الموجز في الادب الدنماركي… للاديب سليم محمد غضبان

الموجز في الأدب الدانماركي.             
بقلم: سليم محمد غضبان، فلسطين، Salim Mohammad Ghadban.                       
يعتمد هذا الموجز على ما ورد في سلسلة تاريخ الأدب الدانماركي،Dansk Litteratur Historie, إصدار دار النشر الدانماركية جولدندال Gyldendal
الباب الأول: البدايات ١١٠٠-١٦٠٠م.                   

الفصل٤: الإنسانيةُ و الحركة الإصلاحية

مع دخول الحركة الإصلاحية الدانمارك، دخلت معها من ألمانيا الأنشودة الدينية. و كانَ مارتن لوثر نفسه أحد المُؤلفين.  رغم أن البلادة Ballade لم تكن مُعدّة لكتب الأناشيد الدينية، إلا أن هذه قد اشتملت عليها. هذا، ومع مُرورالزّمن، أصبحت كُتب الأناشيد الدينية تضمُّ موادًا دُنيوية لها علاقة بمعيشة الناس.
أول كتاب أناشيد دينية دانماركي طُبعَ في مدينة مالمو عام ١٥٢٨، و عنوانه كتاب  مالمو للأناشيد الدينية. ثم توالى فيما بعد إصدار مثل هذه الكتب. و كثيرًا ما كانت الأناشيد تُترجمُ أكثر من مرّة.

نشأت مدرسة الكوميديا كخليطٍ من تقاليد الدراما في العصر الوسيط، و الإنسانية البروتستانتية التي أعطت أهميّةً أيضًا لتقاليد عصر الأنتيك. من مُؤسسي هذه المدرسة اللاهوتي الدانماركي بيتر ينسن هييلوند Peter. Jensen Hegelund   واللاهوتي الدانماركي هيرونموس جويتسن رانتش Hieronmus Justesen Ranch . كما تبين أن هناك عدة مسرحيات أُقيمت باللغة اللاتينية و اللغة الدانماركية من مخزون هييلوند في مدينة كولدنبورغ Koldingborg . و قد ازدهرت مدرسة الكوميديا في الجُزء الثالث من القرن السادس عشر.

في بداية الخمسينات من القرن السادس عشر برز شعر الإنسانيات، و كان من رُوّاده هانس سادولين Hans Sadolin و هانس فراندسن Hans Frandsen. المجموعة الشعرية الدانماركية الأولى الصادرة كانت بعنوان إليجيديا  لهانس سادولين.
شعر الرُّعاة دارحول حوارات بين رُعاة عن أشخاص و أشياء بأسماء يونانية. هذا الشعر سُداسي التفاعيل و يُعتبر من أعظم إنجازات عصر النّهضة، حيثُ تطوّر في الأدب اللاتيني الجديد، وانتشر في كامل أوروبا. أشهر شعراء الرعاة الرومان هو فيرجيل  Vergil  الذي أصبح مثالًا يُحتذى في عصر النّهضة. رائد شعر الرعاة في الدانمارك  كان إراسموس لاتوس Erasmus Laetus,  حيث أصدر مجموعةً طموحة من سبع قصائد من الشعر الرعوي.
أصدرلاتوس مجموعته الشعرية الرعوية بوكوليكا Bucolica التي أصبحت إحدى كلاسيكيات الشعر الدانماركي المكتوب باللاتينية. دارت أغلب الأشعار الرعوية حول المناسبات، و من ضمنها الأعراس. وعندما اندلعت حرب السبع سنوات بين الدانمارك و السويد، كان لهذه الحرب نصيبٌ كبيرٌ من الأشعار الرعوية الدانماركية. وتمّ تصوير الحرب ليس فقط على أنّها بين ملكيّ الدانمارك و السويد، بل بين إله الحرب مارس و إلاهة الحرب بيلونة، حيثُ سعى كل ّمنهما لإثارةِ شعبه و تحفيزه على القتال.

في القرن السادس عشر، ظهرَ عالمٌ دانماركيّ كبير هو تايكو براهي Tycho Brahe. كتب الشعر باللغة اللاتينية، إِلَّا أنّ شُهرته كعالم فلك طغت على شعريته، رغم أنه نجح في كونه من أفضل الشعراء الدانماركيين اللذين كتبوا باللاتينية. كما ظهر في نفس الفترة عالمان آخران هما أندرس سورنسن فيدل Anders Soerensen Vedel الذي اشتهر كلغوي و عالم إنسانيات و مُؤرّخ، و زميل الدراسة و السفر بيتر هييلوند Peder Hegelund، حيثُ درسا اللاهوت في جامعةكوبنهاجن. قام فيدل عام ١٥٧٥م بترجمة عمل ساكسو <تاريخ الدانمارك> الى الدانماركية ، و أعطى الكتاب عنوان <المقالة الدانماركية>.
يُعتبر كلاوس كريستوفرسن لوس شاندر Claus Christoffersen Lyschander )١٥٥٨-١٦١٤) وريث فيدل، حيثُ عيّنه الملك كمؤرّخ في العام الذي توفي فيه فيدل. كتبَ لوس شاندر الشعر كذلك، ودعا للنهضة و الى الكتابة باللغة الدانماركية. و هو أحد الكبار الذين كتبوا باللغة الأُمُّ ، معتبرًا ذلكَ واجبًا وطنيًّا. تنتمي مؤلفات شاندر الى نوع ( المقالات)، وتحوي التاريخ القديم و المُعاصر. كما كتبَ عددًا من مُؤلفاته باللاتينية.
كتبَ إراسموس لاتوس أشعارًا في التاريخ. و من أشهر مُؤلفاته مارجاريتيكا Margaretica وريس دانيكا Res Danica  . حصلَ على رُتبة شريف عام ١٥٦٩م . عديدون حاولوا كتابة تاريخ الدانمارك،من ضمنهم،  آريلد هويت فيلدت Arild Huitfeldt  (١٥٤٦-١٦٠٩).  كان من الأشراف، عضو المجلس الملكي، و هو أيضًا قنصل المملكة. صدر عمله في ٩ مجلدات باللغة الدانماركية. إنه أول عمل كبير باللغة الدانماركية عن تاريخ الدانمارك. و قد شمل العمل أقدم العصور و حتّى وفاة الملك كريستيان الثالث عام ١٥٥٩م . لكن يُؤخذ على المُؤلف إقحام السياسة في عملية التأريخ.

 في القرنين السادس عشر و السابع عشر، كان التعليمُ مُتاحًا فقط للنساء من الأشراف من بين جميع النساء.  و كانت مواد التعليم محدودة جدًا، تكادُ تقتصرُ على التعليم الديني و الحساب. كان ذلك خوفًا من أن تقوى شوكة النساء و الإتجاه للتساوي مع الرجال. على النّقيض من ذلك، كان الرّجالُ يواصلون تعليمهم الجامعي، و إذا ما تطلّب الأمر، يدرسون في الخارج.  و مع ذلك شهد القرن السابع عشر ظهور عدد من النساء المتعلمات فاق ١٤٠ . و إحداهنَّ هي الأُخت الصُّغرى للعالِم الدانماركي تيكو براهي. كانت هذه تُدعى صوفيا، و أصبحت عالمةً شاملةً في العديد من الميادين.

فرّقَ الباحثون بين الشعر الغنائي و الشعر الشّعبي من حيث المضمون و الأسلوب و الإدراك.  و يُلاحظ أنّ مُعظم الشعر الغنائي لم يرِد به اسم المُؤلف، كما كان المؤلف يتجنّب ذِكرَ اسم الحبيب أو المحبوبة في أغاني العشق، حِفاظًا على مُواصلة العلاقة بين الحبيبين. كما أنّ جُزءًا كبيرًا من الشعر الغنائي تمّت ترجمته عن الألمانية، مما يُؤكّد على الرّوابط الثقافية القديمة بين البلدين. مُعظم القصائد الغنائية أتت على لسان امرأة، ممّا يدلّ على دور النساء في تأليف الأغاني، و خصوصًا تلك المُتعلّقة بالحُبِّ.
… إلى الفصل القادم
تم في ٢٧-٤-٢٠١٩

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا