مشاريع نهضوية… للكاتب يحيى محمد سمونة

مشاريع نهضوية / 17 /

قال لي صديقي: ذكرت لنا أن قوام أعمدة الثقافة: [علم - معرفة - فكر]
و ذكرت لنا الفارق بين العلم و المعرفة، باعتبار أن العلم: قراءة في حركة الأشياء. و أن المعرفة: قراءة في ماهية الأشياء.
غير أنك لم تذكر لنا دور الفكر في المشهد الثقافي !
[ قلت: الثقافة: تهذيب و تشذيب و تسديد. يقال للرجل يبري النبل: يثقفها. بمعنى أنه يجعلها مستوية و فيها قوة سداد و اختراق. فالمثقف هو: المرء هذب و شذب بعلم و فكر و معرفة و بات على استقامة و سداد من أمره. و الأمة المثقفة هي أمة قامت و استقامت على علم و فكر و معرفة. و ثقافة أمة قوامها: علم و فكر و معرفة؛ و يمثلها أدب و فن و موروث تاريخي. و ثقافة أمة العرب تمثلها الأنشطة و الفعاليات ضمن المجالات التي ذكرت آنفا. فمن خلال تلك الأنشطة يصار إلى تقييم الواقع الثقافي لدى أية أمة] 

الفكر - أيها الأحباب - هو: جملة إجابات و بيانات عن تساؤلات أو استفسارات حول أمر أو مشكلة يواجهها الإنسان عبر مسيرة حياته
فالإنسان "يفكر" عادة في آلية و كيفية و أدوات حل مشكلاته، أي "المفكر" هو المرء يقدح الذهن بحثا عن آلية و كيفية حل مشكلة طرحت عليه
و كل ما نجم عن قدح الذهن في مسألة معينة فتلك هي ال "فكرة"
و المفكر يلجأ عادة إلى العلم و المعرفة و ما قد سبق من فكر، يصوغ من خلالهما و يبين إجابته حول مسألة طرحت عليه. و كل فكر بني على علم فهو صحيح و لا شك، و كذا الفكرة إذ يكون بناؤها وفق معرفة صحيحة فهي صحيحة و لا شك.
لكن المفكر إذ يلجأ إلى جهالات بشر يؤصل من خلالها لفكره فلن تكون عندها فكرته سوية سليمة أو مستقيمة، بل غالبا ما تسبب فكرة من هذا القبيل إشكالات لا حصر لها تهوي بالمجتمع نحو الحضيض بدل أن ترتفع به ليكون مجتمعا نهضويا

- و كتب من حلب: يحيى محمد سمونة -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي