بائع الورد.. قصة بقلم ليلى زايد

الجزء الثالث
بائع الورد
بقلمي ليلى زايد
وقفت سهام أمام قبر زوجها
ترمقه بتلك النظرات الغامضة
لا تبدي حزنًا أو تأسفًا  ..... ثم انتقلت بعينيها إلى قبر والدها بنفس النظرات 
الثابتة نحو الغموض  و ها هي تنظر إلى قبر والدتها و هنا تجهش سهام في البكاء
تحاول ماجدة أن تحتضنها  ... و تناديها أمي اثبتي يا أمي أرجوك  ... رحمها الله و أسكنها فسيح جناته  ...
تحاول ماجدة أن تساعد أمها سهام كي تقف على قدميها و إذا بسهام تتجه بناظريها نحو قبر أخيها فؤاد و تبكي
حد الإغماء  ... يتجمع الناس و يقولون لماجدة لا داع لزيارة والدتك المقابر  ...
تنتظر ماجدة أمها سهام حتى تتمالك نفسها ثم تقوم بمساعدتها كي تعود للسيارة  ... ثم تعود بأمها إلى المنزل  ....
و عند العودة تُقبل مربية ماجدة امرأة طيبة كانت خادمة لديهم منذ زمن طويل
إنها أم فهمي  .. و تتساءل ماذا حدث لأمك يا ماجدة ؟
استر يا رب  .. يا رب اشفيها  ... يا رب بارك بعمرها  ... يا حبيبتي يا بنتي
ما لك يا سهام ؟
و تسيل من عيني أم فهمي الدموع
و كيف لا و هي عشرة العمر و ربيبة هذا البيت منذ صغرها  ... لم تعامل قط على أنها خادمة بل فرد من أفراد العائلة  ....
أجلست ماجدة أمها سهام  ... بدأت سهام تستعيد وعيها  ... ثم تشكر ماجدة و أم فهمي و تطلب منهما أن تذهب إلى غرفتها إنها تحتاج الراحة و الهدوء  ...
و قد كان لها ما طلبت دون نقاش  ....
نظرت أم فهمي لماجدة نظرات تحمل الخوف على سهام  ... كذلك ماجدة لم تستطع إخفاء دموعها  ....
فهرعت إلى غرفتها يحيطها الذهول و التعجب معا  ....
و تبدأ باستعادة شريط الزيارة إلى المقابر
و تفاوت مشاعر أمها تجاه هؤلاء الموتى
قالت ماجدة في نفسها
تُرى ما السر الذي تخفيه أمي ؟
و فضحتها مشاعرها و ردة فعلها  ...
لن أهدأ حتى أعرف السر لن أهدأ
و إلى اللقاء مع حلقة جديدة
و بائع الورد
بقلمي ليلى زايد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا