نقطة تحول… قصة بقلم سيد عبد المعطي

موعدنا مع الجزء الثاني
مع قصة نقطة تحول
بقلم سيد عبد المعطي
..... من هذا الرجل ومن يكون هذا الذي يسير بسيارته بدون لوحات معدنيه ليس هذا فقط انه يسير بأقصي سرعه .
..... إنه نيازي إبن أحد تجار الفاكهه بسوق العبور، لقد أصبح ضابطا للشرطه برتبة نقيب في إدارة مرور القاهره ومنذُ أن أصبح ضابطا ركبه الغرور والكبرياء من رأسه الي اصابع قدميه وكأنه لا يوجد أحد في الدنيا سواه وكأن منصبه كضابط شرطه ظن إنه سيدًا وكل الناس عبيدا له ،ونصحته أمه كثيراً بأن يعامل الناس بلطف حتي يرفع الله من شأنه فيقول له ابيه ضاحكاً بسخريه لا تسمع كلام أُمك يا نيازي فإنّ الضعيف ليس له مكان في هذه الدنيا وإنك يا بني يجب ان تكون متكبرًا حتي تستطيع ان تحافظ علي منصبك .
..... فكان نيازي عندما يقف في الكمين لا يرحم أحد فقد كان علي اتفه الأسباب يقوم بسحب رخصة السائق ويحرر له مخالفه .
.....وذات مره قام بسحب رخصة رجل مسكين بحجة إنه ليس بسيارته طفاية الحريق فقال له السائق إنها معي وأخرجها السائق من الشنطه الخلفيه بالسياره فقال له إنها مخالفه للمواصفات وقديمه فقال له السائق ولكنها صالحه فقال له الضابط نيازي غاضبا اتعلمني شغلي وسحب منه رخصة السياره فقال الرجل حسبي الله ونعم الوكيل فإستشاط نيازي غضباً وقام بسحب رخصة القياده ايضًا وقام بأخذ السياره الي إدارة المرور.
..... حين ذلك قد أصبح بلال رئيس نيابة مدينة نصر وكان يسير هو وزوجته بالسياره مرتدياً جلبابًا ناصع البياض وزوجته كانت ترتدي جلباباً فضفاضاً وإيشارب كبير مغطي منطقة صدرها وقفازات بيدها الأثنين فنظر نيازي الي بلال وقال له يوجد عندك مخالفة رادار، فضحك المستشار بلال قائلا وكيف سجل الجهاز المخالفه؟:- ان الطريق مزدحم والجميع يسير ببطيء فقال له نيازي مستهزءاً إسأل الرادار لو مكنتش مصدقني فقال له بلال إذًا أنا لن أدفع مخالفات، فقال له نيازي إذاً اعطيني رخصة القياده فقال له بلال لن اعطي لك الرخصه افتح الطريق لو سمحت ،فقام الضابط بإهانته فنزل بلال من سيارته فنزلت زوجته وقالت إحترم نفسك ايها الضابط أتعرف من هذا ؟:-فقال لها الضابط مين يعني امير سعودي اكيد ارهابي فقال له بلال سوف القنك درسا لم تنساه طيلة حياتك فقال له الضابط ماذا تقول يا روح امك فقال له بلال حقاً انا روح امي أما انت فمن الواضح إنك لست روحاً لأمك ومن الواضح إنها لا تحبك وغير راضية عنك وغاضبة منك فقال له نيازي اتعيب في أُمي سوف احرر لك محضر إهانة سلطات وأخذ بلال وذهب به الي قسم الشرطه فماذا حدث؟
..... أخذ الضابط النبضجي في فتح محضر وطلب من بلال بطاقته فقال بلال للضابط النبضجي انا لا يسألني عن بطاقتي او إثبات شخصيتي الا رجل برتبة لواء او وزير داخليه هل انت لواء ؟ فقال له الضابط مبتسمًا لو سمحت يا سيدي اعطيني اثبات شخصيتك علي الفور أخرج بلال هاتفه المحمول وأتصل بالنائب العام وقال السلام عليكم لقد حدث معي كذا وكذا فقال له النائب العام اين أنت فقال له عنوان القسم فقال له انتظرني مسافة السكه .
..... وعندما سمع نيازي المكالمه إنهار وتلفت أعصابه وتصبب العرق من وجنتيه وكأنه دخل أمتحان لا يعرف أي إجابه في هذا الإمتحان وجاء النائب العام وأستدعي المأمور وباشر التحقيق بنفسه وأقسم النائب العام علي بلال إذا سحبت هذا المحضر سوف أُقيلك وانتهت التحقيقات بلفت نظر للضابط وإيقافه عن العمل لمدة عام وعندما إنتهي العام وجد نفسه منقولاً الي إدارة السجون ضابط ترحيلات ولم يجد نيازي أمامه سوي تقديم استقالته وكانت نقطة تحول له فبعد أن كان ضابط شرطه أصبح الآن يساعد ابيه في محلات الفاكهه بسوق العبور فيا أيها الناس عليكم بالتواضع فالتواضع اساس الرقي والتقدم .
.... وشكرا مع تحياتي سيد عبد المعطي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا