مشاريع نهضوية… بقلم الكاتب يحيى سمونة

مشاريع نهضوية  / 18 /

ثمة اختلاف بين مفكر "حر" و آخر "مؤدلج" - المفكر المؤدلج [ بفتح اللام ] هو من يتبع أيديولوجية معينة يتبناها، ينافح عنها و يشقى من أجلها -

المفكر الحر تجده يبحث عن حلول لمشكلات عامة أو خاصة ب علمية و موضوعية و منطقية دونما انفعال أو ميل أو جنوح، فهو بهذا يكتسب المصداقية و القبول لآرائه و مقترحاته بين شرائح متعددة و متنوعة من الناس.
لكن المفكر المؤدلج الذي تحمله و تدفعه آيدلوجيته التي ينافح عنها أن يكون سفيه الرأي و الفكر ! فهذا المفكر تجده غير علمي و لا منطقي فيما يقول، بل تجده و قد تخلفت عنه الموضوعية في آرائه و مقترحاته و حلوله التي بها يتصدى للمشكلات

إنه غالبا ما يكون المفكر المؤدلج [بالمناسبة: ثمة توافق في المعنى بين كلمة "مؤدلج" المأخوذة من حشر المرء نفسه في آيدلوجية معينة، و بين كلمة "مؤدلج" المأخوذة من دفع المرء دفعا كي يسير في طريق مظلمة؛ ف/د.ل.ج/ في لغة العرب تعني السير ليلا و في ظلمة]
إن المفكر المؤدلج غالبا ما يكون ثورجيا يريد إثبات صحة فكرته بكل الوسائل و الطرق المشروعة و غير المشروعة
إن الفكرة التي يناضل من أجلها المفكر المؤدلج غالبا ما تحمل بين طياتها تنافرا و تناقضا و قد تفضي بالناس إلى تباين في مواقفهم و اختلافات في وجهات نظرهم، بل ربما ساقتهم لصراعات فيما بينهم، و ربما قذفت بهم في أتون حرب مريرة قذرة !
إن المفكر المؤدلج يشبه إلى حد بعيد رجالات السياسة المقيتة الذين تحكمهم المكيافيلية بكل شناعتها

و عساي في منشوري اللاحق بعون الله تعالى أضرب لكم مثلا الحرب و السلام و كيف تم  تناول هذه المسألة عند المفكر "الحر" و المفكر "المؤدلج"

- و كتب من حلب: يحيى محمد سمونة -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي