وميض.....بقلم سلام جعفر

وميضٌ تحت رماد الذاكرة
:::

دونَ اللجوءِ إلى عينيكِ لا أجدُ
دمعاً..ليذرفـَهُ شوقٌ لمنْ بَعُدوا

مؤجّلٌ كلُّ ما في العمرِ من سفرٍ
حتى يحطَّ رحالَ الشوقِ..من وعدوا

كغيمةٍ بلّلتْ أصقاعَ قافيةٍ
تَأَوَّدَتْ..واستعادتْ بعضَ ما وأدوا

مضرّجٌ بالنوى وجهُ الهوى..تَرِباً
كأنّهُ في بساطِ الرملِ يلتحدُ

فكنْ رحيماً..ولو بالقولِ..منْ وجعٍ
يستحضرُ الأمسَ..لمْ يأبهْ لهُ أحدُ

توحّدتْ فيهِ والأوهامَ أمنيةٌ
تستصرخُ الصبرَ ممَّنْ فيهِ يُفتقدُ

كجمرةٍ في الهوى تقتاتُ نفختَها
وكمْ سواها بنفخِ الريحِ يتّقدُ

واخضوضرتْ..رغمَ فصلِ القحطِ..سنبلةٌ
من حبةٍ أنبتتْ صبراً لمنْ حصدوا

أمَا لقلبٍ ذوتْ آمالُهُ نكداً
أنْ يُستجابَ لهُ إنْ هدّهُ النكدُ

تبعثرتْ في النوى أدراجُ ذاكرتي
والقبرُ أدرى بمنْ للموتِ قد وُلدوا

وقدْ رأيتُ سوادَ الناسِ جاثمةً
أكبادُها..العمرَ..لا مالٌ ولا ولدُ

مقسّمٌ وجعي..حولي... ومهجتُها
كأنّها من بروقِ الحزنِ ترتعدُ

سواجمُ الدمعِ ما أبقتْ بقيتَها
إلا كوشلٍ..تولّى كفَّهُ الأمدُ

ما قارفتْ من ظنونِ القلبِ مسكنةٌ
مذْ أيقنَ القلبُ أنَّ الأمسَ يُعتمدُ

كلُّ القلوبِ لها من نبضِها أَوَدٌ
إلا فؤادٌ له منْ نزفِهِ الأوَدُ

ما الأمسُ إلا كما التاريخُ ينبئُنا
أنَّ الَّذي قدْ مضى لا يرتجيهِ غدُ

قولوا لقلبٍ قضى نحْباً وموجدةً:
"لنْ يغفرَ الذنبَ إلَّا الواحدُ الصمدُ"
***
سلام جعفر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا