الصولجان… قصة للكاتبه سياده العزومي

كتاب وتستمر الحياة

 أحب ما كتب قلمي

               الصولجان

             الحلقة الأولى

نام بجوار أحد الأسوار القديمة،

من الوهلة الأولى تظن أنها كومة

من الملابس المتسخة،

تلونت بلون أشد غمقا،

من لون التراب الملقى عليه،

لكن سرعان ما تسمع نشازاً

من صوت شخير،

توسد حقيبته البلاستيكية،

تعزف علي أوتارها

حركات رأسه طوال الليل،

دقت أبواب نومه لفحات الشمس

المحرقة وأيقظته،

أخذ يفتح أبواب أجفانه الموصدة

بالضغط عليها بشدة،

طاردا النعاس منها،

وراح ينبش في حقيبته العازفة

وأخرج من صندوق صفيح

مستطيل ورق البفرة،

وضع التبغ ولصقه بصمغ لسانه

قبل سيجارته،

وأشغل ثقاباً في زهو،

أخذ نفسا عميقا،

وراح ينفث في وجه الحياة البائسة،

حاله لا يختلف كثيرا عمن حوله

في الشقق والمحلات والشوارع

ممن قدر لهم في معمل الحياة

الواقعي في تفاعل تجربة الحياة

التي إحدى مكوناتها الإحساس

والحب من طرف واحد، ليكن نتاج

التجربة فشل الحياة …

          ولننفث جميعا في

          وجه الحياة البائسة.

امتد بياض المشيب هنا وهنا،

أستند على السور،

قام وأخذ حقيبته،

وضعها على ظهره،

تاركا فراشه وهو مطمئن،

فلن يطمع فيه أحد خوفا،

على يده من الأوساخ أو الاتساخ

حتى حيوانات الشوارع

والحشرات لن تقترب منه

بسبب رائحته..

راح يخطو بهيكله العظمي

الذي رسمه الزمان

كعلامة استفهام خارج المدينة،

تاركا أرض صراع العيش

؛ ليعيش…

لعله يجد من بقاياها قوت يومه،

لا يكلم أحدا

حتى من يلقي عليه السلام

مداعبا أو ليطمئن عليه،

خاصم الجميع كما خاصمته الحياة،

حتى يصل إلى السبيل الوحيد

في المدينة للبحث عن كسرة خبز،

استطاعت أن تهرب من تحت أنياب

مالكها،

أو مغتصبها،

والسبيل الوحيد أيضا لجامع الكرتون،

العلب، الزجاجات الفارغة

من الصبية والنساء والعجائز،

لم يكن الزائر الوحيد

بل هناك من جميع الفصائل

المرئية والغير مرئية

من الكائنات الأخرى،

الكل يبحث في جد وصمت وقلق

وترقب ،

يظهر في أن أحدهم يخطف بعين

فكره نظرة شاملة سريعة للمكان

من حين إلى آخر،

فمن المحتمل إعلان الحرب

في أي وقت عندما يجد أحدهم

شيئا ثمينا يستحق القتال عليه

ويكون ملء البطن دائما للأقوى،

الكلاب بجوار القطط،

والفئران بجوار الزواحف والطيور

والحشرات، لا خلاف، ولا عداوة،

وقت البحث عن كسرة العيش التي

استطاعت أن تفر من تحت أنياب

صاحبها، لم تعد الحيوانات أو

الطيور والحشرات تهابه، فمن

الممكن إعلان الحرب عليه من

جانب فأر، إن وجد إحدى قطع

اللحم، استطاعت بالتصاقها فى قاع

العلبة الهروب من صاحبها أو إعلان

الحرب عليه من قبل طائر يخطف

من بين وهن يده كسرة الخبز،

ويحلق في الفضاء بعيدا.. يحكي

خياله مرة .
ذات يوم اعتلى حيوان منصة

الواقع، وخطب قائلا :.......
 
مازلت أكتب لكم

دمتم بخير أحبتي

سياده العزومي

سقراطة الشرق

عضو اتحاد الكتاب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا