حوارات وأفكار للكاتب القاص بركات الساير العنزي

بركات الساير العنزي
من مجموعتي القصصية الثالثة (حوارات وأفكار )
هو وهي ح..١٣
...استيقظت في الصباح الباكر، وقالت في نفسها : ماهذا النوم الطويل ؟ لا بد أني كنت مرهقة . ركبت سيارتها وخرجت إلى شاطئ المسيلة ، ركنت سياارتها في مصاف السيارات . وراحت تهرول في الممشى بلباسها الرياضي . والبحر يمدها بنسمات الصباح وخصلات شعرها تتهادى على جبينها وكتفيها . قالت لنفسها . لا بد من ممارسة المشي والهرولة يوميا صباحا كي أعود إلى لياقتي واخفف قليلا من وزني . يجب أن يفتن منير بي . كانت عيونه تلاحقني أمس في صالة العرس . لابد أنه وقع في شباكي .
... جاءتها أمها لتجلس عندها بضعة أيام ،فرحت بقدوم أمها ووجدت سعادة كبيرة في نفسها ، وقالت لأمها : والله يا امي لقد ملات البيت بوجودك . ياليتك تبقين عندي دائما . قالت الام : لا ياابنتي . أرتاح قي بيتي وكلكم تزوروني  متى مااردتم .انت وأخوتك .
ولكنك ياابنتي لا تعجبني تصرفاتك . قالت ندى ولماذا ياأمي؟ : قالت الأم : ألاتشعرين انك كبرت ويجب أن يكبر عقلك مع عمرك ؟ .أراك تعودين للمراهقة وهذا يعيب المرأة في سنك . ردت حنان : لا ياأمي ، نظرتك قديمة لماذا ندوس على قلوبنا ؟. الحب في حياة المرأة لا يموت . ومخطئة من تستسلم لقدرها وسرقة العمر لها . تبقى المراة في شرفها ولكن لايموت قلبها .قالت الأم : قلب المراة بعد أن تكبر بالعمر يكون ملكا لأولادها ، واهتمامها بهم فهم ثروتها في الحياة . قالت حنان : صدقت يا أمي ، أنا لن أتخلى عن اولادي ، وسيكونون معي في العطل دائما معي. حتى إذا تزوجت سأبقى في بيتي . لقد عشت من اجلهم وتحملت هجران زوجي لي من اجلهم . والآن لابد ان أرى حياتي حسب شرع الله . ولن أدفن نفسي من اجل رجل سقط  من حياتي .
مارست حنان حياتها العادية في بيتها واهتمامها بلياقتها البدنية . زارت أخت منير عدة مرات كي تسمع إطراء إو إعجابا من منير . أو كلاما حول الزواج . ولكنها لم تسمع منها شيئا . إلا خبرا واحدا مؤلما أن منير سيغادر البلاد إلى إنكلترا للعلاج . يعاني من مرض في جسمه تمنت له الشفاء . وقالت في نفسها . إن قدري يلاحقني .يحاصرني . ويظهر اني سانتقم من نفسي قبل أن أنتقم من منير . لقد مرت شهور عديدة بعد زواج ندى . وكان أملي  يقف على منير . ادعو الله أن يشافيه . سأقبل دعوة المفتش أبو سالم وأتزوج منه .
طار أبو سالم من الفرح عندما سمع موافقة حنان على الزواج . اجتمعا في كافتريا على البحر في مساء يوم جميل .وقالت له : يا أبا سالم . سنتزوج ولكن لي بعض الشروط وهي غير صعبة يمكن ان تقبل بها . قال أبو سالم : انا موافق على كل طلباتك ولكن قولي لي ماهي طلباتك ؟ . قالت ندى : أن تكون العصمة بيدي . والزواج يكون في بيتي . وأن تزورني يومين في الأسبوع . قال أبو سالم يعني زواج مسيار . قالت : نعم . نتزوج بشرع الله وعلى سنة نبيه . قال أبو سالم انا موافق على كل شروطك .تم الزواج بحضور بعض الأصدقاء في حفلة صغيرة في صالة الفندق على أنغام موسيقا هادئة . وتصقيق الأصدقاء الخاصين . وقد خلا الحفل الصغير  من حضور أهل وذوي حنان .
سمع زوجها أبو خالد بقصة زواجها . امتعض من الامر ولكن كل الأمور عاندته فاستسلم للأمر، لكن القهر بدأ يؤثر عليه . أصبح عصبي المزاج. يشعر بالضعف وعدم استطاعته القيام . حاولت ابنته ندى التخفيف  من الأمر وعرضت عليه أن يتزوج . والنساء كثيرات . وقالت له يا أبي نحن لن نتخلى عنك وإذا اردت الزواج فأنا أول واحدة أبارك لك وأمشي في زواجك .إذا كان في ذهنك أمرأة فقل لي عنها حتى نخطبها لك . او اتركني أفتش لك عن امراة تليق بك .حنان امي . وهي حرة باختيار حياتها ، وانت حر باختيار حياتك . ونحن نقف معك ولن نتركك وحيدا . قال الأب : يكفيني وجودكم وليس لي رغبة في الزواج . ولست ناقما على أمكم ليسهل الله امرها . أعرف نفسي اني أخطأت معها . وهي تريد أن تنتقم مني . فلتنتقم بما تريد ولن أنظر إلى الوراء مهما كان .
لم يكن زواج حنان موفقا ، فلم يكن زوجها الجديد  كما تريد ـ كانت صفاته غريبة ويمتاز بالبخل الشديد . وكثير الطلبات . تركته بعد سنة من الزواج . وجلست في بيتها وحيدة تعيش حياتها . وقد اثرت على نفسها ان تعيش حياتها من غير زواج تتمتع مع زيارات أولادها لها . وزيارات أمها وأهلها . وأيقنت أن الإنسان لايمكنه ان يحقق كل طموخاته ولا رغباته . وان النفوس البشرية مختلفة . وكل واحد في هذه الحياة يختلف عن الآخر .
عادت حنان آلى منزلها ، فقد حضرت عرس زواج ابنة صديقتها ، وقد طال سهر الحفلة وعادت متاخرة من الليل . وشعرت بخلو المنزل ،استوحشت وأحست بالوحدة  لم يغب عن بالها حفلة العرس، ولا نظرات الناس لها والمعجبين . وشعرت أن كل العيون في الحفل  كانت تلاحقها . وقالت في نفسها ويل المرأةالوحيدة  وخاصة المطلقة.لن تخلص من العيون والحسد  . متى يترك الناس عاداتهم وينتبهوا لامورهم ؟ . شعرت بتعب وإعياء نادت على الخادمة وطلبت منها أن تحضرلها  كأسا من عصير الليمون.واستلقت على سريرها بكامل لباسها الأنيق ، وغفت بهدوء، حتى الأحلام هربت من جفونها ، جاءت الخادمة بكأس العصير ولم توقظها، وضعت كأس العصيرعلى طاولة صغيرة بالقرب من سريرها.وخرجت..
في الصباح..استغربت الخادمة أن سيدتها لم تسيقظ كعادتها في الصباح.دخلت غرفتها.وجدتها على وضع نومها كما تركتها ليلا.حاولت ايقاظها ولكن لم تستيقظ رفعت يدها آلى أعلى فسقطت، فصرخت الخادمة بفزع ..لقد ماتت بهدوء.وعاشت في ضجر.ماتت أحلامها معها.بكى الجميع في مقبرة الصليبيخات.وكان الحزن شديدا على زوجها السابق.وقف على قبرها وقال أمام الجميع..أنا زوج حنان.وأشهد الله آني أسامحها.اللهم ارحمها ونور قبرها.وأحسن مسكنها..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي