وردة وطفل وامرأة...رسمي خير

 وردة  وطفل وامرأة 

==============

المشهد  الأول 

لوحة بعمر هذا الكون في اطارها وردة وأمرأة وطفل في خلفيتها قرية على تلة .مقاتل بكامل هيئته العسكرية .سماء ملبدة بالغيوم رياح عاتية أغصان مائلة أوراقها تتساقط لا حرية لها في اختيار المكان  

كل هذه الأركان ليس هناك قطرات ماء نازفة ..وفوهة البندقية تخرج صوت رصاص بديلا  لصوت الرعد والبرق ..دون جدوى كأن الأرض والسماء تعانقا وشكلا صحراء قاحلة ضباب وكثبان ثائرة ....والمرأة تمسك بطفلها خوفا من سقوطه من تلك التلة التي ترتفع تارة وتهوي تارة وبيدها الأخرى تمسك بغصن بتلك الوردة المائلة كان لون وردها ناصع البياض اختلط بدمها وأشتدد احمرار ...لا تملك من مقويات الحياة الا الكلام ولمن يقال لثائر أصابه الأنجماد أم لطفل ولد ولا يعلم هل هو على الأرض 

أم في السماء ..بالقرب منها بركة من المياه وجدت امرأة مثيلا لها فتلك الرياح غيرت ملامحها وأصبحت عجوزا من هول المكان ...وتساوت  مع من هم تحت الثرى ...حدثتها بصوت كأمواج بحر ثائرة وتارة كبندقية صامتة كيف لي أن أفسر ما قالت واللوحة أمامي خيوطها متشابكة ساكنة .أشارت لي بيدها 

=============

المشهد الثالث 

 ليظهر لنا مشهد آآآآخر لذلك الطفل الذي لم يتجاوز  اعوامه العشرة يرتدي ملابس مهترية وينتعل بصتار عسكري وجدة على جانب الطريق بدون حزام حيث شاهده على عنق ذلك الجندي المنتحر خوفا من المواجهة  وبيده قصاصة ورقية مكتوب عليها أنا الذي أصابني الموت وما كنت حيا ....تركوني أواجه لوحدي جبشا عتيا ....حتى عند الموت  يا هذاكاذبا  ....أعاد الحزام الى مكانه وشد وثاقه واخذالبندقية وأعتلى قمة التله حتى اختفى بين الغمام الملامس وقبل المغيب انقشع الجو... سماء صافية وأمواج بحر هادئة...

===============

المشهد الرابع .

 المكان نفسه وما تغير الا الطفل كأن السنين مرت في لحظة  وأصبح رجلا ولكن بدون بندقية وهندامه ماركات عالمية شيد لنفسه قصرا وكتب على مدخله المزركش برخام ايطالي (منزل أبي الشهيد أبو الزلم ) 

   سمع بالجوار صراخا لامرأة تجاوزت التسعين وهي تتحدث وتنفي مزاعم ذلك البرجوازي وتمتلك أركان تلك الواقعة فهي تحتفظ بما كان الطفل يملكه حين أختفى وعاد ...ألقت بحجر كان بيدها الى تلك  البركة لتمحو ما كان من مشهد حديث وعادت اليها تلك الصورة وهي تتحدث مع نفسها والقت بطفلها جانبا وقالت له لا أريد أن تكون أنت العنوان لحظات ثم عادت وأخذت بيده وسارت بين الأشواك لترسم طريقا مغايرا لما كان ...وها هي اليوم قريبة من باب دخله عظماء وخرجوا منه أغبياء الا ذلك الثور الهائج وأسودا تقارعه والمسرح مليئا بأقوام لا يجيدون الا التصفيق لمن ؟؟؟ لا أدري ........

==============

بقلمي الاديب رسمي خير

(حقوق النشر محفوظة )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا