االمدرس.. كتبها الاديب عبد المجيد الجاسم

// المدرس//
عدنان مدرس لمادة اللغة العربية متمكن وقوي وملامح وجهه مترهلة ناعسة ....لكن ما يعيبه أن سيجارة التبغ اللف لا تفارق شفتيه ولا يتركها داخل الصف أو خارجه ومتى تركها سوف ينعس وينام وكم من مرة شوهد وهو نائم داخل الصف أو في الادارة بين الاستراحات.....سألته يوما بعد ان توطدت صداقه بيني وبينه بان التدخين ممنوع أمام الطلاب ....اجابني لقد أخذت بذلك موافقة التربيه.......قلت له: الم يعمل لك هذا النوم احراج أو مشكله أمام الطلاب أو أمام الناس .....قال: وهو يضحك لقد حصلت لي هذه القصه مرة سافرت إلى دمشق ونزلت في فندق بعد عناء السفر واشعلت سيجارة واستلقيت على ظهري بعد ان لبست كلابية للنوم ....
وما فقت إلا على أصوات توقظني وأناس يحركوني من فوق السرير فاستيقظت على عدة اطفاء يدويه ودخان يملئ الغرفة ونزلاء الفندق كلهم فوقي وادارة الفندق ....ويقولون لي الحمد لله على السلامه ....يبدو أن سيجارتي اشعلت الشرشف واللحاف والكلابيه وحرقت فخذي وأنا لم اشعر بشيء سوى أني كنت احك فخذي ........قلت له:
وهل هناك سبب لهذا النوم ...قال: القصة باختصار شديد وهو يبتسم .....
لقد كنت طالبا متفوقا في مدرسة مختلطة فتيات وفتيان ...شمال مدينة الحسكةوكانت احدى الفتيات في الصف الذي أنا فيه فائقة الجمال قوام رشيق ومتزن عينان خضراوان وشعر أشقر طويل ومسترسل ووجه مستدير بيضاء اللون ...أضف إلى ذلك الحيوية والنشاط ...ونتيجة المنافسة بين الطلاب كل يريد أن يجذبها إلى جانبه هذا بالحركة وذاك بالمزاح وآخر بالذكاء والشطارة وأنا منهم ....وفي يوم من الأيام دفع لي صديقي الذي اثق به سرا ظرف فيه رسالة يقول انها من البنت التي ذكرتها واخذت الرسالة لقد كانت شيقة وجميله تحمل كل معاني الحب والاعجاب وبقيت اراسلها عن طريق صديقي في الصف إلى النصف الثاني من الفصل الدراسي .....وطلبت ان التقي معها سيما واني طلبت منها ذلك بمراسلاتي فلم القي ردا .....فقررت الحديث معها مباشرة متى سنحت لي الفرصة ...وتم ذلك فاجابتني : عن ماذا تتحدث ...لا علم لي بشيء مما تتحدث به.... فعلمت ان صديقي واثنان معه تآمروا علي وهم الذين يكتبون على أساس إنها هي التي تبعث الرسائل
فصدمت صدمه قويه انهارت بها أعصابي ..فعالجني والدي لدى طبيب نفسي ونتيجة الادوية والمهدئات التي تناولتها اتلفت أعصابي فلم اعد أحس بشيء كما ترى
العبرة الاولى:  لمن يتعاطون الحبوب المخدرة بدون سبب //ماذا فعلت وتفعل//
العبرة الثانيه: // احذر عدوك مره وصديقك الف مرة //
انتهت : بقلم عبد المجيد الجاسم/ ابو حيدر/

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا