المشاعر الالكترونية.. للكاتب بركات الساير العنزي

بركات الساير العنزي
من كتابي خواطري
ط..دار الاهرام..القاهرة
المشاعر الالكترونية
...المشاعر الألكتروتينة بين الحقيقة والخيال.هناك مشاعر صادقة من أشخاص صادقين. لأن الصدق من صفاتهم الأصيلة .تعرفهم شكلا وحقيقة ،لا وهما ولا خيالا...تجد فيهم معنى     
الصداقة السامية..وبعضهم تعرفه وهما لا شكلا تستمر
الصداقة زمنا ثم تختفي .فالمشاعر                  أيضا تكون وهما وخيالا... لا تعرف عنه أي شيء يستمر معك ثم يختفي .
كل يوم تكتشف جديدا .هناك الديوانية الالكترونية ومايسمى بالكروبات تسهر مع أصدقائك وتتسامر معهم وهم في بلدان مختلفة وقارات متعددة .وهذه المجالس الالكترونية مختلفة الأجناس الكبير والصغير .العامل والمهندس والطبيب والمريض .المرأة والرجل .
ومن مختلف الجنسيات .ومن مختلف الأعمار، وتتطور الأمور لتصبح المشاعر الكترونية تتصل بأبيك أو أمك أو أخيك، وتبث أشواقك من مكانك وحيث تكون ، فلا حاجة للقاء.. ولا قبلات ولا أحضان . إننا مقبلون على تحولات كبيرة في حياتنا ،..سوف تصبح مشاعرنا الكترونية .وحاجاتنا أون لاين .وحبنا أون لاين وزواجنا أون لاين، لاتستغربوا ذلك ،تحب بضغطة الكترونية وتحجب بضغطة بلوك . ستستغني عن أصدقاء عمر بضغطة بلوك وهكذا تتحول مشاعرنا كلها إلى مشاعر الكترونية. المشكلة كيف سنواجه حياتنا القادمة .؟                           وكيف نتصرف أمام قيمنا وتراثنا ؟
والعجب أن أغلب المشاعر الالكترونية تقوم على الكذب والخداع ،يخدعك صديق                         على أنه امرأة وبعد فترة تكتشف أنه رجل.وآخر يطلب الزواج ويوهم فتاة بحبه.وهو لا يريد إلا التسلية.وآخرى تقوم بالنصب والحيل من أجل الابتزاز.أي عالم هذا ؟ تبا لمشاعر تزول بضغطة الكترونية .وتتجدد بضغطة الكترونية .سنفقد إنسانيتنا وقلوبنا،                      مع أحباب كانوا أنفاسنا بل هم أرواحنا.كانوا جزءا من أعمارنا . غادرونا برسالة ألكترونية واستقبلناهم برسالة الكترونية .شاهدناهم في الفيديو وكفى... وتبقى الرسائل الألكترونية صلة الوصل بين قلوب في الشرق والغرب .غادرت وهاجرت أوطانها تبحث عن حياة أفضل .                                ومستقبل أجمل .حيث لم تجد في أوطانها غير الخراب والفساد والظلم والبغي.تركت أوطانا تعم في الظلام والاستبداد والقهر ومتنفسها مع أحبابها هذه الديوانية الألكترونية .والمشاهدة التلفزيونية وتسجيل الحب والعتاب في الفيس والوتساب .وحتى هذه المتنفسات تفكر بعض الحكومات بإغلاقها وفرض الضرائب عليها .فيكون السلام بفلوس والمشاهدة بالذهب                          لم يكفها ما أخذت تريد أن تأخذ الثمن على أنفاسنا بحجة أننا سحبنا الأكسجين.                                     وتأخذ ثمن الكلمات التي نكتبها والله أعلم .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي