دراسة التزامن والباراسايكو لوجي والعلاقة بينهما للاديب ماجد كاظم علي

مفهوم التزامن والباراسايكولوجي

ماجد كاظم علي

يعرف الباراسايكولوجي بأنه/

دراسة التفاعلات بين الاحياء وبيئتها—ذلك التفاعل غير المنقول بالوسائط الحسية والحركية المعروفة لدينا

الباراسايكولوجي يتكون من كلمتين(بارا وتعني قريب (وسايكولوجي) ومعناها علم النفس اذن يكون معنى الباراسايكولوجي(القريب من علم النفس)

اما التزامنية فتعرف/

(تواقت حالة نفسية مع ماحدث او عدة احداث خارجية وتظهر كعناصر متوازية وذات معنى نسبة الى الحالة الذاتية الانية احتماليا والعكس صحيح)(1)

وهذا المفهوم احد المفاهيم التي تناولها العالم النفسي يونغ وقد عرفها يونغ من/

(خلال تجاربه المتعددة وخاصة التجارب السريرية التزامنية وفق مستويين مختلفين)(2)

وهذين المستويين يمكن ان نشرحهما كما يلي/

1/يقضي الاول بالكشف عن ظواهر تزامنية واجهها في معظم تجاربه الخاصة وتستند الى الوضوح ذي الدلالة—اي الظواهر التي تنطوي على معنى مميز لاشخاص يعيشونها—اي حالة نفسية داخلية يصحبها حدث يقع خارج مجال الادراك الحسي الممكن اعتياديا للانسان—يمكن ان نستشهد بحريق ستوكهولم الذي رأه سوينر نبرغ في حلمه والذي ذكره ايمانويل في كتابه(احلام صاحب رؤى)

2/الثاني يتعلق بتوافق حالة نفسية مع حالة مستقبلية لم تقع بعد بعيدا عن نطاق الزمن ولايمكن التحقق منها الا بعد وقوعها ولايمكن ان نعثر في اي من هذه الحالات على تفسير او مجرد علاقة سببية بالمعنى الفيزياوي للكلمة ومن هنا تنبع ضرورة اللجوء الى اطار تصوري جديد يتجاوز مفهوم السببية ويفترض نتيجة لذلك وضعا للنفس يقع ماوراء او دون المكان والزمان-

ان الحديث عن التزامنية يقع في مجال الروحانيات رغم ان بحوث يونغ هي بحوث علمية بحته ولذلك من المفضل/

(في مواجهة ظاهرة تبدو تزامنية هي ان نبحث اولا وبأي ثمن في كل التفسيرات السببية الممكنة والا نلجأ الى التزامنية الا في اللحظة التي تكون فيها التفسيرات قد استنفذت واصبحت غير مجدية)(3)

ولذلك فأن اعطاء صفة التزامنية لهذه الظاهرة يفقدها علميتها ويسحب البساط من ادوات البحث العلمي عنها—فمن المفضل اولا تشريح هذه الظاهرة ومعرفة كل اسبابها وتسجيل النتائج التي نتوصل اليها واذا اخفقنا وكما ذكرت فنطبق عليها مفهوم التزامنية المشار اليه في البداية ولغرض تقريب الفكرة نطرح حالة من الحالات التي طرحها يونغ وهي حالة تزامنية—هذه الحالة هي حالة واقعة طائر الخفاش

(ان حلم طائر الخفاش هو تجل لاواع منبثق من صورة موجودة مسبقا بشكل لاشعوري لحالة ستحدث في اليوم التالي والتي هي قصة الحلم وظهور الخفاش في حينها) فالطيور والخفاش واحد منها يشير الى الموت—اي الرحيل—فأن الحلم التنبؤي الذي حلمه هذا الشخص وهو يرى الخفاش اقترن في اليوم الثاني بموت شخص لديه-

اذن هذا التزامن بين الحلم والواقع هو احدى الحالات التزامنية التي نتعرض لها او نراها—وهي حالة نفسية ما—مع ماحدث—والحالة هي الحلم والحدث هو الواقع الذي اعقب الحلم—ومن الحالات الاخرى ان احدى السيدات رأت في حلمها مجموعة من

الطيور تتجمع على نوافذ غرفة امها التي كانت تحتضر وفعلا في اليوم التالي توفت امها فقد اقترن رؤية الطيور في الحلم بالتزامن مع الحدث الذي وقع فعلا والذي هو وفاة الام-

ان التزامنية تمتلك مجموعة من العوامل منها مااشرنا اليه وايضا ما اطلق عليه يونغ تسمية (المجال النفسي لدى الانسان)

(فأنطلاقا من كون الحدث التزامني لاسببيا فهو اذن زمني)(4)

ومن ملاحظة تأثير الحس الذي يولده الحدث لدى الشخص الذي يعيشه توصل يونغ الى نتيجه ان المرء لايجد نفسه في مواجهة الحدث لدى الشخص الذي يعيشه-

ان للزمنية ثلاثة مستويات تكشف عن مفهومها(5)

1/المستوى الوقائعي/

حيث يكون الحدث في لاسببيته الخاصة هو الذي ينشئ معنى امام الشخص-

2/المستوى التنظيمي/

يؤدي الى ترتيب يكون حدثه هو الدلالة-

3/المستوى الميتافيزيقي/

يؤدي الى طرح السؤال التالي/ماهي حقيقة الكون الذي نحيا به؟ وهل لهذه الحقيقة من معنى؟ على ان هنالك سؤالا ثانوي وهو فيما اذا كانت التزامنية تشير الى العالم الموحد اي مفهوم للحقيقة الكامنة قياسا بالتجربة المبنية على الملاحظة ولوجود بذاته بدون شك في نظام اخر للحقيقة الكامنة قياسا بالتجربة المبنية على الملاحظة-

********

الهوامش/

1/نخبة من الاساتذة ترجمة سعد هادي سليمان/مراجعة الدكتورة عقيلة الهاشمي/التزامنية/سلسلة كتاب الباراسايكولوجي/الرقم 8/وزارة الثقافة والاعلام/بغداد /العراق/ص59

2/المصدر اعلاه/ص7

3/المصدر نفسه/ص23

4/المصدر نفسه/ص27

5/المصدر نفسه/ص27/30

*******

فصل من كتاب/الباراسايكولوجي الى اين الذي اصدرته 2008