العقم والرحيل… مقالة للاديب عز الدين ابو صفية

العقم و الرحيل ::

مما لا شك فيه بأن العقم إن كان سببه من الزوج أو من الزوجة فهو حالة مؤلمة جداً، لا سيما وأن الرجل يعتبر إنجابه الأبناء هو امتداد لحياته وتفرع مزهر لشجرة عائلته ، كما أنه يعتبره وكذلك الزوجة قرة عين لهما وزينة الحياة الدنيا تجعلهما أكثر استقراراً في حياتهما ويعزز حالة الحب بينهما.
فالعقم تحدث عنه رب العزة في القرآن الكريم، ولكن ربنا خلق للإنسان عقل ليفكر ويعمل على إسعاد نفسه والآخرين، ومن هنا أشبع موضوع العقم بحثاً وتجارب علمية أعطت نتائج مبهرة عند الكثيرين ممن لم ينجبوا  رغم زواجهم الذي امتد لأكثر من عشر سنين بل وعشرون سنة وبقوا مترابطين يجمعهم الحب ويرفضون الرحيل عن بعضهم لقناعتهم بأن موضوع العقم هو أمر رباني.
وفي المقابل نرى بأن كثيراً من الزيجات التي لم تستند في أساسها على الحب تنتهي عند الزوجين بمجرد مواجهة مشكلة ليس العقم المؤكد ولكن لمجرد تأخر أنجاب الزوجة عام أو أكثر فتدب بينهما الخلافات التي حتماً ستؤدي للإنفصال ورحيل كل منهما عن الآخر، وذلك لفقدانهما الرابط الذي يؤهلهما للإستمرار بحياتهما الزوجية وهو رابط الحب  والبحث عن وسائل الإنجاب الحديثة.
ولعدم وجود رابط الحب بين الزوجين نرى الكثير منهم يلجأ للإنفصال والرحيل حتى لو أنجبا طفلاً  في بداية زواجهما ثم توقف الإنجاب عندهما عدة سنوات.
وفي المقابل نرى الكثيرين رغم العقم عند الزوج أو الزوجة يرفضون الإنفصال وتستمر حياتهم ...  إما بتبني ( تربية) طفل فقد والديه بسبب الحروب أو لأسباب أخرى ... أو بموافقة الزوجة لزوجها أن يتزوج غيرها ليحقق رغبته بأن يكون له أبناء وتبقى هي تعيش في كنفه يربطها رباط الحب الأقوى من كل شيء..
هذا واليوم بعد أن توصل العلم لعمليات الزراعة ، تمكنت الكثير من الزوجات من الحمل وإنجاب توائم متعددة، أضفت الإستقرار والطمأنينة والسكينة على الكثير من الأُسر التي عانت أو لا زالت تعاني من حالة العقم .
 وكله بأمر الله تعالى.

د. عز الدين حسين أبو صفية،،،م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي