من وحي الملاحظة… قصة للكاتبة سامية العنود
من وحي الملاحظة ...
بدأت القصة حينما تخلى أحدهم - لسبب ما ربما عدم القدرة على إطعامها بينما لا يرجى منها اي فائدة- عن مجموعة من العصافير الجميلة مرتفعة الثمن و التي يتم اقتناءها لزينة البيوت في اقفاص جميلة انيقة ...
من هنا بدأت القصة ....
كان القفص مزدحما بالسكان .. و كان لا بد من يد خفية تتدخل من أجل أن تحدث تغييرا لكي تحدث توازنا بكثافة القفص السكانية لتناسب الظرف...
فثمة مشكلة تحيط بهذه العصافير .. بل أنهما مشكلتين :الاولى كانت القبض على الحرية العريقة التي تتميز بها حياة الطيور دونا عن سائر المخلوقات و دسها بقسوة إلى داخل قفص حديدي الصنع؛.عنيف الردع ..إجباري الإقامة في مواجهة السماء..هذه السماء التي يعتبر وجهها محفز الشعور الطبيعي و الرئيسي بقيمة الحرية و لكي على مواجهة مستمرة بالشعور بالكرامة المهانة ...
هذا عدى ان كثافة الأرواح المرهقة المنهكة الحساسة حتى غدت العصافير في اشرس حالتها.. و أعلى معدلات لها من حيث القسوة و الشراسة و تقارب حدود الحروب الداخلية للإطاحة بالإعداد الزائدة... للسيطرة على فسحة العيش الضيقة و العمل على توسيعها ..بل و توقيعها و كأنها ملك شخص..
و لهذا كان لا بد من حل ....
و كان اول الحلول هو ترحيل عدد كبير من هذه الطيور إلى جهة غير معلومة .. ..و هذا هو الترحيل القسري الثاني لهذه العصافير الصغيرة....
فأصبح للقفص ذات صباح هيئة جديدة غاب عنها التزاحم فيما بدت أصوات العصافير خافتة خفيفة و كأن خطبا ما ألم بحناجرها...
اين ذهب زملاء معتقل الحرية .. لست أدري .. تساؤل قتل الإبتهاج بسكنى اكثر راحة بالنسبة للعصافير الصغيرة الباقية بالقفص ... لا سيما أن الكرامة مصلوبة على قضبان القفص ... و قوة العدد تبدد الرهبة إلى حد ما .. و تشد ازر الضعفاء.
تعرضت العصافير أثناء وجودها بالمعتقل لكثير من الأزمات .. لا سيما بالاجواء الشتوية الماطرة .. فطبيعة الطيور تنشط بالاجواء الجوية المعتدلة لكنها تعاني زفرات الموت عند البرودة الشديدة او شديدة الحر ... .. و كانت تواجه هذه المسألة بالتفافها حول بعضها بشكل ملفت جدا
فإن حاجتها إلى الدفء يدعوها إلى التقارب الجسدي لتستفيد من الحرارة المتدفقة من العروق في تدفئة جماعية تقيها خطر الموت .. ..فتبدو حانية على بعضها حتى تكاد تتكلم و نكاد نعي ما تقول و نفهمه و ندركه ..
ف إذا ما ارتفعت درجة الحرارة قليلا حتى تأخذ بالتراجع إلى الوراء ... و كأن الشدائد تسد فراغ الحفر.. .
يبدو ان ثمة نزاعات فيما بينها تأخذ مكانها بشدة .. ..بل و قد يتكالب بعضها ضد بعض في تآلفات و انحيازات بل و ثمة معارك شرسة تقع فعلا فوق مصطبة القفص .. .. تودي مباشرة بأكثر من ضحية ...
ثم تتوالى الوفيات المتأثرة بجراح الحرب حتى أتت على جميع سكان القفص إلا عصفورا واحدا جميلا غدى وحيدا بدون أسرة لا صغيرة و لا كبيرة ..... يجول بالقفص و يمني نفسه بالطيران او ربما يقنعها بأن هذا هو الأفضل...
هنا فكر مالك القفص و العصافير بأمر هذا الطائر الوحيد .. فلماذا يحتفظ به و هو لن يستطيع العيش بمفرده في قلب هذا المعتقل ... .. إنه يفكر في ذبحه .. انها فرصة ثمينة للتعرف على مدى لذاذة لحم هذا العصفور ..
إنه الذبح إذن....
و لكن العصفور الصغير يفكر بالسماء الزرقاء التي يراها من بين قضبان القفص.. كيف يمكنه أن يسبح فيها كيفما يشاء!
كاان العصفور الصغير قد اقترب جدا من باب محبسه ..يفكر بطريقة الخلاص و بطبيعة الحال هو يدرك بحسه ان حريته الحقيقية في الاثير الرحب الذي يقع ما بين الارض و السماء .. ..و هو يدرك خطورة الموقف الذي سوف يواجهه اذا ظل رهين المحبسين( الوحدة و الاسر)
كانت يد مالك القفص و العصفور على النقطة ذاتها باب التي يقف عندها العصفور استعدادا للانطلاق نحو الحرية .. مدت يد للقبض على الاسير الصغير..لكن هذا الأخير كان أسرع من يد مالكه ...فهوى بالسماء باحثا عن حياة أخرى ...
لكن ثمة أمر خطير حدث أثناء هروب العصفور .. لقد تم انتزاع ذيله في محاولة الإمساك به من قبل صاحب القفص .. فنجا العصفور من الذبح و لكن دون ذيل .. مما قد يؤدي بهروبه إلى فشل حقيقي .. فإذا كان الهروب من القفص غنيمة .. فإن الموت تحت مخالب مفترس من نوع آخر هو الخسارة العظمى .. ..
إلا أن الحرية امر يستحق المغامرة حتى بقي وحيدا.. و لكن النتيجة كان من المحتمل أن تظهر بأوفى صورها و أكثرها جمالا و انتماءا لو لم يكون الناجي الوحيد عصفور منتوف الذيل وحيدا في دنيا صقور ..
طابور من العصافير الصغيرة قضى ما بين رحيل و موت لينجو عصفور وحيد صغير معرض للإنقراض..
بدأت القصة حينما تخلى أحدهم - لسبب ما ربما عدم القدرة على إطعامها بينما لا يرجى منها اي فائدة- عن مجموعة من العصافير الجميلة مرتفعة الثمن و التي يتم اقتناءها لزينة البيوت في اقفاص جميلة انيقة ...
من هنا بدأت القصة ....
كان القفص مزدحما بالسكان .. و كان لا بد من يد خفية تتدخل من أجل أن تحدث تغييرا لكي تحدث توازنا بكثافة القفص السكانية لتناسب الظرف...
فثمة مشكلة تحيط بهذه العصافير .. بل أنهما مشكلتين :الاولى كانت القبض على الحرية العريقة التي تتميز بها حياة الطيور دونا عن سائر المخلوقات و دسها بقسوة إلى داخل قفص حديدي الصنع؛.عنيف الردع ..إجباري الإقامة في مواجهة السماء..هذه السماء التي يعتبر وجهها محفز الشعور الطبيعي و الرئيسي بقيمة الحرية و لكي على مواجهة مستمرة بالشعور بالكرامة المهانة ...
هذا عدى ان كثافة الأرواح المرهقة المنهكة الحساسة حتى غدت العصافير في اشرس حالتها.. و أعلى معدلات لها من حيث القسوة و الشراسة و تقارب حدود الحروب الداخلية للإطاحة بالإعداد الزائدة... للسيطرة على فسحة العيش الضيقة و العمل على توسيعها ..بل و توقيعها و كأنها ملك شخص..
و لهذا كان لا بد من حل ....
و كان اول الحلول هو ترحيل عدد كبير من هذه الطيور إلى جهة غير معلومة .. ..و هذا هو الترحيل القسري الثاني لهذه العصافير الصغيرة....
فأصبح للقفص ذات صباح هيئة جديدة غاب عنها التزاحم فيما بدت أصوات العصافير خافتة خفيفة و كأن خطبا ما ألم بحناجرها...
اين ذهب زملاء معتقل الحرية .. لست أدري .. تساؤل قتل الإبتهاج بسكنى اكثر راحة بالنسبة للعصافير الصغيرة الباقية بالقفص ... لا سيما أن الكرامة مصلوبة على قضبان القفص ... و قوة العدد تبدد الرهبة إلى حد ما .. و تشد ازر الضعفاء.
تعرضت العصافير أثناء وجودها بالمعتقل لكثير من الأزمات .. لا سيما بالاجواء الشتوية الماطرة .. فطبيعة الطيور تنشط بالاجواء الجوية المعتدلة لكنها تعاني زفرات الموت عند البرودة الشديدة او شديدة الحر ... .. و كانت تواجه هذه المسألة بالتفافها حول بعضها بشكل ملفت جدا
فإن حاجتها إلى الدفء يدعوها إلى التقارب الجسدي لتستفيد من الحرارة المتدفقة من العروق في تدفئة جماعية تقيها خطر الموت .. ..فتبدو حانية على بعضها حتى تكاد تتكلم و نكاد نعي ما تقول و نفهمه و ندركه ..
ف إذا ما ارتفعت درجة الحرارة قليلا حتى تأخذ بالتراجع إلى الوراء ... و كأن الشدائد تسد فراغ الحفر.. .
يبدو ان ثمة نزاعات فيما بينها تأخذ مكانها بشدة .. ..بل و قد يتكالب بعضها ضد بعض في تآلفات و انحيازات بل و ثمة معارك شرسة تقع فعلا فوق مصطبة القفص .. .. تودي مباشرة بأكثر من ضحية ...
ثم تتوالى الوفيات المتأثرة بجراح الحرب حتى أتت على جميع سكان القفص إلا عصفورا واحدا جميلا غدى وحيدا بدون أسرة لا صغيرة و لا كبيرة ..... يجول بالقفص و يمني نفسه بالطيران او ربما يقنعها بأن هذا هو الأفضل...
هنا فكر مالك القفص و العصافير بأمر هذا الطائر الوحيد .. فلماذا يحتفظ به و هو لن يستطيع العيش بمفرده في قلب هذا المعتقل ... .. إنه يفكر في ذبحه .. انها فرصة ثمينة للتعرف على مدى لذاذة لحم هذا العصفور ..
إنه الذبح إذن....
و لكن العصفور الصغير يفكر بالسماء الزرقاء التي يراها من بين قضبان القفص.. كيف يمكنه أن يسبح فيها كيفما يشاء!
كاان العصفور الصغير قد اقترب جدا من باب محبسه ..يفكر بطريقة الخلاص و بطبيعة الحال هو يدرك بحسه ان حريته الحقيقية في الاثير الرحب الذي يقع ما بين الارض و السماء .. ..و هو يدرك خطورة الموقف الذي سوف يواجهه اذا ظل رهين المحبسين( الوحدة و الاسر)
كانت يد مالك القفص و العصفور على النقطة ذاتها باب التي يقف عندها العصفور استعدادا للانطلاق نحو الحرية .. مدت يد للقبض على الاسير الصغير..لكن هذا الأخير كان أسرع من يد مالكه ...فهوى بالسماء باحثا عن حياة أخرى ...
لكن ثمة أمر خطير حدث أثناء هروب العصفور .. لقد تم انتزاع ذيله في محاولة الإمساك به من قبل صاحب القفص .. فنجا العصفور من الذبح و لكن دون ذيل .. مما قد يؤدي بهروبه إلى فشل حقيقي .. فإذا كان الهروب من القفص غنيمة .. فإن الموت تحت مخالب مفترس من نوع آخر هو الخسارة العظمى .. ..
إلا أن الحرية امر يستحق المغامرة حتى بقي وحيدا.. و لكن النتيجة كان من المحتمل أن تظهر بأوفى صورها و أكثرها جمالا و انتماءا لو لم يكون الناجي الوحيد عصفور منتوف الذيل وحيدا في دنيا صقور ..
طابور من العصافير الصغيرة قضى ما بين رحيل و موت لينجو عصفور وحيد صغير معرض للإنقراض..
تعليقات
إرسال تعليق