وهل تخون الصحة… مقالة للاديبة أمل محمد ياسر

وهل تخون الصحة صاحبها؟؟

في الحياة التي نعيش فيها تتعدد أساليب الخيانة وتختلف فيما بينها؛ فمنها التي ينفطر قلب صاحبه من خائنه فتندلع أحاسيسه ويتجمر قلبه ويشعر بالظلم والكذب والخديعة والغدر وتندمج مشاعره بالتوتر والألم وتتقلب أحاسيسه من حب الانتقام أو أرادة الانتحار أو الابتعاد والمكوث بعزلة وخلوة ربما.
والنوع الأخر أيضاً ربما تكون حدته أقل من الأول ولكن يعيش صاحبه بعده نوعاً من اللاثقة والشك بالجميع ومنه يتولد لديه شعور الحقد والبغض والثأر والسخط.
وأيضاً أنواع كثيرة من الخيانة؛ كخيانة الأهل والوالدين والجيران والأخوات والأخوان ...الخ
لكن الألم الكبير والحقيقي والذي لا يحتمل هو عندما تخون الصحة صاحبها؛ فيغدوا في تهلكة لا يستطيع العمل ولا النوم ولا الراحة حتى أنه لا يستطيع أن يقوم بأداء اعماله الشخصية من النهوض للمرحاض وتنظيف جسده فيصبح عالة على نفسه وعالة على الجميع ..
فالخيانة في هذه الحالة لا تقتصر بأن يتوجع ويتألم داخلياً وتنسكب دموعه على تفاهات ربما ،بل الخيانة هنا تكون كونه عالة على الأخرين ممن يعيلونه تاركين أعمالهم ملتفتين له شاحنين أنفسهم بأوهام الصبر..
هذه هي الخيانة الحقيقة عندما تشعر بالنقص فتتألم الروح وليس فقط الجسد فتتألم النفس وليس فقط القلب ،فيشعر بالنقص أمام الأخرين وقلة حيلته أمام نفسه..ويا إِلاهي ما أصعبه من شعور.
خيانة الصحة مؤلمة خيانتها لا تغتفر ولا تنسى ،خيانتها لاتزول إلا بأمر من الله ورحمة منه لعباده الذين ارهقهم المرض وما لهم باليد حيلة.
يارب ايقظ كل مريض على صحة ينسى بها أوجاعه، وألبسه ثوب الصحة والعافية.

أمل محمد ياسر
دمشق♡

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا