عقوق الوالدين… مقالة للاديب د.عز الدين ابو صفية

عقوق الوالدين :::

بلا شك بإن الرجل والمرأة يهدفان من وراء زواجهما الإستقرار النفسي والإجتماعي والحياتي وتكوين أسرة صالحة تكون لبنة أساسية في بناء مجتمع نقي من كل الشوائب وطاهر بسلوك أفراد ة المبنى على المحبة والتسامح والسلام والاحترام المتبادل من خلال ما توفره لهم مؤسسات الدولة من عمل ومصدر رزق ورعاية صحية وتعليمية للأبناء؛  ورغم ذلك فإن الدور الأهم في تربية الأبناء يقع على عاتق الأبوين فهما المسؤلان أولاً وأخيراً عن تربية الأبناء وتهذيبهم وتشريبهم القيم  الدينية والسلوكية والعادات والتقاليد التي تضمن لهم حياة كريمة وتعليم ورعاية صحية، ويظل الوالدان دائمي الحفاظ على الأبناء وتوفير كل احتياجاتهم المختلفة.
ولكن بعد مضى عقود يهرم الأبوين أو قد يُقتر عليهم الرزق وينهكهم التعب والمرض وأحياناً الفقر، وهنا يصبحون بحاجة ماسة للرعاية والاهتمام من قبل الأبناء، وهنا يجني الآباء ثمرة ما زرعوه في أبنائهم من الحب والعطف والحنان الذي ينعكس على سلوكهم تجاه الوالدين فيتولون رعايتهم والحفاظ عليهم وتوفير كل متطلباتهم الصحية والغذائية والمسكن و مواساتهم حتى  لا يشعرون بالفراغ وتتأثر حياتهم سلباً.
ولكن إن كان أسلوب تربية الآباء لأبنائهم تأثر بالمشاكل والخلافات والفقر والتوجيه السلبي نحو المجتمع وبعيداً عن تعاليم ديننا الحنيف الذي يحض على إحترام الوالدين وطاعتهم ، فهنا يكون سلوك الأبناء أو بعضهم تجاه المجتمع بشكل عام  واتجاه الوالدين بشكل خاص سلوكاً يملأه الحقد والكراهية والإنتقام حتى من ذاتهم ، فيُهمل الآباء ويصبحون في حالة مزرية من التحقير والإحتقار من قبل أبنائهم ، مخالفين بذلك كل القيم التربوية والإنسانية وحتى الدينية، وهنا يصبح الأبناء عاقين بالوالدين بعيدي كل البعد عن المحبة والوفاء وعن ما أكد عليه القرآن الكريم وسنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم ، بألا نقل لهما حتى كلمة أفٍ  وألا ننهرهما عند الكبر وأن نقول لهما قولاً كريما وأن ندعوا لهما بالمغفرة والرحمة وأن نرعاهما كما ربيانا صغاراً، وهذا هو الأساس في الوفاء للوالدين وعدم العقوق بهما لأن عقاب الله شديد لمن عاقهم؛ وثوابه عند الله كبيرا ً إن أحسن إليهما.

د. عز الدين حسين أبو صفية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا