
قال الوزير .
فى يوم من الأيام  كنت اجلس فى المكتبة  وكانت دموع لا تتوقف
وانا ابحث فى كل الكتب عن اى شىء يدلنى عن هذا الكتاب
ودون أن أشعر اخذت ابعثر الكتب فى كل الاتجاهات  وانا اقول لا شىء لا شىء لا شىء
دخلت الاميرة  عليا وظهر على وجهها الغضب  وهى تقول
لماذا لماذا تفعل ذلك بالمكتبة
حتى نظرت إلى وجهى فاعلمت انتى ابكى بشدة .
ثم اجلستنى وتقول ماورئك ولماذا تبكى  أخبرنا عن الأسباب.
جلست وانا اقول اصعب شىء ان تبحث عن لا وجود له .
قالت الاميرة .
وما هو الذى لا وجود له
وما الداعية للبكاء
وما الذى يحيرك إلى هذا الدرجه
قلت ابنتى .ابنتى .
قالت الاميرة
وما الذى حدث لابنتك .
قلت . اختفت وبحثت عنها فى كل مكان  لكن دون جدوه
قالت الاميرة إهداء  وحدثنى كيف اختفت وكيف تبحث عنها فى المكتبة .
ولماذا لم تخبر السلطان بهاذا  كى يساعدك  .
قلت اخبر السلطان  بماذا بأن ابنتى اختفت فى لحظات  وبان رئيت أشياء لا وجود لها
حتما سيتهمنى بالجنون  وربما ان ؤعزل عن منصبى وهذا لا يساعدنا فى إيجاد ابنتى .
قالت الاميرة  سوف أساعدك 
فاحكيت لها كل ما حدث 
وبالفعل أمرت الحراس بأن تبحث عن ابنتى فى كل البلاد
حت وضعت جائزة ذهبيه  لمن يجدها .
حتى تقدمت طفلة صغيرة
وقالت إن أوجدت ابنت الوزير
لى طلب .
قال السلطان وما هو طلب الطفلة
قال الوزير
طلبت الطفلة  طلب عجيب ولا يصدق
قال السلطان  وما هو .
قال الوزير  بأن  تصبح ملكة
واخذت تغنى  وهى ترسم دوائر على ورقة شجر .
...

دموع السلطان.
...
المشهد الثالث .
..
قال السلطان  يا وزير  هل تستطيع احضار تلك الطفله أمامى.
قال الوزير طبعا يامولاى  لسوف أتى 
بها لك فى الصباح .
وفى الصباح أتى الوزير ومعه الطفله
وكان السلطان  منتظر .
وقد احضر  اثنان من مستشارين السلطان .
الاول اسمه جاسر 
والثانى اسمه  ماكر .
وقد سأل السلطان أيتها الطفله
اتستطعين احضار الأميرة و ابنت الوزير
قالت الطفله وهى ترسم دوائر  على ورقة الشجر الذى بيديها .
نعم أستطيع احضارهم 
لكن لى شرط .
ان لبيت لي شرطى أيها السلطان .
قال السلطان وكيف تحضريهما 
قالت الطفله  . سوف ترى .
 ولكن لن يحدثهما احد .
قال السلطان لنري .
مشت الطفله ثلاث خطوات   من اليامين الى اليسار ثم عادت ومشيت نحو الشرق وعادت إلى الغرب . ثم عادت  إلى مكانها الذى بدأت منه المشى .
ونظرت إلى اعالى الجدران
ثم القت أوراق الشجر على الأرض
فظهرت ابنت الوزير  والاميرة وهى تبكى .
فاهم الوزير إلى أن اقطرب من ابنته
وكاد أن يلمسها  تم اختفت   .
فتعجب السلطان والحاضرين .
قالت الطفله الآن هل  سيتحقق شرطى أيها السلطان.
قال السلطان امهلينى بضعة أيام
حتى استشير فى امرك .
وأمر السلطان الطفله بالانصراف مع الوزير .
فأخرج الوزير مع الطفله وهو يقول لها انتى ضيفتى  حتى ياذن السلطان لكى بالحضور .
قالت الطفله لكن دون حراسه
قال الوزير طبعا طلباتك أوامر.
وعندما ذهب الوزير مع الطفله إلى منزله  أعطى أوامر للحراس بأن لا تغيب الطفله عن أنظارهم.
ثم عاد إلى السلطان  وهو يقول يا سلطان البلاد ماذا نفعل .
قال جاسر  يا سلطان البلاد يجب تنفيذ شرط الطفله .
قال ماكر  . لا انها ليست طفله ولا حتى انسيه انى لارها من الجن 
المتحولين على شكل بشر .
قال السلطان . أذنا ظنى كان صحيح 
فعندما ألقت أوراق الشجر  إلى الأرض لاحظت نارا للحظة .
وكانت التى ظهرت أمامنا ليست
الأميرة ولا
 ابنتت الوزير  بل كانت هى تلك الطفله .
قال الوزير لا كانت ابنتى .
قال ماكر . لا كانت قد انقسمت الى
ثلاث  صور  لكن فاتها العقد الذى ترتديه
هو هو نفس العقد فى الصور الثلاثه التى تجسدت فيهما .
قال السلطان معك حق ياماكر
انا لاسمك صفه  عليك .
قال جاسر لكن يا سلطان  البلاد
ان كانت من الجن فكيف نحقق لها شرطها
حتى تعود الأميرة  وابنت الوزير
قال السلطان لقد تعلمت من جدى
كيف أتعامل معهم
لكن أتونى بعراف الجبل  .
قال الوزير عارف الجبل .
قال السلطان نعم  انا احتاجه الآن
اذهب لاحضاره لى فى اسرع وقت
ولا تعود من دونه .
قال الوزير سمعا وطاعه  ساحضره  لك .
ذهب الوزير الى اقصى الجبل  وكانت رحلته شاقه حيث المشى بين الصخور ولا مجال لركوب حتى البغال .
ولكن تحمل الوزير المشى فوق الحصى من أجل ابنته
حتى نذفت قدميه بالدماء وجلس يربطها .
ثم اكمل السير
حتى وصل إلى كهف بأعلى الجبل
وأخذ ينادى
ياعراف الجبل اجب ياعراف الجبل اجب   .
واذا بالعراف من خلفه يقول وزير البلاد بنفسه حضر إليا
قال الوزير مندهش  نعم بنفسى
وقد ارسلنى سلطان البلاد  اليك
قال العراق وماذا يريد منى سلطان البلاد يا وزير. 
وكاد الوزير يتحدث
قال العراف  بشأن الطفله  التى أتت اليكم .
تعجب الوزير  صحيح بشأن الطفله يريدك السلطان .
قال العراف انها .   هانوف   .
الجنيه التى تسكن بيت الراحه
قال الوزير  هانوف . ومالها بابنتى والاميرة  .
قال العراف لعلها تريد شىء ما
قال الوزير تريد أن تكون ملكة 
ضحك العراف وهو يقول ملكة
عجيبة شؤن  الجن  .
لكن انا لن احضر إلى السلطان  وقل له أن أردت أن تحبسها خذ هذا العطر  وضعه على باب القصر  وسوف تحتجزونها .
اخذ الوزير الذوجاجه من العراف وعاد إلى السلطان وقص له ما حدث بينه وبين العراف  .
قال السلطان أحضرها     لى
وذهب الوزير إلى منزله وأحضر الطفله .
وقد وضع السلطان العطر بنفسه على باب القصر  قبل حضور الوزير بالطفله .
سأل السلطان اولا لماذا  تردين ان تصبحى ملكة
ثانيا  ما الذى تعرفنه عن الأميرة وابنت الوزير  .
ثالثا  وهو الاهم كيف تجرأتى
لخداع السلطان  .
شعرت هانوف بأنها انكشفت     وبالطبع حاولت الهروب لكن فشلت
ضحك السلطان  وقال لا تحاولى الهروب  لن اتركك حتى تحضرى لى ابنتى وابنت الوزير 
وقبل هذا تجبينى على الأسئلة
قالت هانوف  كنت امزح معكم 
انا لا اعرف شىء
قال الوزير لن تستطعى الفرار  لا  عندما تانى الأميرة وابنتى 
وللعلم الآن نستطيع  حبسك فى تلك الذجاجة  للأبد  .
اخذت هانوفر تبكى وكأنها  تموت
قال السلطان لا تحاول خداعنا
نحنو عرفناكى وكشفنا امرك 
عند إذا ظهرت هانوفر على شكلها الحقيقى  الذى يرعب النفوس
لكن السلطان و الوزير والوالحاضرين
ثابتين لا يهتزو ولا يخافون أبدا
عادت هانوفر على شكل الطفله
مره اخره
عندما علمت بأنها لا تستطيع
اخافتهم .
وقالت الحل ليس عندى
لكن نصف الحل
 هناك فى بابل  مغارة هاروت وماروت 
والنصف الثانى  مغارة السحرة
.
قال السلطان مغارة هاروت وماروت.
وقال ماكر مغارة السحرة التى بالمغرب العربى .
قالت هانوفر نعم هى .
قال جاسر  سلم يارب سلم
انها يا سلطان البلاد مغارة الكفر
قال السلطان .   
لقد طرحت عليك ثلاث أسئلة
اجيبى عليها  ثم أشرح لى ما علاقة مغارة هاروت وماروت  ومغارة السحرة .
والقصة باقية
الشاعر صبرى محمود النقيب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا