ظاهرة الانتحار… مقالة للاديب عز الدين ابو صفية

ظاهرة الإنتحار::

يعتبر الإنتحار من الظواهر السلبية جداً في المجتمعات..
فالإنتحار هو إقدام الفرد على إنهائه لحياته بطرق مختلفة بهدف الهروب من مشاكله الخاصة والمتعددة خاصة عندما يصبح في وضع لا يمكنه تحمل ظروف المشكلة التي تلم به ولا يجد اي أمل في حلها فيقدم على الأنتحار.
ومن الأسباب التي تدفع الفرد للإنتحار، قد تكون أسباباً أقتصادية يتعرض لها الفري عندما تنهار لدية مؤسسته أو شركة أو تجارة يمتلكها ويصبح مفلساً و تلاحقه البنوك ومن يدين لهم بأموال كان قد استدانتها منهم، وكذلك الفقر المدقع الذي يتسبب في عدم مقدرة الفرد لتأمين إحتياجات أفراد أسرته من مسكن ومأكل وملبس فهنا تضيق به الحياة خاصة إذا لم يتمكن من الحصول على مساعدات من الآخرين أو من المؤسسات الحكومية أو الخاصة، كما أن للفشل دور مهم في إقدام الفاشلين على للإنتحار كالرسوب في الإمتحانات كأمتحان الثانوية العامة أو الجامعية أو الفشل في حب سيطر عليه أو عليها سنوات طويلة ولم يحقق غايته من وراء ذاك الحب . كما أن للعنف إن كان عنفاً أسرياً أو عنف من قبل أجهزة أمنية ويكون هذا العنف بمثابة تعذيب جسدي ونفسي فيتجه الشخص للإنتحار ليستريح من قسوة التعذيب، هذا ومن أسباب للإنتحار بالإضافة لتلك الأسباب ضعف الإيمان بالله وأن الإنتحار عمل مرفوض ومحرم من قبل رب العالمين، كما أن تعرض الرجل أو المرأة للتشهير بعرضها وبها بغرض فضحها أما  الناس والمجتمع فهنا يقدمون على للإنتحار خوفاً وهروباً من فضائح أخلاقية وغيرها، وهناك أسباب أخرى تندرج تحت الحالة النفسية المرضية التي تدفع بالشخص للإنتحار دونما إدراك منه بأبعاد ما سيقدم علية .
وتعتبر ضاهرة الإنتحار ظاهرة مؤلمة ليس للمنتحر وإنما لأسرته وأبنائه لما تتركه من أثر محزن في نفوسهم وحياتهم، فكثير من الأسر بانتحار  رب الأسرة تفقد السند والراعي لشؤون الأسرة المالية والمعيشية والتربوية، كما أن للإنتحار وقعٌ سلبي على مؤسسات الدولة المختلفة لما يضعها أمام الإتهام بالتقصير اتجاه المواطنين.
هذا وأغلب حالات الإنتحار تتم بأشكال وطرق مختلفة كتناول السُم أو أن يقوم الشخص بشنق نفسه أو قطع أوردة يديه أو إلقاء بنفسه من على أسطح المباني المرتفعة، وهناك حالات أنتحار وإن قلت الآن وهي إلقاء الشخص بنفسه على قضبان السكك الحديدية أَمام القاطرات أثناء مرورها.
ومن هنا يمكننا أن نعتبر بأن للدولة الدور الأساسي بإيقاف حالات الأنتحار من خلال محاربتها للبطالة والفقر وعقد برامج التوعية  والتثقيف الإجتماعي والديني، وهذا أيضاً يبرز دور الأسرة والمدرسة في محاربة ظاهرة الإنتحار من خلال برامجها الدراسية والتربوية.

د. عز الدين حسين أبو صفية   ،،،

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي