الالم والدموع قصة للأديب عز الدين أبو صفية
قصة قصيرة
الألم والدموع :::
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عند ناصية الشارع المؤدي إلى مدخل الحي الذي تقطنه آمال، كان بيتها المكون من غرفتين يضجع، وكانت وأبنائها الخمسة يسكنون مع زوجها فقير الحال والذي بالكاد يستطيع توفير لقهة العيش لهم من خلال المساعدات الإنسانية التي يجود بها عليهم بعض مستوري الحال من الأصدقاء والجيران، في حين أن لا عمل لديه وأن وضعه الصحي لا يمكنه من ممارسة أيِّ نوعٍ من الأعمال.
كالعادة وككل صباح اعتادت آمال مغادرة منزلها متجهةً نحو شوارع الأحياء التي يقطنها الأغنياء في المدينة تبحث عن أشاءٍ تفيض عن حاجتهم ويلقونها عند حافة أبواب منازلهم، فتلملم منها ما تحتاجه وأبنائها وزوجها من مأكولات وملابس وأشياء أخرى، و ما أن أنتصف النهار في ذاك اليوم، إلا بها تسمع أصوات قصف عنيف تقوم به طائرات العدو الحربية ولم تستطع أن تمييز مكان القصف رغم أنا كانت تشعر بأنه غير بعيد عن منزلها، فبدأ يساورها ظنها بأن القصف قد يكون استهدف موقعاً للمقاومة قريب من مكان سكنها، فعلى الفور اتجهت نحو منزلها والخوف من المفاجأة يلفها ويهز أحاسيسها.
اقتربت آمال من مكان منزلها الذي لم يبق َ له وجود إثر إصابته بصاروخٍ أخطأ موقع المقاومة، أصابتها نوبة هستيرية وهي تصرخ وتبكي وتبحث في ما تبقى من المنزل فلم تجد أثراً لأحدٍ من أبنائها أو زوجها غير بغضاً من أشلائهم و دمائهم المتناثرة على أرض الشارع وعلى العديد من الجدران.
أُصيبت آمال بحالة فقدان الوعي وأُغميَّ عليها وحاولت بعض النسوة غسل وجهها بالماء فبدأت تعود لوعيها ولم تتوقف عيناها عن البكاء وهي تسمع بكاء طفلٍ غير بعيدٍ عنها فأخبرت من حولها بذلك فظنوا بأنها تسمع بكاء الطفل كحالة من الهذيان.
ازداد بكاء الطفل وارتفعت وتيرته فاندفع بعض الحضور من الرجال للبحث عن مصدر صوت البكاء، فكانت المفاجأة بوجود الطفل معلقاً على غصن أحدى الأشجار الموجودة عند ناصية الشارع نتيجة شدة الأنفجار الذي أصاب المنزل، أنزل أحد الرجال الطفل وحمله واتجه به نحو آمال ظانين بأنه قد يكون طفلها.
وما أن شاهدت آمال الطفل، صرخت بأعلى صوتها، ولدي.
احتضنت واعتصرته في حضنها وهي تمطره بالأسئلة التي لم يدرك معانيها وهو لم ينقطع عن البكاء. فتحتضنه وتقبله ودموعها تنهمر على وجنتيه وهي تقول له : يا صغيري لا تبكي .
أمر الله نافذ... يا صغيري لا تبكي
د. عز الدين حسين أبو صفية
الألم والدموع :::
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عند ناصية الشارع المؤدي إلى مدخل الحي الذي تقطنه آمال، كان بيتها المكون من غرفتين يضجع، وكانت وأبنائها الخمسة يسكنون مع زوجها فقير الحال والذي بالكاد يستطيع توفير لقهة العيش لهم من خلال المساعدات الإنسانية التي يجود بها عليهم بعض مستوري الحال من الأصدقاء والجيران، في حين أن لا عمل لديه وأن وضعه الصحي لا يمكنه من ممارسة أيِّ نوعٍ من الأعمال.
كالعادة وككل صباح اعتادت آمال مغادرة منزلها متجهةً نحو شوارع الأحياء التي يقطنها الأغنياء في المدينة تبحث عن أشاءٍ تفيض عن حاجتهم ويلقونها عند حافة أبواب منازلهم، فتلملم منها ما تحتاجه وأبنائها وزوجها من مأكولات وملابس وأشياء أخرى، و ما أن أنتصف النهار في ذاك اليوم، إلا بها تسمع أصوات قصف عنيف تقوم به طائرات العدو الحربية ولم تستطع أن تمييز مكان القصف رغم أنا كانت تشعر بأنه غير بعيد عن منزلها، فبدأ يساورها ظنها بأن القصف قد يكون استهدف موقعاً للمقاومة قريب من مكان سكنها، فعلى الفور اتجهت نحو منزلها والخوف من المفاجأة يلفها ويهز أحاسيسها.
اقتربت آمال من مكان منزلها الذي لم يبق َ له وجود إثر إصابته بصاروخٍ أخطأ موقع المقاومة، أصابتها نوبة هستيرية وهي تصرخ وتبكي وتبحث في ما تبقى من المنزل فلم تجد أثراً لأحدٍ من أبنائها أو زوجها غير بغضاً من أشلائهم و دمائهم المتناثرة على أرض الشارع وعلى العديد من الجدران.
أُصيبت آمال بحالة فقدان الوعي وأُغميَّ عليها وحاولت بعض النسوة غسل وجهها بالماء فبدأت تعود لوعيها ولم تتوقف عيناها عن البكاء وهي تسمع بكاء طفلٍ غير بعيدٍ عنها فأخبرت من حولها بذلك فظنوا بأنها تسمع بكاء الطفل كحالة من الهذيان.
ازداد بكاء الطفل وارتفعت وتيرته فاندفع بعض الحضور من الرجال للبحث عن مصدر صوت البكاء، فكانت المفاجأة بوجود الطفل معلقاً على غصن أحدى الأشجار الموجودة عند ناصية الشارع نتيجة شدة الأنفجار الذي أصاب المنزل، أنزل أحد الرجال الطفل وحمله واتجه به نحو آمال ظانين بأنه قد يكون طفلها.
وما أن شاهدت آمال الطفل، صرخت بأعلى صوتها، ولدي.
احتضنت واعتصرته في حضنها وهي تمطره بالأسئلة التي لم يدرك معانيها وهو لم ينقطع عن البكاء. فتحتضنه وتقبله ودموعها تنهمر على وجنتيه وهي تقول له : يا صغيري لا تبكي .
أمر الله نافذ... يا صغيري لا تبكي
د. عز الدين حسين أبو صفية
تعليقات
إرسال تعليق