مدينة النانو العجيبة قصة للكاتب حركاتي العمامرة

# قصة للأطفال.     مدينة النانو العجيبة

منذ أن سمعت بإسمها وقلبي يتلهف لرؤيتها ،وكم كانت فرحتي كبيرة عندما جاءني أبي في ذلك اليوم الشتوي البارد ليقول : لي إستعدي ياليلى وأخوك لرحلة جميلة إلى مدينة النانو هذه الجمعة.
تملكتني الفرحة الممزوجة بالدهشة والتعجب ، أحقا سأزورها؟! ،ورحت أتساءل : كيف هي وهل هي مثل مدينتنا ام تختلف عنها ؟؟
تساؤلات كثيرة بقيت معلقة حملتها معي صبيحة الجمعة وأنا أستيقظ باكرا لكي يرافقني شقيقي لطفي الذي قام متكاسلا .
إنطلقت الحافلة تشق عباب الطريق لتصل بعد ساعتين من السير شاهدنا فيها مناظرا جميلة لنحط رحلنا بتلك المدينة التي بنيت بأياد صينية
كان كل شيء فيها يلمع
وبعد ولوج الحافلة إليها من تلك البوابة الضخمة قابلتنا بنايات عالية وعجيبة تحيط بها حدائق معلقة تضاء بألوان مزركشة وزاهية ،وبجانب كل بناية مركبة ضخمة كأنها مركبة فضائية تستعمل للتنقل بين البنايات وبعد نزولنا من الحافلة إسترحنا قليلا بساحة المدينة التي كانت شديدة النظافة و اللًمعان تمنيت من اعماق قلبي أن تكون ساحات مدينتنا مثلها تماما .
بعد قليل ركب الجميع تلك المركبة الجميلة فوجدناها واسعة بداخلها أرائك مريحة وماهي إلا دقائق حتى حلقت المركبة في السًماء ونحن لانشعر إلا بالراحة الكاملة فلاصوت ولاأزيز .
حطت بنا المركبة في مكان فسيح تملؤه الأشجار الخضراء ،تحيط بها أنهار جارية فائقة الجمال تحلق فوقها طيور مختلفة جميلة المنظر والصوت ،أحسست بالراحة كل الراحة والمركبة تحط بهذه الجنة العجيبة ،لم نر أثرا للأوساخ ،تجولنا بها وكلما قطعنا مسافة إمتدت الطريق أكثر ،الطعام والشراب في كل مكان اماسكانها فهم طيبون وشغلهم دائما وأبدا خدمتنا وتوفير مانحتاجه دون مقابل
إنًها مدينة الرغائب، واصلنا سيرنا من جناح لآخر وكنت أكاد أجزم أنًها الجنًة ،لكنها كانت من صنع الإنسان .
وبينما أنا في خضم فرحتي العارمة رحت أكلم نفسي ،لماذا لا نكون في مدينتنا مثل سكان مدينة النانو فنحن لاينقصنا شيء : العقل ، العلم ، الثروات الطبيعية ،عجيب أن نبقى نعيش في مدن تملؤها الأوساخ ويقل فيها التعاون وحتى الحاجيات الضرورية ،تمنيت أن ابادر عند عودتي لتشكيل نواة لمدينة النانو رفقة أصدقائي بالمدرسة
وبينما أنا أخطط لكيفية تأسيس مدينة عصرية حتى أيقضتني أمي من أحلى حلم رأيته في حياتي : قومي ياليلى حان وقت المدرسة !
ياله من حلم جميل ،لكن السؤال مازال يلازمني ماالذي ينقصنا حتى نحقق حلمنا بأن نعيش في مدينة تشبه مدينة النانو ؟

حركاتي لعمامرة الجزائر 25 جانفي 2020

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي