ضيف عجول...سميرة احمد
☆ ضيف عجول ☆
في سكون الليل الرهيب ، يغرق الصمت المدوي في الأرجاء ، في ظلام يخيم على المحيط ، فتنتفض الروح وتشرئب للتأمل والإستمتاع بمشاهدة ضياء القمر و النجوم اللامعة السابحة في الفضاء ، والنجم القطبي المتربع في العلياء حين ينافس القمر في الظهور وكأنه يقول أنا هاهنا ، وصار لى أصدقاء يتابعونني بإهتمام ، ويعرفون إتجاهي فأنا بوصلة التائهين في الليال الحالكة ، وجار القمر وسمير الساهرين وقت السحر ،
ويطول بي التأمل حتى تنتابني نوبات من الضحك على ما أوصلنا اليه الحال ، ظلام سحيق من حولنا يكتنف أرجاء المدينة وفي كل اتجاه ، يكاد يطفئ بهجة البصر ، لو لا اللوحة الإبداعية المذهلة المضيئة التي ترسمها السماء بعد كل غسق ، وإلى حد الغبش تشعرنا بالهدوء والطمأنينة وكثير من الراحة والآمان مع أصوات تراتيل الفجر الصادق ، لتظهر لوحة فنية ربانية أخرى انها الشمس حين تشرق تنشر الضوء في الأنحاء ليدب في أرواحنا الأمل والنشاط لممارسة الحياة بتلقائية وبساطة وجدية ، فلولا فسحة الأنوار الإلهية لفقدنا من هذه الحياة الأمل ، فالظلام صار جزء من حياتنا ، و ضوء المصباح الكهربائي ضيف عجول خفيف الظل ولطيف ، يزورنا سويعات محددة ثم يرحل ليحيل البيوت إلى ما أشبه بالكهوف لنبحر ونغرق في الظلام ، إلا من أنوار السماء حين تمد أنوارها بسخاء وتواضع بلا مَنِ. أو أذى ، إنها الأنوار الإلهية والعطاء الرباني اللامتناهِ يجود وبلا مقابل و لا فواتير جباية كهرباء ، إو من مولدات الطاقة التي لوثت الأسماع بضجيجها و الهواء بالأدخنة المتصاعدة نتيجة إحتراق الوقود ،
وما أن تٌضاء مصابيح البيوت والشوارع ويبتهج الأهالي بعودة التيار الكهربائي حتى تعود بعد سويعات قليلة للإنطفاء من جديد ولا غرابة في ذلك ، فغيابه هو الأمر الطبيعي ووجوده هو الأمر الغريب ، فحالما يعود ترانا نركض مسرعين لإنهاء أعمالنا المرتبطة بوجود هذا الضيف خفيف الحضور ، فلا راحة
في وجوده أو غيابه ،
إنها واحدة من مخلفات الحرب اللعينة ، وللحرب مخلفات أخرى لا تحصى ولا تعد !!
بقلمي /سميرة أحمد
تعليقات
إرسال تعليق