قنابل الثقوب السوداء… روايةللكاتب ابراهيم امين مؤمن

رواية قنابل الثقوب السوداء...
في هذه الرواية ما القضية الفلسطينية وقصتي حياة جاك وفهمان إلا فترة من الزمن عاشها العالم كله ، بعد انتهاء هذه الفترة مباشرة أراد أحد المؤرخين أن يدونها في كتاب تاريخ من تأريخه ليسميه فيما بعد باسم  "قنابل الثقوب السوداء ".
ولقد حاول المؤرخ معرفة من اخترع قنابل الثقوب السوداء على الحقيقة .
فهيا معا يا أخوتي لنرى كيف استطاع المؤرخ معرفة مبتكر هذه القنابل.
                  (النص )
جزء خاص..
مؤرخ يتكلّم عن الثقوب السوداء بعد زوال دولة الآلهة التي استمرّتْ خمسين عامًا .
يتساءل في كتابه المسمى باسم قنابل الثقوب السوداء .. أبواق إسرافيل .
هل هي حقيقة أم خيال ؟
مَن استطاع الوصول إليها على الحقيقة ؟
هل هو فهمان ؟
أم جاك ؟
أم كاجيتا وفريقه ؟
ثمّ أخذ في السرد والإسهاب من واقع ما تواتر من أخبار على ألسنة الناس على مدار ستين عامًا تقريبًا وبالتحديد منذ نزول ميتشو كاجيتا أرض الوادي الجديد .
كان القليل منهم ما زال على قيد الحياة ، أمّا من تُوفوا فقد وصل إلى أبنائهم ليسألهم عن شأنها .
ويدوّن أقوالهم ويحلّلها ويؤرخ القول .
*قال له أحدهم وقد عاصر حياة الثلاثة ...نزل الملعون ميتشو كاجيتا وفريق بحثه أرض الوادي الجديد ، وبعدها بعدّة أيام فقط ابتلعتْ الثقوب السوداء ثلاثَ أساطيل بحريّة أمريكيّة ، وقد أعلنت اليابان مسئوليتها عن ذلك .
*قال آخر ..هدأتْ الحربُ وانسحبتْ معظم القوّات الأجنبيّة من على أرض العروبة وهلّلوا وأقاموا الأفراح ، لكن للأسف هذا الهدوء هو الهدوء الذي يسبق العاصفة ، هكذا علمتنا الحياة .   
ويتابع كلامه ...
ألَا ترى كيف عاش العالم عشر سنوات !
عاشوا ملائكة وإن كانوا لائذين غوث الماكرين ، فكان هذا هو الهدوء الذي أعقبه عاصفة دولة الآلهة التي اتّحد فيها كلُّ أصحاب المال والنفوذ من كلّ أجناس الأرض على الفقراء والضعفاء ليسومونهم سوء العذاب ، فتحكّم في العالم كلّه شرذمة من الناس كانوا هم الآلهة والأغلبية الساحقة كانوا هم العبيد .
*وآخر قال له وكان أحد أبناء العاملين في مصادم FFC-2 ..
وصلتْ إشارة لأبي رحمه الله وقتها بأنّ وفد كاجيتا في طريقه ليعمل على المصادم ، وقد استغربنا وقتها إذ أنّ الوفد سيأتي من غير الملعون كاجيتا  ، وكان جاك المعظم في ذلك الوقت يعمل مع صديقه فهمان لينجز له مهمة العبور عبر بُعد الشيطان ، هذا ما أخبر به جاك لاحقًا في بيانه الذي ألقاه للعالم بعد عزمه على القيام بالرحلة حيث قال بالحرف في لقاء متلفز تمّ بثه للعالم كلّه "واعلموا أنّي أنا  أنا قد ساعدته في الهروب ، الهروب منكم لأجلكم " .
ثمّ جاءتنا إشارة أخرى بأنّ السيارة التي كانت تقلّ فريق البحث من أرض المطار وحتى الوادي الجديد قد تحطمتْ واحترقتْ ومات كلٌّ مَن فيها .
*وقال أحد الباحثين الفيزيائيين له ..
مما لا شك فيه أنّ كاجيتا الملعون استطاع صنْع قنابل الثقوب السوداء ، لكنّي أنا كباحث أقول أنّ فهمان كان أبرع منه ، فسأله المؤرخ كيف ؟
قال الباحث..قنبلة الثقوب السوداء ما هي إلّا مجموعة من الجرافيتونات اللانهائية مضغوطة ضغطًا رهيبًا ، وفي وسطها ذرات الرابيديوم التي تعمل على فتح الثقب عند تسليط أشعة الليزر عليها وبالتالي تجذب المادة التي حولها .
وفهمان المسكين قد عبر الثقب وعلم وقتها أين سيذهب ، ولا يستطيع أن يعبر الثقب إلّا إذا كان على دراية كاملة بخطوات صنْع القنابل .
وإلى الآن يا سيدي لا أحد يعلم كيف صنُعتْ ، والفيزيائيون ما زالوا يبحثون عن هذه الوحوش التي أرعبتْ العالم فلم يهتدوا إلى ذلك سبيلاً ، ففريق كاجيتا مات في حادث سيارة ، وفهمان عبر ولا أحد يعلم عنه شيئًا حتى الآن حيّ أم ميت ، وكذلك جاك المعظم الذي أنقذ العالم من الفناء لن يعود حتى لو كان حيّاً لكنّه مات يقينًا .
وتابع كلامه ..حاولوا مِرارًا وتِكرارًا أسر الجرافيتون ما استطاعوا ، كما أنّنا نفترض أنّنا لو صنعناها فلا نعرف كيف نعمل على تفعيلها .
*وآخر وكان من أحد أبناء يعقوب إسحاق ..
أبي عاش من أجل شعبه وقد حقق لهم ما لم يحققه أيّ رئيس وزراء قبله ، يكفي أنّنا كنّا مضطهدين طوال تاريخنا ، وفي عصره كلّ العالم عاش مضطهدًا إلّا شعب إسرائيل ، كبراؤنا آلهة وشعبنا أعزّة ، ونحن كشعب تبرّأنا منهم لادعائهم الألوهية ، كما تاب أبي وندم بعد ذلك بسبب غدره بأمريكا وحلفائها .
وأخبرني أبي أنّه متأكد أنّ فهمان الملعون وجاك الولايات المتحدة الأمريكيّة كانا يعلمان ممّا لا يضع مجالاً للريبة خطوات صنع قنابل الثقوب السوداء وأكثر من ذلك .
فقلتُ له أبتِ ألم تعلن أمريكا وقتها أنّها تمتلك قنابل الثقوب السوداء ؟
قال .هذا ليس دليلاً على أنّهم كانوا يمتلكونها وقتئذ ، إنّما الدليل هو وجود جاك وفهمان معًا داخل المصادم للعمل على عبور الأخير ، والعبور أصعب من صنْع قنابل الثقوب السوداء .
*وقال أحد الأحبار له ..
أيّها السيد ..ذهب يعقوب الملعون ، مخططه لا شأن لنا به ، ولا شأن لنا بقنابل الثقوب السوداء التي تسألني عنها ، هذه القنابل لو تمّ صنعها سوف تفسد العالم ، فما فسدتْ نفوس الكبراء والسادة إلّا لمّا ابتلاهم الله بالنفوذ والقوة ، وما وطأوا رقاب الضعفاء إلّا لمّا تنازع الفقراء فيما بينهم ..لمّا تنازعوا في بلدهم فسد حكّامهم وأصبحت دولة الألهة .
أيّها السيد ..لم تدعُ توراتنا لسفك الدماء ، نحن أسياد العالم لا ريب كما أخبرنا ربنا ، لكن هذه السيادة بالرحمة والسلام ، وما نقاتل إلّا من يقاتلنا ويغتصب أرضنا كشعب فلسطين المُستعمِر.لعنة الله على  يعقوب الذي جلب العار لدولة إسرائيل .
*قال أحد أعلام مذهب التنوير ..
اعملْ عقلك جيدًا أيّها المؤرخ ..العالم كلّه يسبّ اليهود وكلّ مَن أراد أن يتقرب إلى الإسلام لا يجد وسيلة أفضل من سبّ اليهود .. فماذا فعل غير اليهود بعد تدمير الثقب الأسود ، ألم ينضمّوا إلى كبراء اليهود ويعلنوا معًا دولة الآلهة .
والآن أُزيح الستار وتعرّت كلّ الوجوه بعد إزاحة النقاب وتبيّن أنّ كلّ أجناس الأرض لا يختلفون عن جنس اليهود في شيء ، ولا يختلف اليهود عن باقي أجناس الأرض في شيء .
فالإنسان هو الإنسان في كلّ عصر وزمان ، كبيره إله وصغيره يعدّ العدّة لعلّه يصبح يومًا إله .
مهديّ مثلاً أطعم شعبه وسقاه من دماء العالم إثر علمه بدور المصادم الفعّال في حسم الحرب ، وهو السبب الرئيس لتدمير الأساطيل الأربعة ، لا يقل عن كاجيتا في شيء ولا يقل عن يعقوب في شيء  ، سيدي المؤرخ يعقوب ومهديّ وكاجيتا خلطة واحدة .
والحمد لله أن خلص العالم من مهديّ عند زحف دولة الآلهة لاحتلال مصادم الوادي الجديد .
*وقد استشهد المؤرخ من أقوال مَن عاشوا في هذا العصر ومَن أقوال أبنائهم أنّه لم يصل أحد إلى سرّ صنع قنابل الثقوب السوداء إلّا ثلاثة بالإضافة إلى فريق بحث ميتشو كاجيتا ..
وأوّل من وصل إليها وطبقها عمليًا هو ميتشو كاجيتا وفريقه لكنّ الحقيقة أنّ فهمان علمها قبله ولكنّه فعّل صنعها من أجل العبور إلى الشيطان .
انتحر ميتشو كاجيتا في يوم الزلزال العظيم ، ومات فريقه في حادث تصادم سيارة والتي تفحّمت على الفور .
أمّا جاك فكانت رحلته بلا عودة ومن المؤكد أنّه مات ومات معه سرّ صنعها .
وفهمان العابر لا أحد يعلم عنه شيئًا أهو حي أم ميت ، حتى لو كان حيّاً فعمره الآن لن يقلّ عن تسعين عامًا ، أمّا جاك فميت باليقين لأنّ تعرضه لجاذبية الثقب الأسود تؤكّد أنّ عمره إن كان حيّاً تجاوز المئة وخمسة وعشرين عاماً ، تعرّض للجاذبيّة مرتين الأولى يوم زالزال الأرض العظيم والثانية عند العبور .
والسؤال الذي سأله المؤرخ لنفسه وللعالم هو : متى يهدأ العالم ويكفّ عن الحروب .
فأجاب..ما دامت القضية الفلسطينيّة لم تُحلّ سيظلّ العالم عُرضة لقيام حرب نوويّة .
                                وهذا الجزء اخر ما كتبته في الرواية.. ابراهيم امين مؤمن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا