ازمأزق…. قصة بقلم محمد فؤاد ابو بطة

من قصة ( المؤامرة ) من المجموعة القصصية المأزق
النهاية
أدرك وكيل النيابة سريعا أن هناك خيط يربط بين محاولة الانتحار وقتل الفتاتين فطلب منها أن تحكي له كل شيء تعرفه فتلفتت يسارا ويمينا ! فطمأنها أنها في أمان فبدأت تحكي له كل ما تعرفه وبدأت الحقيقة تظهر شيئا فشيئا ، طلب رئيس النيابة علي المحمول ليخبره فطلب منه ألا يتركها ويظل معها ولا يخرج أي شخص من الغرفة! لحظات قصيرة ووصل رئيس النيابة ومعه رجال الشرطة ودخل عليها وسألها إن كانت في وعيها فأكدّت كل ما قالته فسألها إن كان عاد ليلة الحفل بنفس ملابسه التي خرج بها ؟ فنفت ذلك قائلة أنه عاد بملابس جديدة ولما سألته أخبرها أن أحد أصحابه لبسها ليحضر بها الحفل !.
فسألها إن كانت تعرف المدير العام أم لا؟ فقالت إنها تعرفه جيداً !فأخبرها أنه تعرض لضربة قوية ويرقد الآن في غيبوبة في نفس المستشفي! وضعت يدها علي فمها لتكتم صرخة كادت أن تخرج ! وأكدّت أنهم سمعوا حديثه معها فحاولوا قتله خاصة أنها شعرت أنه يشك في زوجها! فسألها إن كان يمكنها أن تقول هذا الكلام أمام زوجها ؟!فسألته إن كان يستطيع حمايتها منه ومن رجاله؟ فقال في حزم أنه سيقبض عليهم جميعا حال اعترافها عليهم!
طلب رئيس النيابة أن يدخل زوجها وأصحابه فدخلوا جميعا فأسرع زوجها نحوها فلم يمهله رئيس النيابة لأي محاولة للتمثيل فسأله عن المكان الذي خبأ فيه ملابس الجريمة ؟!فاصطنع عدم الفهم! فطلب منه عدم التمثيل ليخبره أين أخفي ملابس الجريمة؟! فأنكر مرة ثانية علمه عما يتحدث! فواجهه بما قالته زوجته عن عودته بملابس جديدة ليلة حفل الزفاف!فقال في هدوء كأنه تذكر أمر تافها أن أشرف صاحبه طلبها منه ليلبسها فأعطاه له واشتري بدلة جديدة! عندما سمه تاعبعهم الذليل ذلك أيقن أنه سيكون الضحية ليحمل التهمة كاملة فصرخ قائلا أنه لم يرتدي غير ملابسه ! ارتبكت المجموعة وحاولوا تهدئته بنظرات التهديد والوعيد! ورئيس النيابة يسجل بعينيه هذه النظرات فسأله لماذا لم يذهب إلي الحفل إذن ؟ فقال أنه ذهب في مشوار خاص!فحاصره رئيس النيابة عندما شعر أنه الحلقة الأضعف أين ترك أصحابه ؟فأخبره أنه تركهم قبل اغتصاب الفتاة الأولي !فرد أحدهم متسرعا بأنه كاذب!
فسأله رئيس النيابة عن الحقيقة؟ فتلعثم وتردد فأعاد عليه السؤال مرة ثانية فأجاب في صوت متقطع أنه اشترك في اغتصاب الفتاة الأولي ! فسأله عمن بدأ اغتصابها؟ فأشار إلي كبيرهم! بدأت الحقيقة تتعري تماما فانهاروا جميعا واعترفوا بجريمتي الاغتصاب والقتل ! فطلبت الزوجة الطلاق أمام رئيس النيابة فلبّي لها طلبها وطلب حضور المأذون ولم لا وقد مكنته من القبض علي الجناة الحقيقيين دفعة واحدة ! ولحين حضور المأذون سألهم رئيس النيابة عما حدث للمدير العام فاعترفوا أنهم أرسلوا أحدهم وأشاروا عليه ليمنعه من الذهاب إلي النيابة فضربه علي رأسه بشاكوش كبير ! فوجه لهم رئيس النيابة تهمة اغتصاب وقتل الفتاتين والشروع في قتل المدير العام ، وأراد أن يوجه لكبيرهم تهمة تهديد زوجته بالقتل ولكنها تنازلت عن اتهامها واكتفت بالطلاق وبخروجه من حياتها وأنها لم تنجب منه!.
خرجوا جميعا من المستشفي ورئيس النيابة يتنفس الصعداء وهو يردد في نفسه ـ لقد صدق المتهم ـ أقصد البريء في استنتاجاته ! حمد الله علي القبض علي الجناة الحقيقيين وأفرج عن البريء وهو يشد علي يديه ويهنئه علي براءته وودّعه وتمني له التوفيق .
خرج البريء من سراي النيابة ليتنفس هواء الحرية ، إنه نفس الإنسان ، ونفس الهواء ونفس الأرض ونفس السماء لكنه الآن البريء ! نظر إلي السماء ثم خر ساجدا لله شكراً .
الكتاب : المأزق – مجموعة قصصية
الكاتب : محمد فؤاد أبو بطه
الطبعة : الأولي
رقم الإيداع : 7678/2009
الترقيم الدولي : 977-17-6855-7

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا