تغير المفاهيم… مقالة للكاتب بركات الساير العنزي

بركات الساير العنزي
من كتابي..خواطري
ط.دار الفراعنة للنشر..القاهرة
3-تغير المفاهيم                                                    13 /12/2018      ..

..تغيرت في حياتي بعض المفاهيم.فادركت أن التجارب تعلمك من تحب.والمواقف تعلمك من يحبك.وأن الوضوح الشديد سيء.والغموض مطلوب ،كما أيقنت أن خلف بعض الوجوه قناعا.ولكل ابتسامة ألف معنى.وخلف كل سكوت ألف عذر.ولكل حنان قسوة.ولكل قلب طيب ألف صدمة.كما علمتني أن أجعل مسافة أمان مع من حولي فإن لم نتفق على الأقل لا نتصادم. وان التغافل رحمة كما أن النسيان نعمة.الحياة لا تؤلمنا عبثا. تؤلمنا لنكبر لنتعلم ابجدياتها. علمتنا التجارب حجم كل شخص في حياتنا.وأن لا نصدق كثيرا.ولا نثق كثيرا.لاننا قد نتعب بشدة خلف تلك الحقائق.اخبرتنا الحياة بأن لا شيء يبقى ولا حتى هي ستبقى.
....هناك فرق كبير بين الأمس ، من حيث الشعور والعاطفة والراحة والاستقرار. لتدرك اليوم أن طفولتك مهما كانت ظروف أسرتك تبقى هي الأجمل في حياتك ، وأن الفلوس القليلة التي كنت تأخذها من أبيك أو أمك ، وتهرع مسرعا للبقالة ،فرحا مسرورا ،هي أحلى من فلوسك الكثيرة اليوم ، ربما ، وأن فرحك اليوم ربما يكون ضئيلا أمام ذلك الفرح ،،،ووجود أشخاص كانوا معك في طفولتك أو شبابك هم زينة الدنيا وحلاوتها ، تشعر بمنغصات الحياة وأنت تفقدهم واحدا بعد الٱخر. هي الحياة حلوة في أولها مرة في ٱخرها ،،،تقول وصلت إلى هدفي واسترحت تجد أنك لم تصل خسارتك أكثر من ربحك معنويا ،  قطار الحياة يمضي مسرعا وتتوقف في محطاته ، تنزل وتركب ، وتقطع تذاكر سفرك .مابين الأمس واليوم تاريخ وقصص وعظات، أحببنا وكرهنا ، وتقدمنا وتأخرنا ،وأعطينا ومنعنا ، وأخطأنا وصححنا. الفارق كبير وواسع فلا تستهن بما مضى ، ولا تثق بما هو آت ، الأمس ذاكرتك التي تمدك بتاريخ حياتك وماضيك . واليوم وغدا هو مستقبلك ، فانظر ماذا أنت فاعل .؟
-وتحمل أمتعتك وتنزل أمتعتك ،،والسنون تنهبك ،،وأنت لاتحس بهذا الزمن السريع جاء في المثل ، أن الزمن كالسيف إن لم تقطعه قطعك . تتغير مراتب الناس عندك حسب مواقف الحياة. ..هناك أشخاص كانوا في مقدمة القائمة عندك في التكريم والاحترام ، تأتي المواقف فيتغير الترتيب يقوم القلب بوضعهم أسفل القائمة ،مواقف الحياة الصعبة التي تمربك تكون مفيدة          إذا فهمتها، وأهم مافيها تكشف لك من يحبك بصدق ،ومن يحبك تملقا ،ومن يكرهك سرا .           

رتب قوائم من حولك حسب المواقف التي تمر بك .
....يقول أحدهم : اشتر الحكمة ، ولا تشتر الفكرة ،الأولى نتاج خبرة ،والثانية نتاج موقف الأولى رصيد والثانية في مهب الريح .لا أعرف مدى الصحة في الكلام،وأرى الأخذ بالقولين الحكمة نتاج الفكرة ،والفكرة نتاج الحكمة ،أرى التلاصق بين القولين، السكوت حكمة والكلام حكمة . سكوت بغير موقعه فساد وجبن ، وسكوت في موضعه حكمة وعقل...
ويقول لقمان الحكيم : (إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة ،وخرست الحكمة ، وقعدت الأعضاء عن العبادة ). احرص على أن لا تشغلك معدتك عن فكرتك وعن حكمتك ، من يفكر يستنتج الحكمة والفكرة تحتاج لعقل واع مثقف دارس ، لعقل يقرأ ويفهم ويقارن ويميز بين الغث والسمين ويقدم للناس خلاص فكرته . ويقدم شواهده وأدلته وحكمته مما قرأ واستفاد .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي